الوقت- ما من خيانة في الوطن العربيّ أعظم من خيانة "ملوك الرمال"، والدليل على ذلك ما كشفته وسائل إعلام العدو، حول دور وليّ العهد السعوديّ، محمد بن سلمان في إدخال الدول العربيّة إلى حظيرة التطبيع الأمريكيّة مع الكيان الغاصب، وبالأخص في محادثات التطبيع الصهيونيّة – المغربيّة، ونيّته إلقاء بلاد الحرمين في هاوية التطبيع مع تل أبيب، بعد اكتمال فصول الاستسلام من قبل الدول المطَبّعَة.
فضيحة جديدة
لم يعد بإمكان السعوديين إحصاء الفضائح المستمرة لولي عهدهم الانقلابيّ، وإنّ ما كشفته وسائل إعلام العدو حول أنّ محمد بن سلمان كان مشاركاً في المحادثات مع ملك المغرب، محمد السادس بن الحسن، وأنّه أثّر في قرار استئناف العلاقات مع بين المغرب وتل أبيب، في الوقت الذي أكّد فيه أحد مستشاري الملك المغربيّ أنّ وليّ العهد السعوديّ يملك قائمة بالدول التي ستطبّع مع عدو العرب والمسلمين الأخطر ومغتصب أراضيهم.
وفي ظل موجة الخيانة العربيّة التي تدعمها الرياض بشدة، لفتت المصادر إلى أنّه بعد أن تستكمل قائمة العار وتدخل سلطنة عمان وإندونيسيا وجيبوتي وباكستان في حظيرة التطبيع، ستقوم بلاد الحرمين الشريفين التي يسيطر عليها نظام آل سعود بالتطبيع مع كيان الاحتلال، ما يثير تساؤلات كثيرة حول نتائج التطبيع المستقبليّة في الداخل السعوديّ، بسبب الرفض الشعبيّ القاطع الذي يستند إلى مبررات أخلاقيّة وإنسانيّة ودينيّة.
يشار إلى أنّ إذاعة جيش العدو، قبل ثلاثة أسابيع، فضحت زيارة رئيس الوزراء الصهيونيّ بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجيّة الأمريكيّ مايك بومبيو، إلى السعودية، واجتماعهما مع وليّ العهد السعوديّ وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبريّة إلى أنّ اللقاء الثلاثيّ جرى بعد أن استقل نتنياهو طائرة إلى مدينة "ناعوم" الساحليّة وأمضى هناك 3 ساعات، فيما ادعت الرياض أنّ تلك الأنباء غير صحيحة، رغم توضيح هيئة البث الرسمية التابعة للعدو، أنّ الرقابة العسكريّة سمحت ببث خبر زيارة نتنياهو وكوهين للسعودية، ما يشير إلى رغبة حكومة العدو بإلقاء الضوء على انجازهم مع النظام السعوديّ، الذي سيخفض من جديد أسهم المملكة الهابطة في الشارع العربيّ والإسلاميّ.
وكان محمد بن سلمان قد اجتمع مع وفد إسرائيليّ، قبل أشهر قليلة، على متن يخته في البحر الأحمر، بمرافقة رئيس الاستخبارات السعوديّة، بدواعي مشاريع التطبيع الجارفة في المنطقة العربيّة، فيما أبدى السفير السعوديّ في الأمم المتحدة، عبد الله المُعَلمي، في وقت سابق، استعداد الرياض لتطبيع العلاقات مع تل أبيب، إذا اعترف الكيان الصهيونيّ بتأسيس الدولة الفلسطينيّة وإنهاء الاحتلال، متناسيّاً ادعاءات الخيانة من قبل الإمارات والبحرين بعد التطبيع والتي لم تسفر عن إيقاف قضم الأراضي الفلسطينيّة من قبل قوات الاحتلال.
دور محوريّ
لعبت أبو ظبي والرياض دوراً محوريّاً في دفع اتفاق العار بين المغرب وكيان الاحتلال الغاشم، وفق موقع "إسرائيل هيوم" العربيّ، نقلاً عن مصادر دبلوماسيّة في الإمارات والمغرب، والتي تحدثت عن اقتراب موعد تطبيع العائلة المالكة في السعودية، لكن هذا لم يكن صادماً بالنسبة للشارع العربيّ، فمنذ توقيع اتفاقات الاستسلام، تحدثت الكثير من التقارير الإعلاميّة العربيّة والدوليّة عن العلاقات السعوديّة - الصهيونيّة، وإمكانية دخول الرياض إلى حظيرة التطبيع، وخاصة بعد أن انقلبت سياسة وسائل الإعلام التابعة للنظام السعوديّ رأساً على عقب، وأصبحت في الفترة الأخيرة تشيد بشكل جليّ، باتفاقات الخيانة التي أبرمتها بعض الدول العربيّة.
وقد انحازت الرياض إلى صف الاحتلال ضد أصحاب الأرض والمقدسات، فهل يمكن لأحد أن ينسى تصريحات رئيس استخبارات النظام السعوديّ السابق، بندر بن سلطان، الذي فضح نوايا السعوديّة تجاه القضيّة الفلسطينيّة، وعبّر بكل وقاحة عن غضب بلاده من تصريحات المسؤولين الفلسطينيين، وكأنّه كان ينتظر ترحيباً فلسطينيّاً بانخراط بعض الدول العربيّة في تحالف مع العدو الصهيونيّ.
وبما أنّ تطبيع العلاقات بين بعض الدول الإسلاميّة والعدو الغاصب يحتاج إلى فتوى شرعيّة، فإنّ مملكة آل سعود، حاولت شرعنة جريمة التطبيع من خلال رجال دينها الوهابيين، حيث أشار مفتي السعودية السابق وعضو هيئة كبار العلماء في البلاد، عبد العزيز بن باز، قبل مدة، إلى شرعية تكوين علاقات مع الصهاينة، مبرراً ذلك بأنّ كل دولة تنظر في مصلحتها وإذا ما رأت دولة ما ممثلة في حاكمها، أنّ مصلحة المسلمين في الصلح مع الصهاينة وتبادل السفراء والتعاون التجاريّ والمعاملات الأخرى التي يجيزها الشرع، فلا بأس في ذلك.
بناء على ذلك، تقترب السعوديّة أكثر فأكثر من التطبيع، وما يؤكد ذلك ما كشفه كيان الاحتلال عبر رئيس جهاز استخباراته، يوسي كوهين، أنّ إعلان التطبيع السعوديّ مع العدو بات وشيكاً، فيما أشارت المملكة عبر وزير خارجيتها، فيصل بن فرحان، أنّ التطبيع مع تل أبيب "سيحدث بالفعل".