الوقت- تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" من توجه ضربة أمنية شديدة للمعتدين السعوديين بجيزان؛ حيث لم تترك تلك الضربة للرياض أي خيار سوى اللجوء إلى التعتيم الإعلامي للتغطية على هزيمتها. وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، وجه أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" ضربة أمنية قاتلة للقادة السعوديين في محافظة جيزان الحدودية وفاجأتهم ولقد تمت هذه العملية واسعة النطاق ضد المعتدين السعوديين على محور "الخوبة - وادي جبارة" من ثلاثة محاور رئيسية. واستهدفت هذه العملية مواقع وقواعد الجيش السعودي في "تباب الفخيذة والتبة البيضاء والقمبورة والعامود وطويق وقائم صياب". وسيطر أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" خلال تلك العملية على عشرات المراكز والمواقع التابعة للسعودية وألحقوا أيضاً الكثير من الأضرار المادية بالمعتدين.
كما تم إحراز تقدم في هذه العملية، وخضعت القواعد والمواقع المستهدفة التابعة للسعودية للسيطرة الكاملة، ولحقت أضرار كبيرة بقوات العدو. ونشر مكتب الاعلام الحربي التابع لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" معلومات في وقت لاحق وصوراً للعمليات العسكرية الواسعة النطاق في محور جيزان. وبحسب الصور، استهدف أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" أعماق الأراضي السعودية في جيزان. وأظهرت الصور هجوما مفاجئا نفذه أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" على المعتدين السعوديين. وفي هذه الصور، شوهد المعتدون يفرون بسرعة إلى أعماق السعودية. ولقد قُتل بعضهم وأسر بعضهم وتظهر الصور المنتشرة تدمير المعدات العسكرية للجيش السعودي وسيطرة أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" على تلك المواقع السعودية. كما تظهر الصور جثث جنود سعوديين قتلى.
وحول هذا السياق، أفادت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" قتلت وجرحت أكثر من 80 مرتزقاً سعودياً خلال عملية جيزان. وفي غضون ذلك، أسر أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" عشرات المرتزقة. ولم تترك تلك العملية اليمنية الكبيرة في جيزان للسعوديين أي خيار سوى اللجوء إلى الإسقاط الإعلامي للتغطية على هزيمتهم، حيث أنكروا وقوع تلك الضربات التي نفذها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" في محافظة جيزان الحدودية. ولقد قوبلت هذه الخطوة برد فوري من "محمد علي الحوثي" رئيس اللجنة الثورية العليا اليمنية، حيث قال "نريد أن نعلن للسعوديين أننا مستعدون تماما لتبادل جثث المعتدين الذين قتلوا خلال العملية الكبيرة في جيزان". وقال لمسؤولي تحالف العدوان السعودي "إذا كانت صور عملية جيزان تخيفكم برفض رؤية الحقيقة، فماذا ستفعلون بعد العمليات القادمة عندما نقوم بنشر صور قتلاكم؟" وأضاف "الحوثي"، كما "ندعو وسائل الإعلام التي تشكك بالصور وملفات الفيديو لمقابلة المعتدين الذين تم القبض عليهم والذين تم نشر صورهم".
وعلى الرغم من تصريح رئيس اللجنة العليا للثورة اليمنية، لم يصدر رد من المسؤولين السعوديين وكذلك وسائل الإعلام التابعة للديوان الملكي السعودي. حيث صمت المسؤولين السعوديين ووسائل الإعلام التي تحميهم في وجه عرض "الحوثي" تبادل جثث القتلى في جيزان وهذا الأمر دفع الرأي العام بسرعة إلى إدراك أكاذيب قادة الرياض حول العملية العسكرية الكبيرة التي نفذها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" في محافظة جيزان الحدودية. إن ما حدث في جيزان الحدودية يعتبر إنجاز عسكري وأمني كبير حمل العديد من الرسائل. حيث كانت الرسالة الأولى من اليمنيين عبر العملية الواسعة في جيزان أنه على الرغم من العدوان العسكري المستمر والحصار الاقتصادي، لا تزال المقاومة اليمنية تتمتع بقوة عسكرية وقدرات أمنية واستخباراتية كبيرة لضرب المعتدين السعوديين. والرسالة الأخرى التي تكمن في صميم العملية واسعة النطاق لقوات المقاومة اليمنية في جيزان، هي تنفيذ معادلة "الهجوم على الهجوم". والواقع أن المقاومة اليمنية بعد مقتل وإصابة أكثر من 80 معتدًا واعتقال العشرات، بعثت برسالة للسعوديين مفادها أن اليمنيون سيستمرون في الرد على العدوان ما دام العدوان العسكري مستمرًا. وهنا تجدر الاشارة إلى أن زعيم حركة "أنصار الله"، السيد "عبد الملك الحوثي"، سبق أن ذكر هذه القضية.
