الوقت- نشرت مجلة اتلانتيك الأمريكية مذكرة للكاتب بيتر وينر ، العضو المخضرم في مركز الدراسات الأمريكي للأخلاقيات والسياسة العامة ، يقول فيها: ان ترامب هو في الأساس شخصًا غير لائق للرئاسة الجمهورية من الناحية العقلية أو الأخلاقية أو النفسية أو المزاجية.
وأضاف: "في رأيي ، هذه هي الاعتبارات الأكثر أهمية لاختيار رئيس الجمهورية ، لأنه من المتوقع جداً أن يواجه رئيس الجمهورية أزمة غير متوقعة ومثل هذه الظروف تأتي أهمية حكم الرئيس ادراكه وشخصيته وقدرته القيادية ، وإن المزيج السام بين الجهل ، والرعشة العاطفية ، والديماغوجية ، والسيطرة على النفس ، والانتقام التي تم جمعها في حضور ترامب لا تؤدي فقط إلى عدم كفاءة الإدارة الرئاسية ، ولكن يمكن أن تؤدي إلى كارثة وطنية ، وعليه فان دور دونالد ترامب كقائد عام لجميع القوى يجب أن يلقي الخوف والهلع في حياة كل أمريكي.
والآن بعد أن أنهى ترامب النصف الثاني من دورته الرئاسية الاولى ، ظهرت الأزمة على هيئة وباء متمثل في فيروس كورونا الذي اجتاح العالم في وقت قصير ، ولم يغرق أي رئيس جمهورية في مثل هذه الأزمة كما غرق دونالد ترامب في أزمة فيروس كورونا.
وفي جزء آخر من تقريرها ، انتقدت المجلة الأمريكية بشدة عدم كفاءة ترامب قائلة: ان رئيس الجمهورية وإدارته هم المسؤولون عن الأخطاء الفادحة والمكلفة ، وخاصة الفشل في إنتاج أجهزة تشخيص كورونا في الوقت المناسب ، وقرار اجراء الاختبار على عدد محدود من الناس ، والتأخير في نشر الاختبارات خارج مركز السيطرة والوقاية من الأمراض والأوبئة ، بالإضافة الى المشاكل التي ظهرت مؤخراً والمرتبطة بسلسلة التأمين الصحي.
جعلتنا هذه الأخطاء غير مدركين لما يدور حولنا ، فقد خلقوا في الأسابيع المهمة والمصيرية إحساسًا زائفًا بالأمان ، وما نعرفه الآن هو أن فيروس كورونا انتشر وتفشى بهدوء لعدة أسابيع ، ولم نلاحظ ذلك خلال هذه الفترة ولم نفعل شيئًا لوقفه ومنع انتشاره ، وكان من الممكن أن تبطئ الجهود المبذولة لاحتواء الفيروس تقليل انتشاره في مرحلة مبكرة ، ولكننا فوتنا هذه الفرصة.
وجاء في جزء آخر من التقرير ، ان جيريمي كانينديك ، الذي ساعد في الإشراف على الاستجابة الدولية لتفشي فيروس إيبولا في إدارة أوباما ، وهو عضو بارز في مركز التنمية العالمية ، قال في حديثه مع صحيفة واشنطن بوست حول أزمة كورونا: "لقد أضاعوا الفرصة ، ولا يمكن تعويض الفرص الضائعة ، وإذا أردنا إلقاء اللوم على شخص ما ، فإن اللوم يقع على إدارة البيت الأبيض الضعيفة والمضطربة وعدم إدراكهم لعمق وحجم الكارثة."
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع ، اعترف أنطوني فاوتشي ، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية ، الذي اكتسب شهرة خلال الأزمة الحالية بأنه شخص صادق ، قال خلال ادلاء شهادته امام الكونغرس أن الولايات المتحدة الامريكية لا تزال لا تملك أجهزة تشخيص كافية للكشف عن فيروس كورونا. واضاف "يجب ان نعترف اننا فشلنا ، وإن القدرة على إخضاع الجميع للاختبار ليس بالسهولة التي يفعلها الناس في البلدان الأخرى".
