الوقت- عقدت منظمة التعاون الإسلامي اجتماعاً طارئاً يوم الأربعاء لمواجهة تهديدات الكيان الصهيوني للضفة الغربية. حيث حضر الاجتماع الطارىء والافتراضي للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي الذي عقد برئاسة السعودية بالإضافة الى عدد من وزراء الخارجية وغيرهم من المسؤولين السياسيين للدول الاعضاء، الامين العام يوسف العثيمين.
عدم كفاءة سياسة التفاوض والمساومة
في هذا الاجتماع الذي عقد بناء على طلب السلطة الفلسطينية وبدعوة من يوسف العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، وبمشاركة وزراء الخارجية وباقي المسؤولين السياسيين لأعضاء منظمة التعاون الاسلامي حضره مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية.
حيث جدد محسن بهاروند في كلمته التذكير بالموقف الثابت للجمهورية الإسلامية الايرانية تجاه الدفاع عن تطلعات فلسطين، ووجهة نظر الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن التهديدات الحالية للكيان الصهيوني ، والداعم الرئيس له اي أمريكا، والحل الفعال لتسوية هذه الأزمة القديمة في العالم الاسلامي.
وأدان بهاروند في كلمته بشدة ممارسات الكيان الصهيوني بإعلان تغيير عاصمته إلى القدس ، وإعلانه عن ضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة إلى أراضيه ودعم النظام الأمريكي لهذه الإجراءات. وقال، إن عدم فاعلية سياسة التفاوض والمساومة مع الصهاينة أمر مؤكد ، ومن الضروري جداً للمسلمين أن يفكروا بجدية في صياغة حل جديد حول فلسطين من أجل ضمان حق الفلسطينيين الطبيعي في تحقيق حقوقهم.
وأضاف، لقد اقترحت الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقيادتها مراراً وتكراراً الموافقة على إجراء استفتاء شامل بمشاركة جميع الفلسطينيين داخل فلسطين وخارجها مهما كانت الخلفية الدينية والسياسية. حان الوقت الآن للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لاتخاذ قرار يدعو الأمم المتحدة، باعتبارها المنظمة الدولية الرئيسة المسؤولة عن الحفاظ على السلام والأمن العالميين، إلى حل هذه المأساة القديمة في العالم المعاصر من خلال إجراء استفتاء في فلسطين.
البيان الختامي الذي يدين الكيان الصهيوني
دعمت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي ، في بيانها، قرارات القيادة الفلسطينية في مواجهة إجراءات الاحتلال الصهيوني، مشددة على أن تنفيذ هذه الإجراءات الإسرائيلية الأحادية من شأنه أن يقوّض أسس أيّ تسوية سياسية في إطار رؤية حل الدولتين.
وفي نهاية هذا الاجتماع ، تم اعتماد مشروع قرار في 15 فقرة تنفيذية تركز على إدانة الكيان الصهيوني بشدة بسبب خطته لضم أجزاء من الأراضي المحتلة ، واعتبرها انتهاكاً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي.
كما يدين البيان الكيان الصهيوني لفرض قيود وعراقيل على حصول الشعب الفلسطيني على الامكانات والمعدات اللازمة لعلاج وحماية انفسهم من المرض الذي يسببه فيروس كورونا. وتم التأكيد في هذا البيان ان منظمة التعاون الإسلامي ستتخذ الخطوات السياسية والقانونية اللازمة لمواجهة تهديدات الكيان الصهيوني.
وفي هذا السياق، اكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، رفض المنظمة لكل سياسات الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى تغيير الوضع الديمغرافي والجغرافي والقانوني للأرض الفلسطينية المحتلة منذ يونيو عام 1967، بما فيها القدس الشريف، ومحاولات إحكام سيطرتها وفرض سيادتها عليه، مشيراً إلى أن هذه الإجراءات الإسرائيلية مخالفة للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما فيها قرار مجلس الأمن الدولي 2334 لعام 2016.
الآمال تتضاءل بمنظمة التعاون الإسلامي
على الرغم من عقد الاجتماع الطارىء لمنظمة التعاون الإسلامي لمواجهة خطة الضم التي يتبعها الكيان الصهيوني ، فإن أداء هذه المنظمة طوال السنوات السابقة ، والذي لم يتجاوز اظهار المواقف وإصدار البيانات، ضاءل الآمال بفعالية هذه المنظمة وحمايتها لحقوق الفلسطينيين.
في الواقع ، ان نوعية أداء السعودية ، وخاصة في السنوات الأخيرة حيث حاولت استغلال استضافتها لمقر هذه المنظمة وسعت مراراً وتكراراً إلى إشراك هذه المنظمة في صراعاتها الإقليمية مع الدول الإسلامية الأخرى، واستخدم هذه المنظمة كأداة لتحقيق أهدافها ؛ قد تسبب في اشغال منظمة التعاون في الخلافات الداخلية وألّا تتمتع بالقدرة اللازمة للخطوات العملية.
بالإضافة إلى ذلك ، فإن المحاولات العلنية والسرية لبعض الدول العربية في المنطقة لتطبيع العلاقات مع كيان احتلال القدس قد وضعت مؤخرًا عقبة أخرى في طريق هذه المنظمة لكي تواجه في تحقيق أهدافها الأساسية ، خاصة في مواجهة توسع الكيان الصهيوني، مشكلات كبيرة في الضفة الغربية.
في الواقع إن هذه المنظمة التي تضم 57 دولة إسلامية لديها القدرة على مواجهة الصمت المهين لبعض الدول العربية التي تسعى إلى تطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني واتخاذ خطوات جادة وأساسية لتحقيق حقوق الفلسطينيين، وبالنظر إلى عراقيل السعودية ومحاولاتها للتأثير على المنظمة مع دول إسلامية أخرى في المنطقة، وكذلك نظرة النظام السعودي الاستغلالية للمنظمة. كل ذلك أدّى، في الواقع ، إلى أن تواجه منظمة التعاون مشكلات داخلية لتقليل قدرتها على حل الأزمات، وهذا الأمر بحدّ ذاته يضائل إلى حد كبير الآمال في أداء هذه المنظمة وتنفيذ مواقفها تجاه خطة الضم التي يتبعها الكيان الصهيوني.