إضافة إلى ذلك، بعثت المقاومة اليمنية برسالة أخرى لقادة السعودية، وهي أن اليمن، مع التزامها بجهود إحلال السلام، لا ترى أن استمرار العمليات البرية والجوية ضد السعودية يتعارض مع هذا الالتزام. وفي وقت سابق، قال مسؤولون يمنيون، بمن فيهم رئيس اللجنة الثورية العليا في البلاد، إن صنعاء مستعدة تمامًا للسلام. وبعد وقت قصير من هذا التعليق، تم تنفيذ عملية جيزان الكبرى. وهذا يدل على أن اليمنيين لا يعتبرون "الالتزام بالسلام" ومعادلة "الهجوم على الهجوم" متناقضين. والمهم بالنسبة لليمنيين في هذا الصدد أن الهجمات العسكرية والمفاجئة هي بالدرجة الأولى رداً على جرائم واعتداءات الطرف الآخر، وثانياً رادع لمنع المزيد من العدوان على أبناء الشعب اليمني من قبل المعتدين. بشكل عام، لقد نجحت قوات المقاومة اليمنية في إيصال رسائلها المقصودة إلى القادة السعوديين من خلال توجيه ضربة قوية للمعتدين السعوديين في مدينة جيزان الحدودية.
وعلى هذا المنوال نفسه، حذر رئيس الوفد الوطني اليمني المفاوض "محمد عبدالسلام"، دول العدوان من تبعات استمرارها في عدوانها وحصارها على الشعب اليمني، مشيرا إلى أن عدم مسارعتها في إيقاف جرائمها وعدوانها سيكلفها كثيرا. وقال "عبدالسلام" في تغريدة له على تويتر يوم السبت الماضي: "العدوان على اليمن جريمة والحصار جريمة، واستمرارهما جريمة أخرى مضاعفة، وعدم مسارعة تحالف الإجرام لإيقاف جرائمه سيكلفه كثيرا". الجدير بالذكر أن قوى العدوان مستمرة في ارتكاب المجازر الوحشية بشكل يومي إضافة إلى استمرار الحصار ومنع ادخال السفن المحملة بالمشتقات النفطية وكذلك إغلاق مطار صنعاء الدولي الأمر الذي أدى إلى وفاة عشرات الآلاف من المواطنين وخلق أزمة اقتصادية خانقة. ومن جهته قال المتحدث باسم وزارة الدفاع اليمنية في حكومة صنعاء العميد "يحيي سريع": إن "بوارج وناقلات النفط التابعة للعدوان وتحركاته لن تكون في مأمن من نيران قوات البحرية اليمنية إذا صدرت التوجيهات من القيادة العليا". وأضاف.. إن "دول تحالف العدوان يجب أن يكونوا على يقين بأن سلاحنا وقدراتنا اليوم قادرة تماما على إصابتهم في مقتل من حيث لا يشعرون، وأن كل المطارات والموانئ والمنافذ والمناطق ذات الأهمية بالنسبة لهم ستكون هدفا مباشرا للسلاح اليمني المناسب"، وأعرب: "نؤكد أن من حقنا بل من واجبنا الدفاع عن النفس والعرض والأرض والشرف والكرامة". وقال إن قرار تهديد سفن التحالف جاء بعد "اجتماع لقيادات القوات البحرية والدفاع الساحلي وخفر السواحل لمناقشة الإجراءات والتدابير اللازمة للرد على دول العدوان أمام استمرار إغلاق الموانئ اليمنية".
وفي الختام يمكن القول إن عمليات صنعاء الصاروخية والهجمات التي نفذتها باستخدام الطائرات من دون طيار في عمق المملكة العربية السعودية قد فرضت ضغوطًا كبيرة على القادة السعوديين، سواء من حيث إلحاق أضرار جسيمة بالاقتصاد النفطي السعودي أو من حيث الأمن السعودي الهش وعدم قدرة الجيش السعودي على الدفاع عن نفسه في الحرب ضد اليمنيين، ولهذا فقد سعى قادة الرياض خلال الفترة الماضي لإيجاد طريقة لمنع استمرار هذه الهجمات. وعليه، فإن التخطيط للعمليات البرية على الحدود السعودية والاستيلاء على أجزاء من الأراضي السعودية، إضافة إلى زيادة إشراك البيئة الإقليمية السعودية في الحرب، سيزيد الضغط الداخلي على الرياض لإنهاء الحرب في اليمن.