الوقت – بعد ان تحولت الاحتجاجات الشعبية في منطقة كردستان العراق الى صدامات بين الشعب والقوات الامنية قتل خلالها شخصان وجرح 31 آخرين عمدت السلطات الى اغلاق كافة الدوائر والمؤسسات الحكومية لتهدئة الاوضاع، وكانت هذه الاحتجاجات اندلعت في الاساس بسبب عدم دفع رواتب الموظفين والمعلمين والازمة السياسة والاقتصادية في منطقة كردستان.
الاحتجاجات كانت قد تحولت إلى أعمال عنف استهدفت، خصوصاً مقار للحزب الديموقراطي الكردستاني (معروف كردياً بالبارتي)، حزب رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني وتركزت في بلدات قلعة دزة وحلبجة وكلار وسيد صادق، وكل هذه المناطق تشكل معاقل ومناطق نفوذ لخصوم بارزاني السياسيين، خصوصاً حزب الاتحاد الوطني (بكتي) بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني وحركة التغيير (غوران) التي انشقت عن الاتحاد قبل سنوات.
وقد برر المحتجون غضبهم بأن إقليم كردستان يصدر مئات الآلاف من براميل النفط يومياً، لكنه لا يقوم بدفع الرواتب بانتظام لموظفي القطاع العام فيما اتهم أنصار بارزاني خصومهم بأنهم ينفذون أجندة إقليمية (في اشارة الى ايران) تريد النيل من زعامة بارزاني وتجربة الإقليم.
وتصاعدت حدة التوتر في كردستان العراق بعد فشل الأحزاب الكردية الخمسة الرئيسية في التوصل لحل أزمة رئاسة الإقليم يوم الخميس 8 أكتوبر حيث هاجم متظاهرون بمحافظة السليمانية مقار أحزاب كردية، وقذفوها بالحجارة، وفي المقابل قام حزب "البارتي" بإقالة أربعة من الوزراء، ومنع رئيس برلمان كردستان يوسف محمد المنتمين لحزب (التغيير) من دخول مدينة أربيل، وأكدت كتلة (التغيير) النيابية أن منعه وأعضاء البرلمان جاء بناء على قرار من حزب البارتي الذي يتزعمه رئيس الإقليم مسعود البارزاني.. بينما اتهم حزب البارتي حزب (التغيير) بأنه هو من يحرض على التظاهرات التي حدثت في السليمانية، وأسفرت عن مقتل اثنین من أعضائه، وإصابة العشرات، واقتحام مقرات له.
وتزامنت أزمة تأخر الرواتب مع أزمة سياسية كبيرة، إذ فشلت الأحزاب الكردية العراقية في الاتفاق على صيغة للتعامل مع نهاية الفترة الرئاسية لرئيس الإقليم مسعود بارزاني التي انتهت في العشرين من أغسطس الماضي، وقد عرض بارزاني أن يدعو إلى انتخابات، لكن لجنة الانتخابات قالت أن ذلك غير ممكن.
ويريد خصوم بارزاني الذين يتهمونه بالتشبث بالمنصب تقليل صلاحيات المنصب وتحويل النظام إلى نظام برلماني فيما يدافع أنصاره عن النظام الرئاسي وقد ترددت انباء عن تدخل سفيري امريكا وبريطانيا في العراق على الخط طالبين تأجيل موضوع تعيين او انتخاب خلف لبارزاني الى بعد عامين.
ولم تؤدِّ الأزمة الحالية إلى اندلاع القتال، لكن أنصار بارزاني غضبوا وباتوا يتهمون خصومهم صراحة بتنفيذ أجندة اقليمية، وفي رد على استهداف مقارهم في محافظة السليمانية قاموا ايضا بطرد ممثلي حركة "غوران" في الحكومة والبرلمان في مدينة أربيل عاصمة منطقة كردستان.
وقد دعا رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان فؤاد حسين إلى تهيئة الظروف المناسبة لعقد اجتماع قمة بين الأطراف السياسية في كردستان العراق.
وقال فؤاد حسين "إنه إذا بذلت
الجهود، ونجحت مساعي عقد اجتماع القمة فيجب
أن تتم تهيئة الأرضية المناسبة له كونه سيتحدث عن حل، وقرار مصيري يجب تطبيقه
لاحقا في الإقليم".
وأضاف" إن اجتماع القمة يجب ألا يكون مشابها للاجتماعات الخماسية للأحزاب الخمسة الرئيسية في كردستان، مطالبا بأن تشارك في القمة جميع الأحزاب في الحكومة والبرلمان".
هذا ويعتقد المراقبون ان حالة التفرقة والخلافات التي تشهدها منطقة كردستان العراق اليوم هي ظاهرة سلبية لأن الاكراد يواجهون عدوا شرسا وهو تنظيم داعش ولذلك يجب ايجاد نوع من التقارب والتعاون بين احزاب منطقة كردستان العراق وخاصة الحزبين الرئيسيين من اجل مواجهة التحديات التي تواجهها كردستان بشكل افضل.