الوقت- فرض تحالف العدوان السعودي خلال السنوات الخمس الماضية حصاراً برياً وبحرياً وجوياً جائراً على أبناء الشعب اليمني المظلوم وذلك من أجل اجبار هذ الشعب الأبي على الخنوع والاستسلام والقبول بالرئيس المستقيل "عبد ربه منصور هادي" وحكومته الورقية القابعة في فنادق الرياض، وإزاء جريمة الحرب والجرائم التي ارتكبها هذا التحالف الغاشم ضد الإنسانية، فرض عقاباً جماعياً على الشعب اليمني ليؤكد تماديه في تجاهل كل تلك الدعوات والمناشدات الاقليمية والعالمية بالانسحاب من اليمن. وفي هذا الإطار تواصلت خلال الاسبوع الماضي العديد من الفعاليات الاحتجاجية المنددة باحتجاز سفن المشتقات ومنعها في الدخول إلى ميناء الحديدة، حيث شهدت العاصمة صنعاء ومختلف محافظات البلاد وقفات احتجاجية دعت المجتمع الدولي إلى القيام بمسؤولياته الأخلاقية والإنسانية والضغط على دول تحالف العدوان من أجل السماح بدخول سفن النفط وتلافي أكبر جريمة ترتكب ضد البشرية على مرأى ومسمع من العالم.
وعلى صعيد متصل، حذّر مسؤولون في حكومة صنعاء من استمرار اتّباع سياسة التجويع ضد أبناء الشعب اليمني، مطالبين المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن "مارتن غريفيث" وعددا من سفراء الدول الراعية لعملية السلام باليمن ببذل المزيد من المساعي للإفراج الفوري عن السفن المحملة بالمشتقات النفطية والسماح بدخولها إلى ميناء الحديدة وتفريغها لإنهاء أزمة المشتقات النفطية الحادة المستمرة منذ 6 أشهر. وفي هذا السياق، أعرب وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ الوطني، المهندس "هشام شرف"، يوم الثلاثاء الماضي، قائلاً: إن "تحالف العدوان السعودي يحتجز السفن المحملة بالمشتقات النفطية ويمنع دخولها إلى ميناء الحديدة لتفريغها وإنهاء أزمة المشتقات النفطية الحادة". وأضاف: "استمرار تحالف دول العدوان في ممارسة سياسة العقاب الجماعي بحق الشعب اليمني ومنع دخول سفن المشتقات النفطية لا يساهم بأي شكل من الأشكال في الدفع نحو إجراءات التسوية السياسية السلمية التي يعمل عليها المبعوث الخاص للأمم المتحدة".
وتابع وزير الخارجية في حكومة الانقاذ: إن "إعلان دولتي العدوان السعودي الإماراتي المتكرر بشأن دعمهما للعمل الإنساني الإغاثي في اليمن، يصطدم بحقيقة استمرارهما بممارسة سياسة التجويع ومنع دخول السفن المحملة بالمشتقات النفطية". واعتبر "السماح بين الحين والآخر بدخول عدد بسيط من السفن المحملة ببعض أنواع محدودة من البضائع إلى ميناء الحديدة، هو بقصد ذر الرماد في العيون أمام المجتمع الدولي، في حين أن العدوان العسكري والحصار الشامل مستمران". وحذر "شرف"، التحالف من "استمرار اتباع سياسة التجويع"، ملوحا بشن هجمات انتقامية على موانئ دول مشاركة في التحالف، قائلا: "صنعاء لن تقف مكتوفة الأيدي كما يعتقد البعض، وموانئ اليمن إن استمر حصارها، فموانئ أعداء اليمن لن تكون بمأمن". ودعا وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ، المبعوث الأممي إلى اليمن "مارتن غريفيث"، وعدد من سفراء الدول الراعية لعملية السلام في اليمن، إلى "بذل المزيد من المساعي للإفراج الفوري عن السفن المحملة بالمشتقات النفطية والسماح بدخولها إلى ميناء الحديدة وتفريغها لإنهاء الأزمة الحادة".
ومن جانبه، اتّهم "محمد حسين العيدروس" رئيس مجلس الشورى بصنعاء دول تحالف العدوان بالاستمرار في الإجراءات التعسفية والإجرام المتصاعد الذي تجاوز كل حدود، من خلال استمرار أعمال القرصنة على السفن المحملة بالوقود ومنعها من الوصول إلى ميناء الحديدة، على الرغم من حصولها على التصاريح الأممية وخضوعها لإجراءات التفتيش في جيبوتي، والتي وصل عددها حتى اليوم إلى 10 سفن. وأكد "العيدروس" في رسائل بعثها إلى رئيس رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي ورؤساء مجالس الشيوخ والشورى وأمين عام الأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن ورئيسة الاتحاد البرلماني الدولي ورئيس البرلمان الأوروبي ورئيس البرلمان الإفريقي، أن تلك الإجراءات التعسفية تعكس إصرار قوى التحالف على إحكام الحصار وزيادة معاناة الشعب اليمني، كما أنها تأتي في إطار سياسة العقاب الجماعي التي ينتهجها التحالف منذ سنوات في إطار حربه الاقتصادية على اليمن.
