الوقت- شهدت الأراضي الفلسطينية خلال الايام الماضية العديد من الهجمات العنيفة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية، كما شهدت ساحات المسجد الأقصى في مدينة القدس مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات الكيان الصهيوني، بعد اقتحام الأخيرة للمسجد، حيث اشتبك الفلسطينيون مع أفراد الشرطة الإسرائيلية في إطار التصدي للهجوم العنيف الذي شنته القوات الإسرائيلية. وفي ظل هذه التطورات خرجت شعوب العالم الحرة على ارض الواقع وعبر مواقع التواصل الاجتماعي تندد وتستنكر الهجمات الوحشية التي يقوم بها الاحتلال الغاصب ضد الابرياء الفلسطينيين في القدس المحتلة وخاصة حي الشيخ جراح، حيث انطلقت مظاهرات حاشدة في عدة دول عربية، وأوروبية، ولاتينية، دعما لفلسطين في وجه العدوان الإسرائيلي على القدس المحتلة، وقطاع غزة.
وعلى الرغم من أن اليمن يواجه أزمة غير مسبوقة منذ عام 2015 عندما شن تحالف العدوان السعودي هجومه على أبناء الشعب اليمني الأعزل والتي عُرفت بأنها "أسوأ أزمة انسانية في العالم"، إلا أنهم لم ينسوا الوقوف إلى جانب إخوانهم الفلسطينيين، حيث عمّت العديد من المدن اليمنية المظاهرات الداعمة للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وقام المتظاهرون بتقديم تبرعات مالية للمقاومة الفلسطينية استجابة لدعوة قائد الثورة السيد "عبدالملك بدر الدين الحوثي"، وردد المتظاهرون شعارات منددة بما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان من قبل العدو الصهيوني الغاصب، واعتداءاته على المقدسات الإسلامية، وحملوا الأعلام الفلسطينية.. مؤكدين أن القضية الفلسطينية كانت وستظل القضية المركزية والأولى للشعب اليمني رغم ما يتعرض له من عدوان وحصار للعام السابع على التوالي.
وقبل عدة أيام أكد قائد حركة انصار الله اليمنية السيد "عبد الملك الحوثي"، أن قضية فلسطين والقدس الشريف هي قضية المسلمين المشتركة؛ مضيفا ان اليمن يقف اليوم صامدا من اجل الدفاع عن التطلعات الفلسطينية. وأكد قائد "أنصار الله" أن "شعبنا اليمني بهويته الإيمانية يتطلع لأن يكون له دور كبير وفاعل جدا في إطار التصدي للعدو الإسرائيلي والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني"، مؤكداً أن اليمنيين "حاضرون لنقتسم اللقمة الواحدة مع إخوتنا في فلسطين ونؤثرهم على أنفسنا لأن الشعب اليمني هو شعب الأنصار." وفي كلمة له خلال فعالية افتتاح الأنشطة والدورات الصيفية بحضور قيادات الدولة والعلماء في صنعاء، قال السيد "الحوثي".. "تابعنا باهتمام كبير وتنسيق في إطار محور المقاومة الجولة التي استجدت ما بين إخوتنا الفلسطينيين والعدو الإسرائيلي... اعتداءات العدو الإسرائيلي وجرائمه اليومية تعطي الشعب الفلسطيني المشروعية لأن يطرد الكيان الغاصب."
وعلى صعيد متصل، دشن عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن "محمد علي الحوثي" يوم الأربعاء الماضي حملة تبرعات لصالح الشعب الفلسطيني. وأشاد "الحوثي" بتفاعل القطاع الخاص ورجال المال والأعمال في تقديم الدعم المالي للشعب والمقاومة الفلسطينية بما يعزز من صمود الفلسطينيين في مواجهة قوات العدو الصهيوني رغم ما يواجهه التجار من معوقات وعراقيل بسبب العدوان والحصار. وقال "الحوثي"، إن "الوقوف مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ينطلق من واجب أبناء اليمن في نصرة الأشقاء في فلسطين المحتلة واستشعارهم المسؤولية في هذا الجانب”، وأشاد “بوقوف الشعب اليمني إلى جانب المقاومة الفلسطينية ودعمها ومساندتها في نضالها المشروع لدحر العدو الصهيوني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
ومن جانبه، بارك رئيس الوفد الوطني المفاوض اليمني "محمد عبد السلام" الانتصار الذي حققه الشعب الفلسطيني ومقاومته البطلة على كيان العدو الصهيوني. وقال "محمد عبد السلام" في تغريدة له على تويتر"نبارك للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة إحراز النصر في معركة سيف القدس، وقد انتهت جولةٌ بكثير من العبر التي على الأمة الأخذ بها تحضيرا لما هو أكبر وأعظم". واضاف، "الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة ومن موقع القوة والاقتدار وبفضل الله تعالى يرغم كيان العدو وقفا لإطلاق النار ويفرض عليه هروبا من جحيم ما ينتظره إن استمر في عدوانه الغاشم على غزة، ومعركة سيف القدس زلزلت كيان حارس الأسوار، وصنعت تحولا كبيرا لمصلحة القدس والأقصى وفي ذلك نصر له ما بعده". واشار "محمد عبد السلام" الى العالم وبعد أن ادار ظهره لفلسطين ردحا من الزمن جاءت معركة سيف القدس لتذكر بقضية شعب كان رده صاعقا بانتفاضته الصاروخية التي ضيقت الخناق على كيان العدو وصفعت المطبعين وأسقطت أوهامهم، وتجدد للأمة وشعوب المنطقة ما تعتقده في فلسطين قضية مكتوب لها أن تنتصر، وأن الاحتلال إلى زوال بإذن الله.
