الوقت - أفادت وسائل الإعلام الصهيونية مؤخراً أن الحزبين الرئيسيين في الأراضي المحتلة(حزب الليكود وتحالف أزرق أبيض)، توصلا إلى تفاهمات بشأن ضم أجزاء من الضفة الغربية.
وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة "القدس العربي" عن مصادر سياسية مطلعة قولها، إن مسؤولين فلسطينيين كبار وفي مقدمتهم "محمود عباس"، بادروا إلی الاتصال بالقادة العرب والدوليين منذ أواخر الأسبوع الماضي، بعد تلقّيهم معلومات دقيقة من بعض الأطراف، حول قرار نتنياهو ضم المستوطنات الصهيونية ومنطقة الأغوار إلى أراضي الأراضي المحتلة.
في غضون ذلك، اتصل "إسماعيل هنية" رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أيضاً برئيس الوزراء المغربي "سعد الدين العثماني" يوم الأحد الماضي، وناقش معه الخطة الصهيونية واجتماع اللجنة الأمريكية الإسرائيلية لضم أجزاء من الضفة الغربية.
وأشار هنية في هذا الاتصال إلى سياسة التهويد والاستيطان والغرامات الجماعية ضد سکان القدس، والتقصير بحق الفلسطينيين الذين يعيشون في هذه المدينة، وخاصةً في ظل انتشار كورونا.
كما دعا إلى نقل رسالته إلى ملك المغرب "محمد السادس" بوصفه رئيس لجنة القدس ومنظمة التعاون الإسلامي، للعمل الفوري مع جميع الأطراف، للکشف عن أبعاد المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
من ناحية أخرى، قوبلت محاولات الکيان الإسرائيلي لاستغلال كورونا، برد فعل من "أحمد أبو الغيط" الأمين العام لجامعة الدول العربية.
حيث بعث الأمين العام لجامعة الدول العربية رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ووزراء خارجية أمريكا وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين وألمانيا والممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، رداً على التحركات الأخيرة للکيان الإسرائيلي، محذراً من وضع الفلسطينيين بالنظر إلى انتشار کورونا.
وبحسب موقع "العهد"، فقد حذر في هذه الرسائل من النهج الخطير للصهاينة، وخاصةً حزب الليكود، إزاء إساءة استخدام الأوضاع العالمية بسبب تفشي کورونا وزيادة الاستيطان وفرض واقع جديد في فلسطين، وخاصةً في القدس الشرقية وحولها.
وأضاف أمين عام جامعة الدول العربية، أن الجهود التي يبذلها الحزب اليميني الإسرائيلي في خضم انخراط العالم في مواجهة جائحة كورونا، لتنفيذ خطط ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة وخاصةً في وادي الأردن، خطيرة جداً.
وشدد أبو الغيط على أن سياسات الکيان الإسرائيلي عرضت الوضع الهش والمتفجر الحالي للاستفزاز والخطر.
وفي النهاية، دعا السلطات المعنية إلى بذل قصارى جهدها لثني الکيان الإسرائيلي عن اتباع هذه السياسات الخطيرة، حتى لا يزداد الوضع سوءًا في فلسطين أو مخيمات اللاجئين.
وتأتي الجهود التي تبذلها الفصائل الفلسطينية المختلفة للتشاور مع مختلف الدول لمواجهة خطة الضم للکيان الإسرائيلي، في الوقت الذي تشير فيه بعض المصادر إلى أن رئيس وزراء الکيان يسعى من خلال هذا الإجراء لإرضاء المتطرفين اليمينيين في الأراضي المحتلة، خاصةً الآن حيث وافق على تشكيل الحكومة مع حزب أزرق أبيض بقيادة بيني غانتس.
وتزعم هذه المصادر أيضاً أن نتنياهو يسعى لضم بلدات ومنطقة الأغوار لإرضاء القوى اليمينية المتطرفة، لأنه قدم تنازلات سياسية لحزب أزرق أبيض في مناصب وزارية مختلفة. وتظهر التقارير أن بيني غانتس زعيم حزب أزرق أبيض، وافق على ضم مستوطنات الضفة الغربية مقابل الحصول علی تنازلات سياسية ومقاعد وزارية.
وبحسب قناة "العالم"، وفقاً لخطة رئيس وزراء الکيان الإسرائيلي، يُسمح للصهاينة ببناء آلاف الوحدات السكنية الجديدة في الضفة الغربية، وتصدر تحذيرات بمصادرة أراض جديدة من الضفة الغربية، دون إعطاء الحق في الاعتراض لأصحاب الأراضي، وذلك بحجة سيادة قانون الطوارئ بسبب انتشار كورونا، وفي الوقت نفسه يعمل الکيان الإسرائيلي على تدمير المزيد من المنازل وتنفيذ سياسة تدمير الحقول الزراعية الفلسطينية.
حتى الآن، حذر جميع المسؤولين الفلسطينيين وکل الفصائل من هذه التحركات المشبوهة للصهاينة، في خضم انشغال العالم بأزمة كورونا. وفي هذا الصدد، في واحدة من أهم ردود الفعل، عارض "محمود عباس" رئيس السلطة الفلسطينية بشدة ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 أو جزء منها، وشدد على أن الشعب الفلسطيني وقادته لن يسمحوا بحدوث مثل هذا الأمر، وأن خطة الکيان الإسرائيلي تنتهك القرارات الدولية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وهذه السياسة المدمرة والخطيرة لن تجلب الأمن والاستقرار.
كما تحدث "صاحب عريقات" أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزراء خارجية مصر والأردن والسعودية وألمانيا وعدد من المسؤولين الأجانب حول هذه المؤامرة الصهيونية، محذراً من تداعيات ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة على الأمن والاستقرار الإقليميين.
وكان إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، قد شدد من قبل على أن الشعب الفلسطيني سيستمر في الصمود والمقاومة والدفاع عن القدس والأراضي المحتلة.
بالنظر إلی الصراع العالمي مع فيروس کورونا والظروف غير المواتية للشعب الفلسطيني، الذي بالإضافة إلى المشاكل الصحية التي يواجهها بسبب الحصار الطويل، بات يعاني من مشاكل معيشية حادة أيضاً، وبالتزامن مع تحذير مبعوث الأمم المتحدة لغرب آسيا من أن السلطة الفلسطينية قد تنهار بسبب المشاكل المالية التي يسببها فيروس کورونا، يبدو أن الکيان الإسرائيلي رأى أن الظروف مناسبة لزيادة الضغط على الفلسطينيين، والسعي لإحياء جثة صفقة القرن مستغلاً فيروس کورونا!
هذا في حين أن صفقة القرن لم تُنفَّذ علی الأرض على الرغم من الدعم الأمريکي الكامل لها، والآن لن تسمح بتنفيذها أي من الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها فصائل المقاومة، وبالطبع أي عمل استفزازي من قبل الکيان الإسرائيلي سيقابَل برد فعل قاسٍ من هذه الفصائل، لأنها كانت قد أعلنت في السابق استعدادها لخوض حرب شاملة ضد الکيان رداً على خطة الضم هذه.