الوقت- يبدو أن قوات سوريا الديمقراطية "قسد" لا تريد أي حل في الشمال الشرقي، فهي لا تأبه بأي وساطة على ما يبدو لطالما انها تتلقى دعم مباشر من الادارة الامريكية، التي أعادت تفعيل دور "قسد" الاجرامي في شمال شرق سوريا، فهي تسعى بكل ما تملك لسلخ هذا الجزء عن الوطن الأم، مع العلم أن أبناء تلك المناطق خليط من جميع القوميات، فهم ليسوا اكراد فقط، وانما هناك مكونات عربية اسلامية ومسيحية وأشوريين، ولكن قسد وبدعم أمريكي تريد تجاوز كل هذه القوميات وتضييق الخناق عليهم لتنفرد بالسيطرة على تلك المناطق.
الوقائع على الارض تدل على أن "قسد" تسعى للسيطرة على الشمال الشرقي بمساعدة امريكية، فبعد أن عقدت اتفاقا برعاية روسيا يقضي، بفتح الطرق أمام حركة السيارات والمواطنين حيث رفعت قوات سوريا الديمقراطية يوم الثلاثاء الفائت حصارها عن مركز مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، وأزالت الحواجز الإسمنتية من محيط حيي حلكو وطي في مدينة القامشلي، الخاضعين لسيطرة النظام السوري، بعد الوساطة الروسية، ولكنها خلال ساعات قليلة خرقت هذا الاتفاق وبدأن بنصب الحواجز واعتقال عشرات الشباب المدنيين والعسكريين وتمنع دخول الطحين إلى أحياء وسط مدينة الحسكة.
وفي خضم الصراع بين قسد والمكونات العربية التي عملت على مواجهة المشروع الانفصالي لقسد، مارست قوات قسد عمليات تهجير ممنهجة للمكونات العربية من المناطق التي سيطرت عليها، كما قامت بحملات اعتقال واسعة للشباب العربي وزجهم في معسكرات التدريب التابعة لها، إضافة لمصادرة الممتلكات العامة والخاصة وعمليات النهب والسلب وتدمير القرى العربية بشكل كامل ومنع أهلها من العودة إليها.
وذكرت وكالة "سانا" السورية أن "ميليشيا قسد عمدت بعد ساعات من بدء رفع حصارها الجائر على المدنيين في حيي حلكو وطي، إلى إعادة نصب حواجزها عند فرن البعث ومدينة الشباب وشارع البرج عند دوار المحكمة إضافة إلى التضييق على المدنيين من خلال تشديد إجراءاتها التعسفية على عدد من الحواجز الواقعة في مداخل الأحياء حيث تقوم الميليشيا بتفتيش الأجهزة الخلوية للمواطنين بحثا عن مشاركين في الاحتجاجات الشعبية التي جرت تنديدا بالحصار مع السماح لمرور السيارات الخاصة باستثناء الشارع المؤدي إلى مخبز البعث".
وأضافت الوكالة أن "ميليشيا قسد منعت الشاحنات التي تحمل الطحين من دخول مركز مدينة الحسكة وفرن البعث وبالتالي استمرار توقف الأفران العامة والخاصة عن العمل" مشيرة إلى مواصلة الميليشيات اختطاف عدد من الموظفين في المؤسسات الحكومية فيما حاولت مجموعة مسلحة تابعة لها خطف أحد شيوخ العشائر من عشيرة طي قبل أن يتمكن من الإفلات منهم عند مدخل الحي الذي يسكن فيه".
وتعتبر هذه الحملة الأكبر من نوعها، حيث تم اعتقال العشرات منهم دون معرفة الأسباب، وأفادت مصادر محلية من الحسكة نقلاً عن مصادر عشائرية أن مسلحي تنظيم "قسد"، وبدعم من قوات الاحتلال الأمريكي الموالين لها، نفذوا خلال الأيام الماضية حملة مداهمات واعتقالات واسعة ضد أنباء القبائل العربية (عشائر القضاة والبوحسوني والفاضل من قبيلة الجبور وقبيلة الجحيش وقبيلة السياد) في قرى بلدتي تل الشاير والدشيشة جنوبي محافظة الحسكة.
وأضافت المصادر أن العشرات من السيارات العسكرية والمئات من مسلحي التنظيم الموالين للجيش الأمريكي، وبدعم من مروحياته وفرق مخابراته، نفذوا حملة مداهمات واسعة ضد منازل المدنيين في قرى المدينة والقصر والفاضل الهنيديس وبلدتي تل الشاير والدشيشية (85 كم جنوبي الحسكة).
وتابعت المصادر بأن مسلحي التنظيم قاموا أيضا بنصب حواجز على الطرقات العامة والفرعية مزودين بالمدرعات الأمريكية، وبدأوا باعتقال واختطاف العشرات من المدنيين، كما داهموا منازل المدنيين خصوصاً في أوقات الليل حيث ثم تجميع المعتقلين في إحدى مدارس تل الشاير والفرعية.
وأشارت المصادر إلى أن عدد المعتقلين والمختطفين وصل يوم السبت 6 شباط/ فبراير، إلى أكثر من 100 معتقل مدني بعد اقتحام منازلهم والعبث بها.
وأوضحت المصادر العشائرية بأن الهدف من هذه الاعتقالات هو إخضاع أبناء القبائل العربية وتخويفهم إثر التوسع الكبير لعمليات المقاومة الشعبية العشائرية وخروجهم بمظاهرات رافضة لتواجد الجيش الأمريكي، واستمراره بعمليات سرقة النفط والغاز والقمح السوري.
بدورها قالت مصادر إعلامية تابعة لتنظيم "قسد" الموالي للجيش الأمريكي، إن حملة الاعتقالات الواسعة بريف محافظة الحسكة الجنوبي يعود إلى تصاعد عمليات وهجمات ما اسمته خلايا تنظيم "داعش" الإرهابي في منطقة ريف دير الزور.
وتابعت المصادر أن العملية تستمر عبر كامل صحراء دير الزور وعلى طول الحدود السورية العراقية، حيث تم خلال الأربع والعشرين ساعة الأولى، اعتقال العشرات من الأشخاص وضبط كمية من الذخيرة، وأن العملية لا تزال مستمرة، حيث اعترفت باعتقال 60 شخصاً خلال يومي الخميس والجمعة.
في الختام؛ من الواضح من خلال تحركات "قسد" و"داعش" الأخيرة، أن هناك محاولة لتسخين وتوتير الأوضاع في سوريا، ومن يمسك بالملف الأميركي في شرق سوريا، هو من يحرص على التسريع والتسعير في خلط بعض الأوراق في المنطقة، قبل أن يعلن بايدن سياسته الواضحة في سوريا.
لذلك نشهد مؤخراً نشاطاً كبيراً في سوريا، أولاً من خلال استقدام مسلحي داعش من سجون "قسد" في الشمال إلى قاعدة "التل"، وهناك رصد تحركات هذه الخلايا التي هاجمت عناصر وحافلات للجيش السوري أكثر من مرة منذ نهاية العام 2020 وحتى اليوم.
بالإضافة إلى ما تفعله "قسد" في الحسكة وقامشلي، وكيف حاصرت مناطق تواجد الدولة والجيش السوري، ولا تزال تضرب هذا الحصار منذ أكثر من 10 أيام، من دون أن تسمح بدخول المواد الغذائيّة والأدوية والمساعدات الانسانيّة.
هذه التحركات، هي ما تبني عليه واشنطن في محاولة لخلط جميع الأوراق، بمواجهة الجيشين السوري والروسي في المنطقة.