الوقت- بدأت يوم أمس السبت المحادثات بين الحكومة المركزية في كابول وطالبان في قطر. وفي هذا الصدد ، أعلن المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية في بيان: أن الوفد المفاوض للحكومة الأفغانية برئاسة عبد الله عبد الله سيتوجه إلى الدوحة ، عاصمة قطر ، يوم الجمعة لبدء المحادثات الأفغانية.
وأعرب بيان لمجلس المصالحة الوطنية الأفغانية عن أمله في أن تكون المحادثات التي طال انتظارها، بداية للسلام والاستقرار ونهاية للحرب والعنف في أفغانستان. كما أعلنت حركة طالبان في بيان لها، إرسال ستة من سجنائها الى الدوحة ، حيث كانت كل من فرنسا وأستراليا تعارضا إطلاق سراحهم. ومن هذا المنطلق فإن السؤال المطروح الآن هو ما هي أهم محاور الحوار بين الطرفين وإلى أي مدى يمكن التوصل إلى اتفاق بين الطرفين؟ للإجابة على هذا السؤال المهم ، أجرى موقع "الوقت" التحليلي والإخباري مقابلة مع بير محمد ملازهي ، الخبير البارز في شؤون أفغانستان للوقوف على آرائه.
طالبان الموحدة ظاهرياً، المجزأة داخلياً
يعتقد بير محمد ملازهي ، فيما يتعلق بالتغييرات المتكررة لفريق طالبان المفاوض قبل زيارتهم إلى قطر ، أن طالبان ، رغم أنها تبدو متماسكة ، لكنها لديها انقسامات وأجنحة داخلية تختلف بوجهات نظرها عن الأخرى حول كيفية التفاوض والوصول الى اتفاق محتمل مع الحكومة المركزية. يبقى أن نرى أي المجالات ستكون طالبان مرنة فيها وأي القضايا ستكون خط أحمر بالنسبة لهم. على وجه الخصوص أن مجلس شورى "كويته" اتخذ موقفًا أكثر صرامة ولا يرضى بالمشاركة في السلطة.
على الرغم من أن هذه المجموعة يمكنها في المستقبل الوصول الى السلطة في شكل آلية ديمقراطية ، إلا أنها لا تزال تضع السياسة العسكرية في جدول أعمالها. يأتي ذلك في وقت تعتقد فيه أجنحة أخرى من طالبان أن الوقت الحالي هو أفضل وقت للتوصل إلى اتفاق ، بالنظر إلى أنهم يمرون في ذروة قوتهم العسكرية ويسيطرون على مناطق واسعة ويؤيد الأمريكيون ايضًا هذا الاتفاق. يمكن اعتبار هذين الرأيين المختلفين العامل الأكثر أهمية في تغيير فريق التفاوض مرات عدة.
صعوبة الوصول إلى اتفاق وتجاوز الخطوط الحمراء
وقال ملازهي في قسم آخر من حديثه حول تهيئة الظروف للسلام والإرادة الحقيقية للتوصل الى مصالحة أن "من الضروري في بداية الأمر أن نلاحظ أن المبادرة ليست في أيدي الحكومة الأفغانية وطالبان ، بل إن الأمريكيين والباكستانيين هم الذين يحددون آلية التفاوض بشكل رئيس.
من وجهة نظر دونالد ترامب ، مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية ، فإن بدء المفاوضات بين الأفغان ، حتى لو لم تتوصل الى نتيجة ، ستُعد إنجازًا كبيرًا في السياسة الخارجية بالنسبة له ، لذلك فهو يحاول الضغط على كلا الجانبين للجلوس خلف طاولة المفاوضات. الحقيقة هي أن طالبان صرحت مرارًا وتكرارًا أنها لن تتفاوض مع الحكومة الأفغانية الحالية ، وخاصة مع عبد الله عبد الله ، لكن الضغوط من الولايات المتحدة وباكستان دفعتهم إلى قبول المفاوضات الآن".
وأضاف ملازهي "بالنظر إلى أن الخطوط الحمراء بين الحكومة المركزية وطالبان متباعدة للغاية ، لا يمكن عقدالآمال في اتفاق بين الجانبين على المدى القصير. لكن يبدو أن عبد الله عبد الله متفائل جدا، لأن الخط الأحمر لطالبان هو الإمارات الإسلامية والخط الأحمر للحكومة المركزية هو الدستور والحفاظ على الديمقراطية الحالية. لذلك ، لا يمكن الجمع بين هذين الخطين المختلفين في الفكر والاستراتيجية ، لكن قد تسعى طالبان إلى تشكيل حكومة مؤقتة بمشاركتها ؛ وإذا تم اتباع مثل هذا الطريق ، فمن المؤكد أن النظرة التفائلية لعبد الله عبد الله لن تُترجم الى واقع".
مساعي ترامب لاستخدام المفاوضات الأفغانية الأفغانية كورقة رابحة
في جزء آخر من تصريحاته حول أهم القضايا قيد المناقشة ، قال الخبير الأفغاني: "إن أهم قضية من وجهة نظر الحكومة هي وقف إطلاق النار الجاري، أي أن الحكومة تنوي إقناع طالبان بالتخلي عن الحرب إلى الأبد ، لكن هذا أمر من غير المرجح أن يوافق عليه مجلس شورى كويته. وحتى لو قبل مجلس شورى كويته بذلك ، فهناك مجموعات أخرى لن تلتزم به ، ومن غير المرجح أن يقبله "مجلس حقاني".
ومع ذلك ، يبدو أنه في الأيام الخمسين التي تسبق الانتخابات الأمريكية ، يعتزم ترامب استخدام المفاوضات في أفغانستان وتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل كورقتان رابحتان. وأضاف ملازهي: "لذلك ، فإن الضغط الأمريكي على الطرفين سيستمر في الأيام المقبلة ، لكن بعد انتهاء الانتخابات ، فإن مفاوضات أفغانستان لن تكون ذات أهمية للبيت سواء بوجود ترامب أم دونه ".