الوقت - بالأمس، استهدفت ثلاث تفجيرات انتحارية في منطقة "دشت برجي" غرب كابول مدرسةً للبنات، ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات من الشيعة الأفغان المضطهدين من الهزارة، وخاصةً التلميذات الصغار.
هذه الأيام، تفوح رائحة البارود والدم من جميع أنحاء أفغانستان، ويُقتل العشرات كل يوم في اشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين في البلاد.
لكن الهجمات الانتحارية على المدنيين، وخاصةً في العاصمة كابول، كانت وحشيةً بشكل غريب وغير منطقي، ويبدو أن الجهات الأجنبية الفاعلة تريد تنفيذ مشروع كبير لمستقبل أفغانستان: الإبادة الجماعية لشيعة الهزارة وتهجيرهم بشکل قسري.
شهدت السنوات الأخيرة عدة هجمات على مؤسسات تعليمية، من بينها مدارس وجامعات ومراكز رياضية في كابول، معظمها في الجزء الغربي من العاصمة الأفغانية حيث يقطن الهزارة.
وكانت حادثة السبت في مدرسة سيد الشهداء في منطقة دشت برجي أحدث مثال على الهجمات الوحشية، والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 55 تلميذة أفغانية وإصابة أكثر من 100 أخريات.
فيما يلي نذکر أهم هذه الهجمات:
- الاعتداء على مسجد الإمام صاحب الزمان في أكتوبر 2017 م، ما أسفر عن مقتل 39 شخصاً وإصابة العشرات.
- الهجوم على مركز تبيان الثقافي، أسفر عن 150 قتيلاً وجريحاً عام 2017.
- هجوم انتحاري على صالة ألعاب رياضية في 2018 قتل 20 شخصاً.
- الهجوم على مدرسة "المهدي الموعود" الخاصة، أسفر عن سقوط 200 قتيل وجريح عام 2018.
- هجوم على مستشفى للولادة في غرب كابول في عام 2020، أسفر عن مقتل 24 شخصاً.
- الهجوم على مركز كوثر دانش التدريبي عام 2020، راح ضحيته 30 قتيلاً وعشرات الجرحى.
كل هذه الاعتداءات تمت بطريقة منظمة ضد الأحياء والمراكز الشيعية في كابول، الأمر الذي يثير شكوكاً كثيرةً حول مرتكبي هذه الاعتداءات وداعميهم الأجانب.
من هي الجهة المسؤولة عن الاعتداء على مدرسة سيد الشهداء للبنات؟
بما أن الجيش الأفغاني وطالبان يتقاتلان منذ سنوات في أجزاء مختلفة من البلاد، سارعت وسائل الإعلام الإقليمية إلى إلقاء اللوم على هذه الحرکة في الهجمات، لكن ذبيح الله مجاهد، القيادي في طالبان، قال في بيان رسمي إن الحركة لم تکن ضالعةً في هذه الهجمات الوحشية على الإطلاق، وإن الهجوم نفذه فرع من تنظيم داعش الإرهابي بدعم من عناصر داخل الحكومة الأفغانية.
لكن هناك أدلة كثيرة على أن دولًا أجنبيةً مثل الولايات المتحدة والسعودية تمهِّد لعودة ظهور داعش في أفغانستان، لتحقيق أهدافها طويلة المدى.
منذ عام 2015 وبداية ضعف تنظيم داعش في العراق وسوريا وفقدانه السيطرة الميدانية على المدن الكبرى في هذين البلدين، ترددت شائعات غريبة وبالطبع حالات مؤكدة عن نقل بعض مقاتلي هذا التنظيم الإرهابي من سوريا والعراق إلى أفغانستان.
وکان العديد من الخبراء السياسيين يعتقدون أن الولايات المتحدة، بدعم مالي من بعض الدول العربية مثل السعودية، تنقل بانتظام قوات داعش إلى أفغانستان من أجل خلق لاعب ثالث مهم في المستقبل في أفغانستان، إضافة إلى الحكومة الأفغانية وحرکة طالبان.
في غضون ذلك، يعتقد العديد من مؤيدي حقوق الهزارة الشيعة الأفغان المضطهدين، أن عملاء داخل الحكومة الأفغانية وجهاز المخابرات الأفغاني شاركوا أيضاً في هذا المشروع، وهم مستعدون للسماح للجماعات والمجرمين بالعمل في البلاد لجذب الاهتمام والمساعدة الدوليين، وارتکاب المجازر بشكل ممنهج للقضاء على شعب الهزارة في المجتمع الأفغاني.