الوقت- منذ إعلان الرئيس الأمريكي عن "صفقة القرن" والفلسطينيين يعيشون حالة مربكة حول كيفية التعاطي مع هذه الصفقة التي من شأنها تصفية "القضية الفلسطينية"، حيث تفاجئ الفلسطينييون هذه المرة بأن عليهم مواجهة تبعات هذه الصفقة لأنفسهم بعد أن تخلت عنهم غالبية دول العام لاسيما العربية منها، وهذا ما دفع الاسرائيليين للتمادي اكثر والقيام بخطوات مستفزة بحق الفلسطينيين، وهذا أمر طبيعي في ظل اتجاه بعض الدول الخليجية نحو التطبيع مع كيان العدو، ونظراً لكون الخطر بدأ يطرق باب الفلسطينيين بجدية غير مسبوقة بعد الاعلان عن ضم اجزاء من الضفة الغربية كان لابد من ايجاد حل للوقوف في وجه هذه الخطوة، لذلك وجدت الأطراف الفلسطينية ان الحل الأفضل هو الاتجاه نحو وحدة وطنية لمواجهة الخطوة الاسرائيلية الاخيرة ووضع حد للتمادي الاسرائيلي.
ربما المصالحة بين فتح وحماس لم تظهر بوجهها الأمثل ولكن الخطوة الأخيرة التي جمعت الطرفين عبر مؤتمر صحفي مشترك لأمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" الفلسطينية جبريل الرجوب، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري، أكدت أن الحل فلسطيني_فلسطيني وان هناك الكثير من النقاط المشتركة بين الحركتين لتذليل العقبات ووضع الخلافات جانباً في هذه المرحلة الحساسة من عمر القضية الفلسطينية، ونأمل أن تمضي هذه الاجتماعات في خطى واثقة في القادم من الأيام لأنه لاشيء يرعب العدو الصهيوني اكثر من الوحدة، لذلك ستتجه اسرائيل لبث التفرقة من جديد في حال رأت خطوات جدية نحو الوحدة بين الفلسطينيين، وهنا لابد من التساؤل عن سبب توجه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس نحو الغرب مجدداً وفتح الباب أم مفاوضات مباشرة مع اسرائيل، هل حقاً هناك بصيص أمل من التفاوض مع الصهاينة الذين قضموا ثلاثة أرباع فلسطين دون أن يهز لهم جفن، ماذا يتأمل محمود عباس من "اسرائيل"، ماذا يمكن أن تقدم له وهي اعتادت أن تأخذ فقط دون أن تقدم أي شيء.
رئيس السلطة الفلسطينية أعرب يوم أمس عن استعداد الجانب الفلسطيني لإجراء مفاوضات مع إسرائيل "على أساس الشرعية الدولية"، وبرعاية "اللجنة الرباعية الدولية".
جاء ذلك في اتصال هاتفي، الأحد، بين محمود عباس والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، وفق الوكالة الفلسطينية الرسمية للأنباء "وفا".
والمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي متوقفة منذ أبريل/ نيسان 2014؛ جراء رفض تل أبيب وقف الاستيطان، والإفراج عن معتقلين قدامى، وتنصلها من خيار حل الدولتين، المستند إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود ما قبل 5 يونيو/ حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وذكرت الوكالة الفلسطينية أن عباس "أعرب عن استعداد دولة فلسطين للذهاب إلى المفاوضات على أساس الشرعية الدولية، وتحت رعاية اللجنة الرباعية الدولية".وتتألف هذه اللجنة من الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة، وروسيا.
وأطلع عباس، ميركل، على "آخر المستجدات السياسية، خاصة فيما يتعلق بمخططات الضم الإسرائيلية". وتعتزم إسرائيل ضم منطقة غور الأردن وجميع المستوطنات بالضفة الغربية المحتلة إلى سيادتها، وهو ما يعادل نحو 30 بالمئة من مساحة الضفة.
وكان مقررا أن تبدأ الحكومة الإسرائيلية عملية الضم في الأول من يوليو/تموز الجاري، لكن لم يصدر أي قرار بهذا الشأن بعد، في ظل رفض فلسطيني وعربي ودولي لهذا المخطط، الذي من شأنه انتهاك القانون الدولي.
بدورها، أكدت ميركل موقف ألمانيا الداعم للسلام على أساس حل الدولتين، والالتزام بالقانون الدولي، مشددة على أهمية جلوس الجانبين إلى طاولة المفاوضات، وأهمية تحقيق السلام في المنطقة، وأثره الكبير على الاستقرار الدولي.
يذكر أن ألمانيا كانت قد أعلنت عن رفضها للخطط الإسرائيلية لضم أجزاء من الضفة الغربية، معتبرة إياها غير شرعية.
حتى ولو أعلنت المانيا رفضها لمخططات الضم الاسرائيلية، ماذا يمكن أن تفعل هذه الدولة في حال اقدمت اسرائيل على الضم هل ستقطع علاقاتها الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية مع تل ابيب، بالتأكيد لا، لو كانت أوروبا تريد ذلك لفعلته منذ زمن بعيد، لكن جعجعة أوروبا هي فقط لتسجيل المواقف ولكن في الحقيقة ليس هناك أي اجراء فعلي على الارض، فهي لم تحرك ساكناً حيال جميع المجازر التي حصلت بحق الفلسطينيين وكل ما تفعله هو وضع حركات المقاومة على لائحة الارهاب بأوامر امريكية اسرائيلية، وكان أوروبا لم تعد تملك اي قرار مستقل، أو انها تخشى أن ينتصر العرب على اسرائيل ويعود اليهود أدراجهم اليها وهذا ما لاتريدهن لذلك ليس لديها مانع بأن يموت جميع من في فلسطين لكي ترضي اسرائيل ولا يقال عنها انها معادية للسامية هذا المصطلح الذي استغلته اسرائيل لعقود طويلة ولايزال حتى اللحظة فعال ويؤتي ثماره.
في الختام؛ الواضح جداً أنه لم يعد بإمكان الفلسطينيين سوى الاعتماد على انفسهم أمام ما يجري من محاولات لتصفية قضيتهم، والمؤتمر الذي عقد بين حركتي فتح وحماس يعد نقطة ايجابية ونقطة تحول مهمة في الصراع الفلسطيني_الاسرائيلي في حال تم تدعيم هذه المؤتمرات ودافع الفلسطينييون عن قضيتهم ببسالة ولم يلتفتوا لوعود العرب والغرب والتي لم تاتي لهم بأي حل واي جديد من شأنه انقاذهم أو الدفاع عن حقوقهم، لذلك ما عليهم سوى الاتجاه نحو الوحدة وتذليل العقبات والصمود حتى ينالوا النصر الذي كان حليفهم في جميع المعارك السابقة التي خاضتها حركات المقاومة مع العدو الصهيوني، هذا العدو الذي لم يعد يملك نفس ادوات القوة التي كان يملكها في السابق، خاصة وان جبهته الداخلية منقسمة على نفسها وحكومته تعيش أسوء ايامها، لذلك من الطبيعي جدا ان يستغل وجود ترامب في السلطة للحصول على اكبر مكتسبات ممكنة قبل أن "يقع الفاس بالراس" وهنا على الفلسطينيين أن يقرروا مستقبلهم بأنفسهم لأنه لن يحل لهم احد مشكلتهم ان لم يحلوها بأنفسهم.