الوقت- أثارت التقارير المتعلقة بشروع دولة الإمارات في إنشاء قاعدة عسكرية بجزيرة ميون اليمنية، سخطاً واسعاً في مختلف أوساط حكومة هادي، حيث وجه برلمانيون استجواباً لرئيس حكومة الهارب هادي، معتبرين ما يجري "تفريطاً بسيادة اليمن".
وأمس الثلاثاء، ذكرت وكالة "أسوشييتد برس" في تقرير لها، أن الإمارات تقوم، دون أن تعلن عن ذلك، بتشييد قاعدة جوية في جزيرة ميون اليمنية الاستراتيجية الواقعة في قلب مضيق باب المندب، والتي تربط بين البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن، فيما أكدت معلومات سابقة، أن الإمارات قامت بتحويل الجزيرة إلى "قاعدة خلفية لها"، حيث نشطت الحركة فيها بشكل كبير مطلع العام الجاري.
واعتبر نائب رئيس مجلس النواب اليمني في حكومة هادي "عبد العزيز جباري"، أن ما يجري في جزيرة ميون من قبل الإمارات "تفريط بسيادة اليمن"، لافتاً في تغريدة على "تويتر"، إلى أن من فرط في سيادة بلده فقد سقطت شرعيته، في إشارة لحكومة عبد ربه منصور هادي.
كما وجه النائب في برلمان حكومة هادي علي المعمري، وجه هو الآخر، استجواباً لرئيس حكومة هادي "معين عبد الملك" حول "شروع الإمارات في إنشاء قاعدة عسكرية بجزيرة ميون"، وتساءل في مذكرة رسمية، عن طبيعة الإجراءات التي اتخذتها حكومة هادي حيال ذلك.
كما انتقد النائب في البرلمان، علي عشال، ما وصفه بـ"السبات الحكومي العميق" حول ما يجري في الأراضي اليمنية دون علم السلطات وخصوصاً في جزيرتي سقطرى وميون.
وقال عشال في تغريدة على "تويتر": "كنا قد وجهنا سؤالاً إلى الحكومة في 5 سبتمبر/أيلول 2020 بخصوص ما يجري من استحداثات عسكرية في جزيرة سقطرى، تقوم بها دولة الإمارات ولم نلقَ جواباً، واليوم تطالعنا وكالات الأنباء العالمية عن أعمال تجري على قدم وساق لبناء قاعدة عسكرية في جزيرة ميون من قبل دولة الإمارات".
ولم يقتصر التنديد على أعضاء البرلمان في حكومة هادي، حيث شن عضو مجلس الشورى ووزير الثقافة السابق خالد الرويشان، هجوماً على حكومة هادي، ووصف في تغريدة على "تويتر" صمت عبد ربه منصور هادي حيال ما يجري من تحركات إماراتية في ميون وقبلها سقطرى بأنه "وصمة عار لن يغفرها التاريخ".
وتقوم الإمارات بتشييد القاعدة الجوية في جزيرة ميون، رغم إعلانها في العام 2019 سحبها قواتها من تحالف العدوان على اليمن.
وحسب التقرير الذي نشرته الوكالة الأميركية، فإن مهبط الطائرات بجزيرة ميون يسمح لمن يديره بنشر نفوذه العسكري بباب المندب والقيام بسهولة بشن ضربات جوية داخل الأراضي اليمنية، كما توفر الجزيرة قاعدة لشن أية عمليات بالبحر الأحمر، وخليج عدن ومنطقة شرقي أفريقيا القريبة.
وبحسب المصدر ذاته، أظهرت صور الأقمار الصناعية شاحنات وآليات هندسية ثقيلة تقوم بتشييد المهبط البالغ طوله 1.85 كيلومتر على الجزيرة في 11 إبريل/نيسان الماضي. وفي الـ18 من مايو/أيار الحالي أظهرت الصور أنه قد تم الانتهاء من الأشغال، التي تم خلالها كذلك تشييد ثلاث حظائر للطائرات.