الوقت- بعد إدانتها جرائم الكيان الصهيونيّ في الأراضي الفلسطينيّة المحتلة ودعوتها إلى تحرك عاجل لوقف الهجمات الإسرائيليّة المباشرة على المدنيين ومنازلهم، دعت منظمة العفو الدولية، الثلاثاء الفائت، إلى التحقيق في استهداف العدو الصهيونيّ عمداً مبان سكنية للمدنيين في قطاع غزة، مؤكّدة أنّ ذلك يُعد "جرائم حرب"، وهذا المُصطلح يدل على انتهاكات قوانين الحرب وأعرافها، بما في ذلك قتل المدنيين في أرض محتلة أو إساءة معاملتهم أو إبعادهم، إضافة إلى قتل أسرى الحرب و الرهائن أو إساءة معاملتهم وسلب ملكياتهم الخاصة، وهذا بالطبع ما يقوم به العدو الصهيونيّ حرفيّاً.
وفي هذا الخصوص، لم يترك الكيان الصهيونيّ العنصريّ نوعاً من أنواع جرائم الحرب إلا واستخدمها ضد أصحاب الأرض والمقدسات بدءاً من تعذيب الأسرى أو إساءة معاملتهم أو إعدامهم، ومروراً بالجرائم الموجهة ضد المدنيين والتعدي على ممتلكاتهم الشخصية وتهجيرهم قسريّاً، وليس انتهاءً عند التعذيب والإبادة الجماعية، وقد بيّنت منظمة العفو الدوليّة المختصة بمجال حقوق الإنسان (غير حكومية، مقرها لندن)، أنّ هجمات العدو الصهيونيّ أدت إلى استشهاد أطفال ونساء وعائلات بكاملها أحياناً، فضلا عن تدمير مبان مدنية بالكامل.
وبالتزامن مع تصاعد إجرام العدو الصهيونيّ الوحشيّ الذي لا يكف عن ارتكاب أشنع الجنايات بحق الفلسطينيين، شددت المنظمة الدوليّة على ضرورة التحقيق في الهجمات الإسرائيلية، في إطار الجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب، وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المعنية بحقوق الإنسان، أكّدت أنّ الكيان الباغي يقوم بانتهاج سياسات تمييز عنصريّ واضطهاد في معاملة الفلسطينيين، والأقلية العربيّة في الأراضي الفلسطينيّة المُحتلة، معتبرة أيضاً أنّ تلك السياسات ترقى إلى حد الجرائم ضد الإنسانيّة، في أعقاب المنهج العنصريّ الذي يتبعه العدو بحق أصحاب الأرض، والمشاهد التي تُنقل من الأراضي الفلسطينيّة المحتلة خيرُ دليل على ذلك.
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه الاعتداءات الهمجيّة العسكريّة لقوات الاحتلال المجرم من ناحية استهداف وقتل وتهجير الفلسطينيين ونهب أراضيهم، قال نائب رئيس المكتب الإقليميّ للشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابع للمنظمة، صالح حجازي، إنه توجد أدلة على تنفيذ الكيان الباغي 4 عمليات قصف عنيفة في قطاع غزة، دون إنذار مسبق، ودعا المحكمة الجنائية الدولية إلى التحقيق في هذه العمليات بـ ”السرعة القصوى"، لأنّ المنطقة المستهدفة كانت خالية من أي مقاتلين أو عسكريين لحظة القصف، معتبراً أنّ استهداف قوات الاحتلال المدنيين وممتلكاتهم والبنية التحتية عمداً، واستخدامها العنف المفرط، يعد بمثابة "جرائم حرب".
وفي وقت سابق، أرسل 25 نائبًا بالكونغرس رسالة إلى وزير الخارجية الأمريكيّ، أنتوني بلينكن، يحثونه فيها على ممارسة ضغوط دبلوماسيّة على تل أبيب لمنعها من تهجير الفلسطينيين من أماكنهم في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة، معتبرين تلك الممارسات "جريمة حرب".
ومن الجدير بالذكر أنّ العدو الصهيونيّ منذ 13 نيسان المنصرم، فجر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جراء اعتداءات “وحشية” ترتكبها شرطته ومستوطنوه في مدينة القدس المحتلة، وخاصة المسجد الأقصى ومحيطه وحي “الشيخ جراح”، إثر مساع من حكومة العدو لإخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين، وقد بلغ عدد ضحايا العدوان الإسرائيليّ البربريّ على قطاع غزة المحاصر حتى يوم الثلاثاء 213 شهيداً، بينهم 61 طفلا و36 سيّدة، إضافة إلى 1442 جريحاً، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية بالقطاع، بينما قُتل 12 صهيونيّاً وأصيب أكثر من 600 آخرين، في رد الفصائل الفلسطينية من غزة، بحسب مزاعم الإعلام العبريّ.
ختاماً، إنّ جرائم الحرب التي يرتكبها العدو لإرهابيّ تسرع بشكل كبير من نهايته الحتمية، والدليل هو حجم "الحقد الأعمى" الذي يزرعه العدوان الصهيونيّ القاتل في نفوس العرب وبالأخص الفلسطينيين الذين يشاهدون أطفالهم تُقتل بدم بارد، ومنازلهم التي عاشوا فيها لعقود تُهدم وتُسلب دون أي ذنب، وإنّ المواجهة الحالية بالطبع ستنتهي، لكن عقود الظلم التي تتراكم ضد الفلسطينيين، هي نفسها ستكون السبب في أن يدفع الاحتلال نحو سقوط دولته المزعومة، والتاريخ أكبر شاهد على ذلك.