الوقت- كشفت وسائل إعلام أمريكية، مؤخرا، عن لقاء سري بين مسؤولين إسرائيليين و "صدام حفتر" نجل الجنرال المتقاعد في الجيش الليبي "خليفة حفتر"، لمناقشة ترشيحه لانتخابات الرئاسة هذا العام.
صدام حفتر ومحاولته الحصول على دعم الغرب
وذكر موقع «The Washington Free Beacon» أن "صدام حفتر يحاول بهدوء كسب التأييد الغربي لحملته للتنافس مع سيف الإسلام القذافي، نجل الدكتاتور الليبي السابق العقيد القذافي".
واضاف الموقع "حاليا في ليبيا، ينظر الى صدام حفتر كمحام وممثل لوالده خليفة حفتر الذي يحمل الجنسيتين الامريكية والليبية وهو قائد الجيش الوطني الليبي المعروف باسم جيش طبرق".
وبحسب التقرير، فقد "ناقش صدام حفتر، خلال لقاء مشترك مع مسؤولي المخابرات الإسرائيلية، الأوضاع في المنطقة وآرائه حول استقرار الأوضاع في ليبيا، فيما سبق أن أعرب عن دعمه للديمقراطية وسيادة القانون".
الدعم الإسرائيلي لصدام حفتر
وأكدت مصادر ليبية مطلعة في هذا الصدد: "تعهّد مسؤولين إسرائيليين بدعم صدام حفتر في الانتخابات الرئاسية الليبية المقبلة بشرط فوزه، وفي المقابل طالبوه بتطوير وتعزيز العلاقة بين طرابلس وتل أبيب، رغم أن ليبيا لم تعترف رسميا بإسرائيل حتى الان ولكن بالنظر إلى تطبيع العلاقات بين الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، تتوقع تل أبيب انفتاحا في علاقات الكيان مع الحكومة الليبية المستقبلية".
إذا فاز صدام حفتر في الانتخابات الرئاسية الليبية المقبلة، فستعلن طرابلس رسميا تطبيع العلاقات مع تل أبيب. لكن حتى الآن، لم ترد تل أبيب ولا صدام حفتر على هذا التقرير وظلوا صامتين.
ويأتي التقرير في الوقت الذي يتم فيه تداول أخبار ومعلومات منذ فترة طويلة حول دعم أجهزة المخابرات والأمن الإسرائيلية لخليفة حفتر، لكن تل أبيب امتنعت حتى الآن عن التعليق رسميا حول هذا الامر.
مواجهة حفتر والقذافي
ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" اليومية الإسرائيلية، في عن تقرير عن ليبيا والانتخابات المقبلة، أن "مصادر استخباراتية وأمنية إسرائيلية تعتقد أن الانتخابات الليبية المقبلة ستكون ساحة معركة بين صدام حفتر وسيف الإسلام القذافي".
وذكر التقرير أن "زيارة سيف الإسلام القذافي لموسكو في سبتمبر الماضي ولقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين تشير إلى أن سيف الإسلام يحاول كسب دعم موسكو في الانتخابات".
يخوض سيف الإسلام القذافي، النجل الأصغر للعقيد القذافي، الذي تولى منصب رئيس الوزراء الليبي في الأيام الأخيرة من حكم والده، الانتخابات الرئاسية الليبية المقبلة، والذي لا يزال تحاكمه المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والاضطهاد.
الموقف الأمريكي من التطورات في ليبيا
وبخصوص الموقف الأمريكي من التطورات السياسية الحالية في ليبيا، وخاصة الانتخابات المقبلة والمرشحين المحتملين، ذكرت الخارجية الأمريكية أن البيت الأبيض لم يتخذ موقفا رسميا بعد من هذه القضية، لكن المؤكد أن سيف الإسلام القذافي لا يزال على القائمة، ويتعرض للمحاكمة والعقاب.
صدام حفتر يخدم في جيش طبرق برتبة رائد، ومثل والده، لديه آراء علمانية وديمقراطية من النمط الغربي. إلا أن إحدى الوحدات التابعة لجيش طبرق، التي قادها، واجهت انتقادات وإدانات محلية ودولية واسعة النطاق عام 2017 لمهاجمة البنك المركزي الليبي ونهب نحو نصف مليار دولار من البنك عام 2017.
خليفة حفتر
دعم الغرب خليفة حفتر لسنوات كقائد لجيش طبرق، لكن حصار جيش حفتر للحكومة المؤقتة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس في عام 2019 قلص الدعم الغربي له.
ومع ذلك، فإن هذا لم يضر بعلاقة حفتر مع الرئيس السابق دونالد ترامب، واستمر دعم البيت الأبيض لحفتر في عهد ترامب.
ومن المقرر أن تجري ليبيا انتخابات عامة في 24 ديسمبر 2021، وهي أول انتخابات عامة في ليبيا منذ 2014. حيث تم تأجيل الانتخابات في ليبيا المزمع عقدها في ديسمبر المقبل مرتين، الأولى في 2018 ومرة أخرى في 2019 بسبب الحرب الأهلية والظروف الأمنية غير المواتية في البلاد.