ومن جهته قال المتحدث باسم وزارة الدفاع اليمنية في حكومة صنعاء العميد "يحيي سريع": إن "بوارج وناقلات النفط التابعة للعدوان وتحركاته لن تكون في مأمن من نيران قوات البحرية اليمنية إذا صدرت التوجيهات من القيادة العليا". وأضاف.. إن "دول تحالف العدوان يجب أن يكونوا على يقين بأن سلاحنا وقدراتنا اليوم قادرة تماما على إصابتهم في مقتل من حيث لا يشعرون، وأن كل المطارات والموانئ والمنافذ والمناطق ذات الأهمية بالنسبة لهم ستكون هدفا مباشرا للسلاح اليمني المناسب"، وأعرب: "نؤكد أن من حقنا بل من واجبنا الدفاع عن النفس والعرض والأرض والشرف والكرامة". وقال إن قرار تهديد سفن التحالف جاء بعد "اجتماع لقيادات القوات البحرية والدفاع الساحلي وخفر السواحل لمناقشة الإجراءات والتدابير اللازمة للرد على دول العدوان أمام استمرار إغلاق الموانئ اليمنية".
وعلى هذا المنوال نفسه، حذر الدكتور "طة المتوكل" وزير الصحة العامة والسكان في حكومة صنعاء من استمرار تحالف العدوان، في منع دخول سفن المشتقات النفطية لما يترتب على ذلك من آثار كارثية على القطاع الصحي .. محملاّ الأمم المتحدة والأمين العام المسؤولية الكاملة عن استمرار منع دخول المشتقات النفطية. وقال وزير الصحة، "الأمين العام للأمم المتحدة يتحدث عن أسوأ كارثة إنسانية باليمن، فيما لا يزال تحالف العدوان مستمراً في احتجاز المشتقات النفطية، ما يُعرض القطاع الصحي لأزمة جديدة". وأضاف الدكتور "المتوكل"، "نحن أمام كارثة حقيقية إذا توقفت المنشآت الطبية العامة والخاصة بسبب تعنت دول العدوان ومنعها دخول المشتقات النفطية".. مؤكداً أن المنشآت الصحية تتعرض لكارثة حقيقة، في حال استمرار تغاضي الأمم المتحدة وعدم الضغط على تحالف العدوان للسماح بدخول السفن النفطية.
ومن جهته، وجه "يحيي الراعي" رئيس مجلس النواب في حكومة صنعاء يوم الاثنين الماضي، رسائل إلى أمين عام الأمم المتحدة وعدد من رؤساء الاتحادات البرلمانية في العالم، بشأن احتجاز سفن المشتقات النفطية والدوائية والغذائية واستمرار العدوان والحصار على الشعب اليمني. وقال فيها، "نود إطلاعكم وإحاطتكم بآخر مستجدات وتطورات الأحداث التي تشهدها الجمهورية اليمنية والظروف الاستثنائية الإنسانية الصعبة التي يمر بها الشعب اليمني بسبب استمرار تعنت وصلف دول تحالف العدوان على اليمن في منع وصول سفن المشتقات النفطية والغذائية والدوائية رغم حصولها على تصاريح من الأمم المتحدة، ما تسبب ويتسبب في حدوث كارثة إنسانية وينذر بتوقف المستشفيات والمرافق الحيوية والخدمية الهامة. إذ لم يكتفٍ تحالف العدوان على اليمن بما يرتكبه يومياً من مجازر مروعة وجرائم حرب وإبادة جماعية بحق اليمنيين، بل تجاوز ذلك إمعاناً في التضييق على اليمنيين ليموتوا قصفاً بصواريخه وطائراته وجوعاً ومرضاً من خلال تشديد الحصار الجائر ومنع دخول السفن المحملة بالمشتقات النفطية والغذائية والدوائية، حيث يحتجز تحالف العدوان على اليمن ما يقارب 20 سفينة في البحر."
وفي الختام يمكن القول، إن احتجاز دول تحالف العدوان السفن النفطية اليمنية يؤكد مدى حقد وطغيان وإجرام المعتدين وسعيهم إلى ارتكاب جريمة كبرى بحق الإنسان اليمني، جريمة مركبة تهدف إلى تضييق الخناق على الشعب اليمني وتفاقم حجم المعاناة وخاصة في ظل الظروف التي يمر بها الشعب اليمني نتيجة العدوان والحصار وتفشي فيروس كورونا وتدني الخدمات الصحية. كل هذا يثبت مدى استغلال العدوان الظروف الراهنة لصناعة أزمة إنسانية لا مثيل لها على الإطلاق في العالم اليوم. واحتجاز العدوان السفن يكشف أيضاً الكثير من الحقائق أولها أن المبادرات الإعلامية الكاذبة التي تتحدث عنها وسائل إعلام العدوان حول السلام ووقف إطلاق النار في اليمن عارية عن الصحة، إذ كيف يمكن تصديق مثل هذه المبادرات الكاذبة والعدوان يحتجز السفن النفطية ولهذا فمن حق أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من استهداف موانئ والمنشآت النفطية التابعة لدول تحالف العدوان السعودي وذلك لكي يجبروا هذه الدول على الافراج عن سفن النفط المحتجزة في ميناء الحديدة.