الوقت- أشار "رضا ميرابيان" الخبير في شؤون غرب آسيا إلی المكالمة الهاتفية لولي عهد أبو ظبي مع بشار الأسد بعد 9 سنوات من الحرب على سوريا، وتعبيره عن التضامن مع الشعب السوري في مكافحة تفشي فيروس کورونا، وقال: بدأت علاقة الإمارات بسوريا منذ حوالي عامين، كما رأينا افتتاح سفارتهم في دمشق، ثم حاولوا أحيانًا تكوين بعض العلاقات.
وذکر أن سياسة الإمارات تجاه سوريا تتماشى مع السياسة المصرية، وأضاف: إن أحد أهم أسباب هذا التشارك في المواقف بين مصر والإمارات، والذي ظهر في التقارب مع سوريا، هو معارضتهم القوية للإخوان المسلمين.
وتابع قائلاً: في ظل الظروف الحالية، حيث تدعم تركيا التيارات الإخوانية والحرکات الإرهابية في سوريا، تحاول مصر والإمارات العربية المتحدة وفي سياق معارضة الإخوان المسلمين، اتباع سياسة التقارب من سوريا.
تعديل مواقف الإمارات تجاه سوريا واليمن
هذا المحلل في شؤون غرب آسيا، وفي إشارة إلى تصريحات ولي العهد أبو ظبي بأن سوريا لن تُترك لوحدها في الوضع الصعب الحالي، وکذلك تغريدة ولي عهد أبوظبي بهذا الصدد، قال: إن موضوع التعاون والمساعدة في مكافحة مرض کورونا، كان ذريعةً لهم ليتعاطفوا مع سوريا وإرسال المساعدة إلی هناك؛ وإلا فقد بدأ هذا التغيير في سياسة الإمارات تجاه سوريا منذ فترة طويلة، حيث بعد سلسلة من الأحداث في المنطقة بشكل عام، قام الإماراتيون بإجراء تغييرات في سياستهم الخارجية، بما في ذلك قضايا اليمن.
وحول بعض التحليلات بأن هذه المکالمات يمكن أن تكون مقدمةً لعودة سوريا إلى الجامعة العربية، أکد ميرابيان قائلاً: العلاقات السورية العربية تعتمد على التطورات المستقبلية في المنطقة، لأن الإماراتيين والمصريين ليس لديهم القرار المستقل لاستعادة علاقاتهم مع سوريا، وهم يعرفون أنهم قد يواجهون ضغوطًا أمريكيةً.
وتابع: في الوضع الحالي، يحاولون تعديل بعض سياستهم تجاه سوريا في ضوء ما حدث في السنوات الأخيرة، ولكن إلى أي مدى يمكن أن تتغير هذه العلاقات بشكل جذري وجوهري، فهذا يعتمد على التطورات المستقبلية وكيفية تواجد الولايات المتحدة في سوريا.
ليس لدى السوريين شرط لتحسين العلاقات مع الدول العربية
وفي إشارة إلى تصريحات وزير الخارجية الإماراتي الذي وصف اتصال محمد بن زايد آل نهيان بالرئيس السوري بشار الأسد بالشجاعة، واستعداد السوريين لنسيان الماضي وبناء الثقة بين العرب وسوريا، قال الخبير في تطورات غرب آسيا: في الوضع الحالي، كلا الجانبين يبحثان عن أقصى قدر من المصالح. كما أن الشعب السوري ليس لديه تحفظات حول تحسين العلاقات مع الدول العربية والإمارات وحتى مع السعودية. لكن شريطة أن لا يکون تحسين العلاقات السياسية مقدمةً لبدء تدخل جديد في سوريا وخلق استفزازات جديدة.
الضغوط الأمريكية تعيق تحسين العلاقات العربية السورية
وأضاف ميرابيان: لقد أظهر السوريون أنه ليس لديهم تحفظات على تحسين العلاقات مع الدول العربية من حولهم. لكن من السابق لأوانه الحكم على ما إذا كان هذا سيعيد سوريا إلى المجتمع العربي. لأنه يبدو أن الأمريكيين لا يريدون ذلك، وهم يضغطون على السوريين حتى لا يعودوا إلى الحضن العربي.
الدول العربية ستقبل النظام السوري في النهاية
وأكد الخبير في شؤون غرب آسيا: يجب أن يوضع في الاعتبار أن الدول العربية قد قبلت النظام السوري في نهاية المطاف. لقد اعترفوا بأن الوضع الحقيقي لبشار الأسد اليوم ليس کوضعه قبل عام أو قبل عشر سنوات أو خمس سنوات. في الواقع، في الوضع الحالي تسيطر الحكومة السورية على 90٪ من الأراضي السورية وتعزز سيادتها، والآخرون هم الذين يجب أن يأتوا إلى سوريا، وليس أن تعود سوريا إليهم.
وأضاف: في الواقع، هذه الخطوة الإماراتية لوحظت أيضًا في سياسات المصريين والدول العربية الأخرى. حتى السعوديين أنفسهم بدأوا مفاوضات سرية مع السوريين، لكنهم قوبلوا باعتبارات أمريكية، ويبدو أن المحادثات قد توقفت في الوقت الحالي. ربما السعوديون أنفسهم على استعداد لتغيير سياستهم تجاه سوريا، ولكن من الطبيعي أن تكون لديهم قيود، والضغوط الأمريكية لا تسمح لهم باتخاذ قرارات مستقلة.