الوقت- نظم آلاف الجزائريين الذين خرجوا من مناطق مختلفة من البلاد متجهين إلى مدينة الخراطة بمحافظة بجاية شرقي البلاد (230 كلم من عاصمة المحافظة) مظاهرات في هذه المدينة للمطالبة بإسقاط الحكومة الجزائرية.
وردد المتظاهرون هتافات ضد المسؤولين الجزائريين واتهموهم بالفساد. كما ردد المتظاهرون شعارات مؤيدة للحراك الشعبي الأول (إزاحة كل عناصر نظام بوتفليقة من السلطة، وصياغة دستور جديد وإقامة نظام سياسي ديمقراطي)، بما في ذلك "لا لحكومة عسكرية، نعم لحكومة مدنية".
مدينة الخراطة هي نقطة الانطلاق لثورة الشعب الجزائري ضد نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. حيث تظاهر الجزائريون في المدينة في 16 يناير 2019، وسرعان ما انتشرت الاحتجاجات ضد نظام بوتفليقة إلى مدن جزائرية أخرى، ما أجبر الرئيس الجزائري المسن في نهاية المطاف على التنحي في العام نفسه.
ولم يوقف اجراء بوتفليقة المظاهرات الجزائرية السلمية المناهضة لهيكل نظامه، إذ بقيت هذه التركيبة قائمة وسيطرت على شؤون البلاد. حيث نجحت هيكلية نظام بوتفليقة المدعومة من الجيش من إجراء انتخابات رئاسية في ديسمبر 2019، مع إقبال ضئيل للغاية من الشعب الجزائري. أي انه من أصل 25 مليون ناخب مؤهل، صوّت 4 ملايين فقط لعبد المجيد تبون.
استمرت الاحتجاجات السلمية الجزائرية خلال رئاسة تبون، لكن تفشي فيروس كورونا أوقف الاحتجاجات. وأعطى ذلك الفرصة لتبون لطرح التعديلات الدستورية على الاستفتاء، وهو ما لم يرحب به الشعب، وصوت لمصلحته حوالي 3.5 ملايين شخص فقط.
وفقا لقادة سياسيين جزائريين التقوا مؤخرا برئيس البلاد، يعتزم تبون حل البرلمان في الأيام المقبلة وإجراء انتخابات مبكرة (بناءً على تعديلات الدستور).
يذكر أنه في نفس الوقت الذي شهدته المظاهرات في مدينة الخراطة، زادت الإجراءات الأمنية في العاصمة الجزائرية بشكل حاد وانتشرت سيارات الشرطة والأمن في مختلف أنحاء المدينة.