الوقت-أعلنت البحرية الأمريكية يوم الجمعة أنها نشرت سفن حربية أمريكية في البحر الكاريبي، بما في ذلك يو إس إس ديترويت، ومدمرات أوراسيا لاسن، ويو إس إس بربل، وأوراسيان فاراغوت، بعد أن قال مسؤولون في البيت الأبيض أن ايران ارسلت خمس حاملات نفط باتجاه فنزويلا.
في حين أن هذه الناقلات تواصل طريقها إلى فنزويلا متجاهلة التهديدات الأمريكية. وعلى الرغم من أن البضائع تقدر بنحو 45 مليون دولار، إلا أن تحركات الناقلات امام أعين وسائل الإعلام العالمية قد شكلت تحديًا كبيرًا للهيمنة الأمريكية في أمريكا اللاتينية وأظهرت عدم اكتراث ايران بالعقوبات الأمريكية.
وتعكس وسائل الإعلام المهمة حول العالم وداخل الولايات المتحدة، ان تحركات هذه السفن، شكلت تهديدا وضغطا نفسيا شديدا للولايات المتحدة، وتنتظر وسائل الاعلام هذه نتيجة المغامرة الجديدة لإظهار القوة بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة والتي من شأنها ان تحمل رسالة أخرى تؤشر بنهاية نظام الاستكبار الأحادي القطب بقيادة الولايات المتحدة.
صدى تحركات ناقلات النفط في الاعلام العالمي
ذكرت صحيفة التايم الاسبوعية قبل ثلاثة أيام أن "ناقلات إيرانية تتجه إلى فنزويلا وسط العقوبات الأمريكية الشديدة". وكتبت الصحيفة "ليس من الواضح بعد ما سيكون رد الولايات المتحدة. حيث أصدرت وزارة الخارجية وخفر السواحل الأمريكي بيانًا مشتركًا يوم الخميس يحذر من حركة النقل غير المشروعة ومن تكتيكات التحايل على العقوبات من قبل بعض الدول، وخاصة إيران".
وذكر موقع المونيتور الإخباري، حول التهديد الايراني من التعرض لناقلات النفط، أن "المسؤولين الإيرانيين حذروا من أنهم سيردون على أي مضايقة وتعرض لناقلات النفط، وأن الولايات المتحدة ستكون مسؤولة عن العواقب". كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز بعد استدعاء السفير السويدي في ايران أنه "على عكس دعم حكومة الولايات المتحدة لخوان جيدو ومعارضين آخرين، فإن حكومة مادورو، بمساعدة حلفائها مثل إيران وروسيا وكوبا والصين، ظلت في السلطة واصبحت رمزًا لفشل ترامب".
من ناحية أخرى، بعد الانسحاب من الاتفاق النووي، واصلت الولايات المتحدة فرض عقوبات أحادية واسعة النطاق على إيران بكل قوتها. ويجب تحليل العلاقات بين إيران وفنزويلا، وخاصة فيما يتعلق بناقلات النفط الإيرانية التي تتجه نحو هذا البلد، في هكذا ظروف.
كما تناولت الجزيرة تفاصيل نقل البنزين بالناقلات من ميناء بندر عباس وقالت: هذه القضية تخلق فرصة لمواجهة جديدة بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة في الخليج، الذي شهد سلسلة من الأحداث المضطربة، والتي غالبا ما تتعلق بصناعة النفط، منذ العام الماضي."
ونقلت شبكة فوكس نيوز عن ترامب قوله ان "الناقلات الإيرانية تتحرك لإضعاف العقوبات الأمريكية على فنزويلا. وقبل ان تستعرض ردود فعل الولايات المتحدة على حركة الناقلات، تطرقت شبكة فوكس نيوز الى ردود فعل إيران المحتملة على أي هجوم وتعرض على ناقلات النفط ونقلت عن السيد ربيعي، المتحدث باسم الحكومة الايرانية قوله إن إيران ستعتبر ايقاف الناقلات بمثابة قرصنة وستظهر ردا حازما.
وقال رانجي رجا، خبير النقل الدولي لناقلات النفط، في حديث مع شبكة فوكس نيوز، إن رحلة الناقلات الطويلة من ميناء بندر عباس إلى الموانئ الفنزويلية لم يسبق لها مثيل. وأضاف "لم نر أي شيء من هذا المثيل سابقا وهي سابقة جديدة للجميع."
تحليل الصفقة بين الجمهورية الإسلامية وفنزويلا
كانت بعض وسائل الإعلام العالمية تتسائل عن نوع الوقود المُرسل وتفاصيل الصفقة بين إيران وفنزويلا، وحللت حركة الناقلات من هذا المنظور. وركزت الوسائل الإعلامية على الأبعاد الاقتصادية لحركة ناقلات النفط بالإعتماد على تصريحات ممثل الولايات المتحدة الخاص لشؤون فنزويلا إليوت أبرامز
وأوضحت بلومبرغ تفاصيل حركة ناقلات النفط، وقالت: "تلقت الجمهورية الإسلامية 9 أطنان من الذهب من فنزويلا في صفقة لتبادل الوقود مقابل الذهب، في الظروف التي تعاني منها ايران من عقوبات اقتصادية".
وذكرت صحيفة واشنطن بوست، معربة عن قلقها بشأن تصاعد التوترات بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة في ظل تفشي فيروس كورونا، أن "ارسال ناقلات نفط إيرانية باتجاه فنزويلا وحركة التجارة بين البلدين هي جزء من اتفاق أكبر بين البلدين، يتعلق بمواجهة العقوبات الأمريكية". "وقد قوبل ذلك برد فعل شديد من قبل المسؤولين الأمريكيين وايضا برد آخر من المسؤولين الإيرانيين."
وكتب موقع دويتشه فيله الألماني مقالا لشرح الأبعاد التجارية لحركة الناقلات وقال "على الرغم من أن فنزويلا تمتلك أكبر احتياطيات نفطية في العالم، إلا أنها تحتاج إلى البنزين ومنتجات أخرى مماثلة، وإيران ترسل الوقود ومنتجات بقيمة 42 مليون يورو لفنزويلا". ويؤكد دويتشه فيله أن مثل هذه التجارة بين إيران وفنزويلا لا تروق لمسؤولي البيت الأبيض.
يُظهر محتوى التقارير والتحليلات الصادرة عن وسائل الإعلام الرئيسية العالمية حول حركة الناقلات الإيرانية، أن هذه الدول تقيم رد الفعل المحتمل للولايات المتحدة على أنه ضعيف.
