الوقت-اتخذت شرائح مختلفة في العراق، في الآونة الأخيرة، من البرلمان العراقي إلى الأحزاب والتيارات والشخصيات السياسية، وكذلك المسؤولين الحكوميين، مواقف حازمة من العدوان الأمريكي الارهابي ضد قوات الحشد الشعبي وعدوانهم العلني على مدينة كربلاء المقدسة، المواقف التي تشير الى تقدم عملية طرد الأمريكيين من الأراضي العراقية.
وبناء على ذلك، بدأ العد التنازلي لطرد القوات الأمريكية من الأراضي العراقية بعد الحماقات التي ارتكبوها في العراق وضد الحشد الشعبي.
وفي هذا الصدد، شددت كتائب حزب الله العراقية على ضرورة أن تعمل فصائل الحشد بجد لطرد قوات الاحتلال الأمريكية من البلاد. وأكدت الكتائب: خلال الهجمات الأمريكية على البوكمال وجرف النصر ومناطق أخرى، لم يصب مقاتلونا بالأذى. وإن استمرار هذه الجرائم يجب التصدي لها بعد انتهاك المجال الجوي العراقي وذلك لمنع العدوان الأمريكي.
من جهته أكد النائب حسن سالم، أن العمليات العسكرية الأمريكية في العراق هي إعلان حرب على العراق.
وأضاف إن "الأمريكيين استهدفوا مواقع قوات الأمن العراقية". وقال "لدينا معلومات تشير إلى أن الأمريكيين يسعون لإضعاف الحشد الشعبي والاستعداد لإعادة تنظيم داعش إلى العراق". مشيرا الى إن "الشعب العراقي يرحب بأي عملية ضد الجيش الأمريكي".
في حين رد رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي هو الآخر على الاعتداءات الأمريكية. وفي هذا الصدد، قال إن الهجمات الأمريكية على معاقل الحشد الشعبي هي انتهاك واضح للسيادة الوطنية العراقية. وشدد الحلبوسي على أن استهداف مطار كربلاء لا تفسير له سوى انتهاكٌ للسيادة العراقية الوطنية.
وقال رئيس البرلمان العراقي "يجب على الحكومة العراقية منع العدوان الأمريكي من خلال تنشيط الخيار الدبلوماسي في المحافل الدولية، بما في ذلك مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. كما استدعت وزارة الخارجية العراقية السفير الأمريكي لدى البلاد احتجاجا على الاعتداءات الأخيرة لواشنطن.
كل هذه التطورات وردود الفعل تشير إلى عزم مختلف الطبقات العراقية، من البرلمان إلى الحكومة ومختلف الأحزاب والشخصيات السياسية، لتسريع طرد القوات الأمريكية من البلاد. ولم يتصور الأمريكيون، قبل فعلتهم الغبية هذه في كربلاء وتجاه قوات الحشد الشعبي، أن تكون لعملياتهم مثل هذه العواقب.
لكن الاعتداء العسكري الأمريكي على العراق لا ينتهي عند هذا الحد، حيث قصف الأمريكيون أيضًا المطار المدني قيد الإنشاء في كربلاء. وفي أعقاب هذا الإجراء الأمريكي الوحشي، أعلنت العتبة الحسينية المقدسة عن قرارها بمقاضاة الحكومة الأمريكية في المحاكم الدولية. وقالت العتبة الحسينية في بيان لها ان الضربة الجوية على مطار كربلاء كانت عدوان صارخ لا مبرر له. ودعت العتبة جميع وسائل الإعلام المحلية والأجنبية لتوثيق هذا العدوان والإبلاغ عن حجم الخسائر لمطار كربلاء المدني". كما جاء في بيان العتبة الحسينية أن المطار مدني بالكامل وأن العتبة الحسينية المقدسة، تشرف على عملية البناء إلى جانب العديد من الشركات العراقية، كما ان العاملين في المطار هم مدنيون عراقيون.
الحقيقة هي أن اختيار موقع جغرافي معين من قبل الأمريكيين لشن هجمات عليه، أي كربلاء ومطارها قيد الإنشاء، لا يمكن أن يكون بلا معنى وهدف. إن اختيار هذا الموقع الجغرافي "كربلاء" الذي يعتبر أحد الرموز المقدسة في العراق، يهدف في الواقع إلى إهانة هذه المقدسات. وبهذه الطريقة، حاول الأمريكيون إيصال رسالة للعراقيين بأن مقدساتهم لا تحظى بأي احترام عندهم.
وبما ان هذا المطار قيد الإنشاء هو تحت إشراف العتبة الحسينية المقدسة وان العتبة بدورها ترتبط بالمرجعية الشيعية العليا في النجف الأشرف، فمن الواضح تمامًا أن الإرهابيين الأمريكيين لديهم نية خبيثة لانتهاك مقدسات العراق ومقام المرجعية الرشيدة من خلال اختيار مدينة كربلاء المقدسة موقعا لإعتداءاتهم..
كل هذه الاعتداءات لم ترتقِ لإدانتها من قبل بعض الشخصيات العراقية التي لم تشجب حتى الآن الاعتداء الإرهابي الأمريكي، الأمر الذي دفع فصائل المقاومة للمطالبة بأن تتخذ جميع الشخصيات السياسية العراقية موقفا واضحا ضد الأعمال العدوانية التي ارتكبها الأمريكيون.
على أي حال، يدرك الأمريكيون جيدًا أن الحشد الشعبي قد لعب دوراً مهماً وبارزاً ومؤثراً في مكافحة الإرهاب في العراق، وبالتالي فإن استمرار وجوده في العراق قد يكون مصدراً للعديد من الإنجازات والنجاحات في المستقبل. لذلك، بذلوا قصارى جهدهم لضرب هذه المؤسسة المقاوِمة .
وعلى الرغم من هذه الجهود التي تبذلها أمريكا، لكن يبدو أن سلسلة إجراءات بغداد الرسمية والعلنية ضد الأمريكيين، فضلاً عن قرار الحكومة العراقية بتقديم شكوى ضد واشنطن في المحافل الدولية، هي مقدمة لتسريع طرد الإرهابيين الأمريكيين من البلاد وفق قرار البرلمان العراقي بخروج قوات التحالف.