ويسرد كاتب التقرير إخفاقات ترامب والحكومة الأمريكية قائلاً: نحن نعلم أيضًا أن منظمة الصحة العالمية لديها مجموعات تشخيص وأجهزة كشف فعالة رفضت الولايات المتحدة قبولها ، بالإضافة إلى ذلك ، حاول الباحثون في مشروع سياتل إجراء اختبارات مبكرة لفيروس كورونا ، لكن السلطات الفيدرالية منعت ذلك. (بعدها قرر الأطباء المشاركون في المشروع في النهاية إجراء الاختبارات دون موافقة السلطات الفيدرالية).
لكن هذا ليس كل شيء ، فعلى ما يبدو أن رئيس الجمهورية تجاهل التحذيرات المبكرة بشأن شدة تفشي الفيروس وغضب من مسؤول في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الذي أكد تفشي الفيروس في فبراير. وقد قامت إدارة ترامب بحل مكتب الصحة العالمية التابع لمجلس الصحة الوطني ، الذي تم إنشاؤه لمواجهة الأوبئة العالمية ؛ ونحن الآن ندفع ثمن هذه الأعمال.
وتشير أتلانتيك لأكاذيب ترامب قائلةً: ان تضليل رئيس الجمهورية والكذب بشأن فيروس كورونا أمر صادم ، حيث انه ادعى أن الفيروس تم احتواؤه في الولايات المتحدة في الوقت الذي كان فيه الفيروس ينتشر وبكثرة ، بالإضافة الى انه ادعى قائلاً "لقد هزمنا الفيروس" لكن لم يكن الأمر كذلك ، وادعى أن أجهزة كشف الفيروس متاحة ومتوفرة في البلاد ، لكنها لم تكن كذلك ، وادعى أن فيروس كورونا سيختفي في نهاية المطاف خلال يوم واحد "معجزة" ، لكن ذلك لم يحدث ، وزعم أن اللقاح سيكون جاهزًا في غضون شهر ، لكن فوسي قال إن اللقاح لن يكون جاهزًا لمدة عام آخر أو حتى أكثر.
وقد أدت هذه الأمور مجتمعة إلى فشل كبير في القيادة والتي نتجت عن خلل كبير في الشخصية ، لقد اعتاد ترامب على الكذب لدرجة أنه لم يعد قادرًا على قول الحقيقة ، حتى عندما تكون الحقيقة في صالحه ، إنه غريب الأطوار وقصير النظر وغير حاذق لدرجة أنه لا يستطيع حتى التفكير أو التخطيط للحظة واحدة في المستقبل إنه مثير للانقسام ومتناقض لدرجة أنه فقد منذ فترة طويلة قدرته على توحيد الناس تحت أي ظرف من الظروف ، بالإضافة الى إنه نرجسي وعديم التفكير لدرجة أنه لا يمكنه أبدًا التعلم من أخطائه ، إن شخصية الرئيس المضطربة منعته من التعامل مع الأزمة مثل أي رئيس آخر ، مع بعض الاستثناءات ، ما يقوله ترامب ليس عديم الجدوى فحسب ، بل ضار أيضًا.
لقد لاحظ الناس هذا الامر ويعتبرونه مجرد متفرج ، حيث كتب بيتر بيكر وماغي هوبرمان من صحيفة نيويورك تايمز: "في غياب أي تعليمات أو خطة واضحة من الرئيس ، فإن من بادر باغلاق الأعمال في البلاد هم في الواقع مديري المدارس ورؤساء الاتحادات الرياضية ورؤساء الكليات والمحافظين وأصحاب الأعمال في جميع أنحاء البلاد".
وأضافت المجلة بالقول: لقد بدأ دونالد ترامب بالسقوط من أعيننا شيئاً فشيئاً ، فربما يكون فيروس كورونا نقطة التحول في رئاسة ترامب ، وبالنظر إلى أن الأمور تغيرت ، فلا يمكن إنكار جهل الرئيس الخامس والأربعين وغبائه وسماجته ، إنها حقيقة تجريبية لا يمكن الجدل حولها مثل القوانين العلمية أو المعادلات الرياضية.
وختمت المجلة تقريرها بالقول : استغرق الأمر وقتًا أطول من المتوقع ، لكن الشعب الأمريكي يدرك الآن ما هي عملية الاحتيال الكامنة وراء الكواليس ، فالرئيس غاضب من أن القناع قد سقط من على وجهه وسيكون أكثر إلحاحًا ومرارةً وغير متوازن ، وقد تستمر حكومته السير في نهجها بالقوة ، لكنها فارغة كلياً من الداخل ، فقد انتهى أمر ترامب.