الوقت- منذ اندلاع الأزمة السورية لم تقدم اوروبا ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية أي مساعدة حقيقية للسوريين، وكل ما فعلته هو لخدمة مصالحها فقط، ويمكنكم أن تراقبوا ماذا يفعل الاتحاد الاوروبي بالسوريين على الحدود التركية_اليونانية وعلى شواطئ ايطاليا وكيف تغرق الشرطة الاوروبية السوريين والمهاجرين وسط المياه وبعد كل ذلك تأتي أوروبا لتتبجح بالانسانية والاخلاق، واليوم تمارس أكبر ضغط ممكن على السوريين في الداخل عبر حصارهم اقتصاديا من خلال قوانين مجحفة ومعاقبة المسؤولين السوريين ايضا، كما فعل الاتحاد الاوروبي مؤخرا مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، والذي يمثل وجه الدبلوماسية الجديد في سوريا.
الاتحاد الاوروبي علل سبب فرض العقوبات بأن المقداد مسؤول عن "انتهاكات الحكومة السورية بحق السوريين"، بحسب ادعائها.
لنفترض جدلاً أن المقداد فعل ذلك، ماذا قدم الاتحاد الاوروبي للسوريين؟، ألا ينتهك حقوق السوريين بكل وقاحة ويدمر حياتهم الاقتصادية من خلال حرمانهم من ابسط سبل الحياة؟، لماذا لم يوجه عقوبات للنظام الامريكي أو عالاقل يخرج علينا ليقول أن "قانون قيصر" لا يضر احد سوى السوريين، لتأتي لجنة من الاتحاد الاوروبي وترى بعينها ماذا فعلت عقباتها وعقوبات الولايات المتحدة الامريكية بالشعب السوري، يعانون من ايجاد لقمة الخبز ووسائل التدفئة والمحروقات والأدوية وغيرها من المواد الاساسية، وبعد كل ذلك يقولون نحن نفرض "عقوبات على النظام".
هذه الازدواجية الغربية مقرفة ومقززة ولم يعد احد يصدقها، ماذا تفعل العقوبات الجديدة على المقداد، سوى انها تزيد الطين بلة، وتعقد فرص الحل في سوريا، ما يحصل هو انتقام لا اخلاقي من الاتحاد الاوروبي بحق السوريين، ما تريده اوروبا هو زيادة العداء مع الحكومة السورية والشعب السوري، لأنهم لا يقبلون ان يقرر اي شعب في هذا العالم مصيره بنفسه، ويريدون أن تكون الدولة السورية تابعة لهم، وإلا سيكون الحصار والعقوبات مصيرها.
خنق الدولة السورية يعني المساهمة في نشر الفوضى واعادتها الى الشارع السوري، عبر اجبار الشعب على الاعتراض والمطالبة بأبسط الحقوق، أوروبا تعرف جيدا ماذا تفعل، من يصدق انها تهتم بحرية السوريين وراحتهم؟. تاريخها الاستعماري وما تفعله حتى اللحظة في افريقيا يشهد على ذلك.
اذا كل ما تريده أوروبا هو استمرار الفوضى في منطقة الشرق الاوسط، وتجهيل الشعوب وخنقها لكي تبقى راضخة للارادة الغربية، لم يشهد التاريخ لحظة واحدة كانت فيها اوروبا مدافعة حيقية عن حرية الشعوب بل على العكس تماما.
انتقادات
أدان المستشار الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي للشؤون الدولية حسين امير عبد اللهيان في تغريدة على صفحته الشخصية على موقع تويتر العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي مؤخراً على وزير الخارجية السوري فيصل المقداد.
وقال: ندين بشدة عقوبات الاتحاد الاوروبي ضد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد. إنه لسان حال الشعب السوري البليغ وقد تألق على الصعيد الدبلوماسي وفي التصدي لحرب داعش الإرهابية ويذكرنا سلوك الاتحاد الأوروبي هذا بوجه ترامب اللامنطقي وعلى الاتحاد الأوروبي احترام قدسية الدبلوماسية ".
من جهته انتقد حزب الله اللبناني اليوم السبت فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على وزير الخارجية السوري فيصل المقداد.
وقال الحزب، في بيان صحفي اليوم أوردته "الوكالة الوطنية للإعلام"، إن "الاتحاد الأوروبي يواصل سياسته العدوانية تجاه سورية وحكومتها الشرعية وشعبها المقاوم، مستهدفا وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي يبذل جهدا مميزا في شرح الموقف السوري أمام المحافل الدولية والدفاع عن سوريا ومصالحها وقرارها السيادي".
وتابع: "إننا إذ ندين ونستنكر العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على الوزير المقداد، نأسف لاعتماد الاتحاد سياسة العداء وخلق التوترات تجاه سوريا".
معاناة السوريين
لا نبالغ اذا قلنا أن السوريين يعانون من ظروف اقتصادية مريرة لا تطاق، فالحرب يضاف إليها العقوبات الاقتصادية قضت على الطبقة الوسطى في الداخل السوري وأصبح الغالبية يعيش تحت خط الفقر، ناهيك عن ان أبسط مستلزمات الحياة غير متوفرة في سوريا، فالكهرباء لا تأتي سوى 8 ساعات من أصل 24 ساعة ولا يوجد وقود للتدفئة في هذا الشتاء البارد، وما جعل الأمور أكثر قسوة انتشار فيروس "كورونا" في سوريا وعدم وجود بنية تحتية ومواد طبية ومستشفيات لديها امكانية استقبال أعداد كبيرة من المصابين، وبعد كل هذا تأتي الولايات المتحدة الامريكية لتقول: "الهدف من العقوبات معاقبة "النظام السوري"، هم يعلمون جيداً أنهم يعاقبون الشعب الشعب السوري وليس "النظام" ومع ذلك مستمرون في هذه العقوبات، في مشهد لم تراه الانسانية منذ قرون طويلة. ارهاب اقتصادي قذر بحق شعب يعاني الويلات ومعاقبى هذا الشعب دون وجه حق.
في الحقيقة لم تؤثر العقوبات الاقتصادية التي فرضتها وتفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على الدولة السورية بقدر تأثيرها على الشعب السوري الذي أصبح يعاني الأمرين في ظل هذه العقوبات التي أوصلته إلى حال يرثى لها، لدرجة قد يصل فيها إلى شراء الهواء. في المقابل تتبجح أوروبا وتلقي اللوم على الحكومة السورية وتحملها مسؤولية ما يجري في سوريا من ظروف تعيسة يعاني منها المواطن السوري.
ما يقوم به الغرب يأتي في سياق الحرب الإرهابية والاقتصادية الأمريكية والغربية ضد الشعب السوري وهو مخطط أمريكي معد مسبقاً وبأوامر مباشرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفي موازاة ذلك تعمد قوات الاحتلال التركي ومرتزقته إلى سرقة المحاصيل عبر الضغط على الأهالي لبيعها بأرخص الأثمان وتهريبها إلى الأراضي التركية حيث أدخلت أمس عدداً من الحصادات إلى منطقة رأس العين المحتلة بريف الحسكة الشمالي لسرقة محاصيل الفلاحين الزراعية وتهريبها إلى الأراضي التركية وكذلك الاستيلاء على جزء من الإنتاج بعد تهديد الفلاحين بإحراق حقول القمح والشعير في حال لم يمتثلوا للضغوطات التي فرضت عليهم.