الوقت- استهجنت دمشق ما وصفته بـ "الصمت" إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، فجر الجمعة الماضية، وناشدت الأمم المتحدة بالتحرك لإدانة هذه الاعتداءات، كما أكدت دمشق أن لسوريا كامل الحق في الدفاع عن النفس.
وزارة الخارجية السورية أرسلت رسائل إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن ورئيسة مجلس حقوق الإنسان، قالت فيها إن "العدوان الإسرائيلي الإجرامي فجر الجمعة على محيط مدينة حماة، يأتي استمراراً للاعتداءات الإسرائيلية التي بلغت خلال أقل من عام أكثر من 50 عدواناً"
ووصفت تلك الاعتداءات بأنها "تشكل اعتداءً سافراً على حقوق الإنسان والقانون الدولي من خلال استهداف المدنيين والاعتداء على حقهم في العيش بأمان وسلام".
كما نقلت وكالة "سانا" عن الوزارة قولها إن سوريا "تستهجن الصمت الرهيب من قبل الكثيرين في المجتمع الدولي إزاء هذه الاعتداءات الصارخة وخصوصاً أولئك الذين يتشدقون بالحديث عن حقوق الإنسان"
اعتداءات متكررة وأهداف واضحة
إن اعتداء الكيان الصهيوني على سوريا لم يعد امراً جديداً أو فريداً من نوعه، فهذه الدولة العدو كانت تتدخّل في كل صراع داخلي وكل حرب أهليّة في الوطن العربي (وخارجه) منذ إنشاء الكيان العام 1948 وحتى يومنا هذا.
هذا الكيان الصهيوني كان له تدخلات في حرب اليمن وفي مجازر أيلول في الأردن، وفي حرب ظفار والحرب الأهليّة السودانية والنزاع في الصحراء الغربية بين الجزائر والمغرب، وفي الحروب الأهلية في لبنان وفي التحركات الكردية شمال العراق والحرب في ليبيا وأزمات مصر قبل الثورة وبعدها.
يراقب الكيان الصهيوني بحذر شديد المعادلات العسكرية والسياسية القائمة الآن على أرض الصراع في سوريا ويسعى جاهداً من خلال اعتداءاته المتكررة إلى منع إنهاء الأزمة هناك، ولا سيما أن دمشق، خلال العقدين الماضيين، كانت داعمة للقوى الفلسطينية وكانت ترفض التوقيع على معاهدات تسوية مع إسرائيل، كما جرى على الجبهات المصرية والأردنية والفلسطينية. وقد ظلت سوريا في حال الاستهداف والتحييد من أجل فرض مخطط «التطبيع العربي» مع الكيان الاسرائيلي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، بغضّ النظر عن مصير القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في العودة إلى أرضه وبناء مؤسساته المستقلة.
كما تشير بعض التقارير والتصريحات من قبل الكيان الصهيوني إلى أن الهدف من هذه الاعتداءات على مناطق في سوريا هو اجبار ايران وحزب الله على الانسحاب من سوريا. ولكن الكيان الاسرائيلي لا يمكنه أن يملي قراراته على محور المقاومة كما ان ايران موجودة في سوريا من خلال دعوة قانونية من الحكومة السورية.
في المقابل نحن نجد أن معظم الاخبار الواردة من داخل الكيان الصهيوني تشير إلى وجود أزمات داخلية سواء تفشي فايروس كورونا أم الأزمة الحكومية وهذا يمكن أن يدل على أن الكيان الاسرائيلي ليس في ظرف يمكنه من فتح جبهة جديدة ولكن يجب الا ننسى أيضاً أن وجود الكيان الاسرائيلي مرهون باثارة الازمات. والإصرار على الاعتداءات المكررة على سوريا واستهداف مناطق محددة يشير بوضوح على الهدف المنشود لهذا الكيان بالإبقاء طويلاً على كابوس الحرب الجاثم فوق رأس الشعب السوري ورؤوس شعوب الأمة العربية والمهدّد لوحدتها، هذا الكابوس الذي يدمر أحلام الأمة العربية وقدراتها ويحافظ على فتيل الحروب الأهلية في المنطقة، والهدف الأسمى لهذا الكيان هو تهميش القضية الفلسطينية، والعمل على افتعال الأزمات في دول محور المقاومة من أجل التأثير سلباً على حركات المقاومة في لبنان وفلسطين وخنقها.