ومن جهته، قال ممثل حركة حماس في اليمن "معاذ أبو شمالة": "إن الشعب اليمني يؤكد اليوم أن القدس ستظل حية لديه ولن يتخلى عنها". كما أكد ممثل حركة حماس في صنعاء خلال كلمته في المظاهرة، أن القدس هي قبلة المسلمين الأولى ومسرى الرسول ومعراجه إلى السماء وقلب فلسطين والأمة، وستظل في قلب كل عربي ومسلم حر. وخاطب الجماهير المحتشدة بالقول، "نرفع لكم التحية من أهلنا الصامدين والمجاهدين في ربوع فلسطين الذين ما زالت أصابعهم على الزناد يقارعون المحتل الغاصب ويوقعون به الخسائر"، ولفت إلى أن الشعبين اليمني والفلسطيني جسد واحد وقضيتهما واحدة.. مؤكدا أن الحشود اليمانية تبعث رسالة للعدو الصهيوني مفادها بأن القدس كانت وستظل عربية إسلامية ومن المستحيل أن ينفرد بها الصهاينة. وأضاف "أبو شمالة"، "اليمنيون يؤكدون لأهلهم في فلسطين بأنهم إلى جانبهم ولن يتخلوا عنهم حتى يتم تحرير كل الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما أن هذا الخروج يمثل رسالة للمطبعين بأن الأمة ما زالت بخير ولن تسير وراء مشاريعهم الخيانية".
الجدير بالذكر أن الشعب اليمني يعاني من حرب جائرة تشن عليه منذ ما يزيد على الست سنوات، اضافة الى الحصار الظالم، مع كل ما يترتب على ذلك من معاناة إنسانية وصحية صعبة ادت الى فقدان الكثير من المقومات الاساسية للحياة الطبيعية والسليمة، وساهمت بتدمير الكثير من البنى التحتية للدولة المدنية في اليمن وانتشرت المجاعة والاوبئة والأمراض على نطاق واسع غير مسبوق في العالم باعتراف العديد من المنظمات الاممية والدولية والحقوقية. وعلى الرغم من كل ذلك لا يتردد اليمنيون في الوقوف ورفع كلمة الحق بوجه كل طغاة العالم والمنطقة عند كل محطة توجب ذلك، فنرى الشعب اليمني ينزل الى الساحات والميادين معلنا حضوره الى جانب شعوب المنطقة والامة ونصرة للقضايا المحقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية ورفض كل المؤامرات والمخططات التي تحاك لتصفيتها وإنهاء حقوق الشعب الفلسطينية والتنديد بالقرارات الامريكية التي اعتبرت القدس المحتلة عاصمة لكيان العدو ونقلت السفارة في الكيان الغاصب الى القدس. والحقيقة ان هذه المواقف اليمنية مقابل ما تقوم به انظمة الخليج بحق القضية الفلسطينية تظهر وجود انقسام عامودي في المنطقة بين محور ينتمي الى فلسطين وبين محور باع فلسطين ويتآمر عليها بكل الوسائل الممكنة خدمة لمصالحه السياسية ولمصالح أمريكا واسرائيل، ونفس الانظمة التي تبيع فلسطين اليوم هي نفسها التي تواصلها عدوانها على اليمن منذ آذار/مارس من العام 2015 دون اي رادع اخلاقي او قانوني على الرغم من كل الانتهاكات التي ارتكبت بحق مختلف فئات الشعب اليمني.