الوقت- مع استمرار حملة الإجرام الممنهجة التي يمارسها العدو الصهيونيّ بحق الشعب الفلسطينيّ وأرضه، تتصاعد تجاوزات قوات الاحتلال الغاصب ضد المقدسات الإسلاميّة في فلسطين التاريخيّة في الفترة الأخيرة على وجه التحديد، ومن ضمن تلك الانتهاكات، العدوان على المسجد الأقصى المبارك بشكل خاص بالإضافة إلى قبة الصخرة المباركة والمدينة المقدسة، حيث حذر رئيس "الحركة الإسلاميّة" الفلسطينيّة، رائد صلاح، من تطلع العدو الصهيونيّ لهدم المسجد الأقصى، وذلك في كلمة له مع لجنة القدس (ASTP) عبر يوتيوب، الأحد المنصرم، من داخل منزله الذي يقيم فيه تحت الإقامة الجبريّة.
هدم المسجد الأقصى
أشار رئيس "الحركة الإسلاميّة" الفلسطينيّة، رائد صلاح، إلى أنّ العدو الصهيونيّ يتطلع إلى هدم المسجد الأقصى، مبيّناً أنّ استمرار احتلاله للأراضي الفلسطينيّة ينذر بالخطر الذي قد يلحق بالأقصى، واعتبر صلاح أنّ التخلص من الاحتلال الصهيونيّ يمثل الطريقة الوحيدة لدرء الخطر الذي يهدد المسجد الأقصى.
وفي هذا الصدد، لفت رئيس الحركة الإسلاميّة إلى أنّ العدو الغاصب نجح باحتلال المسجد الأقصى لكنه فشل في بناء الهيكل منذ القرن الـ 18، موضحاً أنّ نشاطاته الشخصية للحفاظ على المعالم الدينيّة في البلاد بدأت مع عدد من المدافعين عن المسجد الأقصى في تسعينات القرن الماضي، مؤكداً أنّ توثيق استمرار عمليات الحفر التي تقوم بها قوات الاحتلال في الأقصى لإيجاد الهيكل عام 1996، تم من خلال صور وفيديو، وعقد مؤتمر صحفيّ أحدث ضجة كبيرة وكان له دور كبير فيما بعد لعمل فعاليات ومؤتمرات لنصرة القدس والمسجد الأقصى.
وما ينبغي ذكره، أنّ رائد صلاح يخضع في الفترة الحالية للحبس المنزليّ، تحت قيود مشدّدة، فيما تمنع سلطات العدو الصهيونيّ تواصله مع الجمهور باستثناء أقاربه من الدرجة الأولى، وذلك بعد خروجه من سجون الاحتلال في تموز المنصرم.
إضافة إلى ذلك، فرضت محكمة صهيونيّة، في الفترة الماضية، أن يبدأ الشيخ صلاح، قضاء محكوميته بالسجن الفعليّ، والبالغة 28 شهراً، يوم 16 آب الحالي، وكانت سلطات العدو قد اتخذت قراراً بحظر "الحركة الإسلامية"، في 27 تشرين الثاني عام 2015.
هبة شعبيّة
دعت حركة المقاومة الإسلاميّة "حماس"، أهالي مدينة القدس والضفة الغربيّة المحتلتين، إلى "هبة شعبية" للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، وتصعيد وتيرة المقاومة مع العدو الصهيونيّ للتصدي لمخططاته التي تستهدف الوجود الفلسطينيّ.
وفي هذا السياق، أوضح الناطق باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، الاثنين المنصرم، أنّ العدوان الصهيونيّ الهمجيّ المتواصل على مدينة القدس، والاقتحام اليوميّ للأقصى، ومشروع بناء 1000 وحدة استيطانيّة، يشكل خطراً حقيقياً محدقاً على المسجد الأقصى وأهالي المدينة المقدسة.
وبحسب مواقع إخباريّة، شدد القانوع على أنّ اقتحامات قوات الاحتلال والمستوطنين اليوميّة للمسجد الأقصى المبارك والتي كان آخرها صباح يوم الاثنين، هي محاولة لفرض أمر واقع بشكل يوميّ، مبيّناً أنّ الاقتحامات اليوميّة للمسجد الأقصى لا تتوقف، في الوقت الذي يخطط فيه العدو الصهيونيّ لبناء ألف وحدة استيطانيّة؛ لعزل القرى الفلسطينيّة شرق مدينة القدس بالكامل، ضمن ما يسمى بمشروع "القدس الكبرى".
ومن الجدير بالذكر، أنّ المسجد الأقصى المبارك يشهد اقتحامات يوميّة من متطرفين يهود، بدعم لا محدود من شرطة الاحتلال الصهيونيّ، وكان آخرها الجولات الاستفزازيّة التي نظمها الصهاينة المحتلون في أنحاء متفرقة من باحات الأقصى، الأحد الماضي، وحاولوا خلال عملية الاقتحام أداء "طقوس تلمودية" في ساحات المسجد المبارك، فيما تؤمن قوات العدو الحماية الكاملة لاقتحامات المستوطنين المتشددين، في محاولة لتقسيمه وفرض الهيمنة الكاملة عليه.
بناء على ما سبق، فإنّ قوات العدو الصهيونيّ ماضية في حملتها الإجراميّة المنظمة لتهجير ما تبقى من أبناء الشعب الفلسطينيّ، ونهب أرضهم وممتلكاتهم ومنازلهم، بالإضافة إلى استماتة العدو لتغيير معالم المدينة المقدسة وتهويدها، بهدف بسط السيطرة الصهيونيةّ الكاملة على المسجد الأقصى المبارك، والمقدسات التاريخيّة للشعب الفلسطينيّ.