الوقت - بعد مضي اسبوعين على بدء الغارات الجوية الروسية على مواقع الجماعات الارهابية المسلحة في سوريا بدأت القوات البرية التابعة لحزب الله وقوات الجيش السوري تنفيذ عمليات هامة في شمال وشمال غربي سوريا وخاصة في محافظة حلب حيث استطاعت هذه القوات بسط سيطرتها على بعض المناطق في الساعات الاولى من هذه العمليات.
وقد بدأت هذه العمليات في الساعة العاشرة صباحا من يوم الجمعة وقامت قوات الجيش السوري وحزب الله وقوات الدفاع الوطني بتركيز عملياتها في جنوب حلب وهي مناطق لم تشهد اشتباكات منذ قرابة سنة.
وقالت مصادر محلية سورية ان العمليات التي بدات منذ يوم الجمعة قد شملت 4 محاور ، الأول : من جهة خان طومان وصولا إلى بلدة الزربة، الثاني: من جهة جبل عزان وصولا إلى الحضر، والثالث: من جهة الوضيحي التي استعاد الجيش السيطرة عليها، والرابع : تل شغيب.
وتمكن الجيش السوري من استعادة السيطرة على كتيبة الدبابات في قرية السابقية والمنطقة المحيطة وقلعة نجم وقرية عبطين وحدادين ومداجن زيتونة وثكنة الكبدار وقرية مليحة تحت غطاء ناري كثيف ومشاركة الطيران الذي قصف مقار أحرار الشام وجيش المجاهدين في مزارع الأندلس غربي طريق حلب دمشق.
ومن الطبيعي جغرافيا أن تبدأ المعركة من جبهة حلب الجنوبية الغربية في متابعة لمعركة ريف حماه الشمالي للوصول الى خان شيخون ومعرة النعمان بريف إدلب وفتح طريق حمص حلب واستكمال مثلث السيطرة بين الأرياف الثلاثة.
وتتركز المعارك حاليا على فتح طريق حلب دمشق وتأمينها بشكل مطلق وتأمين كل المناطق التي يربطها سواءٌ من خلال معركة حماة او ريف حمص او من جنوب غرب حلب، ولاسيما أن المجموعات المسلحة كانت قد منيت بخسارات جسيمة من جراء الغارات الروسية الجوية المتتالية كقصف مستودعات متخمة بالأسلحة في المنصورة في ريف حلب الغربي .
وتقوم القوات الروسية بتوفير الدعم الجوي لهذه العمليات وقد قصفت الطائرات الروسية مواقع الجماعات الارهابية المسلحة في جنوب حلب 3 مرات، وقد قال مصدر عسكري سوري لوكالة رويترز للانباء ان الهجوم حقق مكاسب على الأرض "وهذه هي المعركة الموعودة".
ولم يوضح هذا المصدر العسكري السوري ما يقصده من "المعركة الموعودة" لكن يبدو انه يشير الى الوعد الذي قطعته الحكومة السورية بتحرير مدينة حلب.
وأضاف المصدر العسكري السوري ان الأساس في هذه المعركة هو الجيش السوري كما قال بيان للجيش السوري إن قوات الجيش خاضت معارك في مناطق عدة بالبلاد منها جوبر ومدينة حرستا قرب العاصمة دمشق ومحافظتي حمص وحلب.
وجاء في بيان الجيش "العمليات العسكرية التي تنفذها تشكيلات من قواتنا المسلحة في مواجهة التنظيمات الإرهابية تستمر بالتزامن مع الضربات الجوية المركزة التي ينفذها سلاح الجو السوري واستثمار نتائج ضربات الطيران الروسي.
وقال الجيش السوري إنه "أكثر عزما وتصميما على دحر الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن".
ويقول المحللون ان الهدف الرئيسي لعمليات الجيش السوري وحزب الله هو تطهير جبال عزان من وجود الجماعات المسلحة الارهابية وايجاد منطقة عازلة حول الطريق الرئيسي الذي يربط بين مدينتي دمشق وحلب.
واضافة الى المناطق الجنوبية من حلب تشهد المناطق الشمالية الشرقية من هذه المحافظة والتي يقع فيها مطار كويرس العسكري تطورات عسكرية هامة فقد نفذت قوات الجيش السوري وقوات حزب الله عدة عمليات يوم الخميس الماضي في محيط هذا المطار الذي تحاصره الجماعات المسلحة الارهابية منذ قرابة السنتين وقد استطاعت قوات الجيش السوري وقوات حزب الله من السيطرة على مناطق تل النعام الاستراتيجية والبلدات المحيطة بمطار كويرس حيث اعتبرت الوسائل الاعلامية هذه السيطرة خطوة هامة في طريق فك الحصار عن مطار كويرس.
من جهة أخرى افادت مصادر سورية ان الجيش السوري وقوات حزب الله واصلوا عملياتهم في مناطق بريف اللاذقية وسهل الغاب بريف حماه في محاولة من الجيش السوري للتقدم، مدعوماً بقصف من الطيران الروسي.
وأضافت المصادر أن اشتباكات تدور على محاور عدة في جبل الأكراد وهي منطقة سلمى وعين الجوزة وكفرعجوز ترتياح وكفردلبة بالاضافة إلى محور جب الأحمر في محيط قمة النبي يونس (ع) بريف اللاذقية.
وأفادت وكالة سانا الرسمية نقلا عن مصدر عسكري أن "قوات الجو في روسيا بالتعاون مع القوى الجوية السورية تنفذ ضربات مركزة على التنظيمات الإرهابية في ريف اللاذقية تدمر خلالها 27 هدفا لتنظيم جبهة النصرة".
وأضاف المصدر العسكري أن "الضربات شملت مواقع محصنة في ترتياح ودورين والمغيرية وسلمى وقواعد صواريخ تاو بالقرب من الصفصافة وملاجئ محصنة بالقرب من عرافيت ومعسكرات تدريب بالقرب من المغيرية وترتياح والسنديان ودويركة وتدمير منشآت وملاجئ في منطقة الغابات بريف اللاذقية".
كما أشارت مصادر متطابقة إلى أن المعارك تتواصل في سهل الغاب بريف حماه وسط تمهيد من الطيران الحربي الروسي، واضافت المصادر أن "الجيش السوري وقوات حزب الله سيطروا على قرية البحصة في سهل الغاب في ريف حماه الغربي ويتقدمون باتجاه بلدة فورو و السرمانية في ريف حماه الشمالي الغربي.
وتحظى منطقة السرمانية بأهمية استراتيجية لأنها تعتبر من مناطق تجمع الجماعات الارهابية المسلحة التي اقامت خطوط دفاعية كثيرة فيها، وفي حال دخول قوات الجيش السوري وقوات حزب الله اليها ستتسارع عملية تحرير سهل الغاب الذي تبلغ مساحته ألف كيلومتر مربع ويقع عند المثلث الذي يربط محافظات حماه واللاذقية وادلب.