الوقت-كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، إنه خلف الحوار الفاتر مع الدبلوماسيين الصينيين في أنكوريج، الأسبوع الماضي، يرى الدبلوماسيون الأميركيون خطراً أعمق وهو أن الصينيين يبدون واثقين جداً من أن الولايات المتحدة في حالة تدهور لدرجة أنهم يتجاوزون الحدود.
ونقلنت الصحيفة الأمريكية عن مسؤول أميركي قوله "إننا نشهد إصراراً متزايداً من الصين" مضيفاً بعد عودته من ألاسكا "نهجنا هو أن نكون مباشرين لتجنب الاستفزاز الذي لا داعي له".
وأضافت الصحيفة نقلاً عن كورت كامبل كبير خبراء آسيا في مجلس الأمن القومي والذي حضر الاجتماعات إلى جانب وزير الخارجية أنطوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، إنّ الهدف الأساسي للرئيس جو بايدن، من الواضح، هو شراء بعض الوقت "لكسب عام لإعادة ترتيب منزل الولايات المتحدة". وهذا يعني التركيز على القضايا المحلية مثل علاج جائحة كورونا وإعادة بناء الاقتصاد الأميركي واستعادة قدر من الشراكة بين الحزبين في واشنطن، وفقاً للصحيفة.
وتابعت الصحيفة الأمريكية: "إن إعادة بناء التحالفات من خلال طمأنة الشركاء الإقليميين مثل اليابان وكوريا الجنوبية والهند وأستراليا يعني بأن الولايات المتحدة قد عادت".
في سياق متصل، رأت "واشنطن بوست" إنّ اجتماع أنكوريج كان "معقداً جزئيا". فقد تبادل الجانبان انتقادات حادة لكن الصينيين روّجوا أيضاً كما هو الحال دائماً لتوقهم إلى "التعاون المربح للجانبين" بينما اقترح الأميركيون العمل معاً بشأن الاهتمامات المشتركة مثل أفغانستان وإيران وكوريا الشمالية وتغير المناخ، بحسب الصحيفة.
وتابعت: "ربما كان الشيء المختلف هذه المرة هو الشعور الصيني غير المعلن بأنه بسبب الانقسامات الداخلية للولايات المتحدة فإن بكين لها اليد العليا".
كما ذكرت أن تركيز إدارة بايدن على "الرباعية" - الشراكة الأميركية غير الرسمية مع الهند واليابان وأستراليا - عزز بشكل متواضع على الأقل موقف الولايات المتحدة في المنطقة. لقد تحركت الهند على وجه الخصوص أبعد وأسرع مما توقعه المسؤولون الأميركيون. وعلى الرغم من أن اليابان تشق طريقها في عهد رئيس الوزراء الجديد يوشيهيدي سوجا فإنها تظل شريكاً ملتزماً.
"واشنطن بوست" قالت إنّ الصين تواجه مفارقة في آسيا وهي أنها كلما أصبحت أقوى وأكثر ثقة زادت مخاوف جيرانها ودفعتهم نحو واشنطن.
وأضافت: "هذا هو السبب في أن الفوضى السياسية الأخيرة للولايات المتحدة تقلق حلفاءها الآسيويين: إذ إنهم ضد الصين الصاعدة لا يريدون المراهنة على قوة عظمى آخذة في التلاشي".
بدأت إدارة بايدن بالفعل في إصلاح 3 مجالات لضعف الولايات المتحدة بالنسبة للصين: الوباء ينحسر والاقتصاد يبدأ في الانتعاش وقطاع التكنولوجيا يحصل على أموال البحوث الحكومية والتخطيط، بحسب الصحيفة الأميركية.
وخلصت الصحيفة إلى أنّ إقناع العالم بأن بايدن يمكنه معالجة الانقسامات السياسية في الولايات المتحدة هو المهمة الأصعب - وربما الأكثر أهمية في استعادة مصداقية القوة الأميركية.