الوقت- تعتبر الامارات احد حلفاء امريكا وسوقا للاسلحة الامريكية وهي تبحث عن الامن في ظل الوجود الامريكي لكن الامارات قامت مؤخرا بمغامرات عسكرية في ليبيا واليمن كما انها تبذل جهودا لكي يكون لها دور في المواجهة مع ايران، وهكذا بات الاماراتيون يخدمون الاهداف الامريكية في المنطقة على حساب امن واستقرار المنطقة وشعوبها.
وتشعر الامارات دوما بأن هناك خطراً يهددها لأن نظام الحكم في هذا البلد هو نظام ملكي يفتقد للتأييد الجماهيري كما تعاني الامارات التي تعتبر دولة صغيرة من عدم وجود عمق استراتيجي لها ولذلك تشعر بالخطر من الدول الكبيرة المجاورة لها مثل ايران والعراق لكن هذا الشعور سببه التهويل الامريكي والغربي من وجود خطر ايراني او ما شابه ذلك وهذا التهويل هو ما يدفع الامارات وباقي دول مجلس التعاون الى عقد اتفاقيات عسكرية مع القوى الاجنبية.
وقد تسبب الخوف الاماراتي والخليجي من الاتفاق النووي بين ايران والغرب في دفع الامارات وباقي دول مجلس التعاون الى البحث عن ضمانات امنية جديدة مثل شراء المزيد من الاسلحة وطلب زيادة الجنود الامريكيين الموجودين على اراضيها.
وتخشى الامارات ايضا من وصول رياح الثورات العربية الى اراضيها حيث ان غالبية سكان الامارات هم من الاجانب الذين يشكون من مضايقات كثيرة تحدث ضدهم ولذلك نرى ان حكام الامارات يبحثون عن الأمن في عقد صفقات جديدة ومعاهدات عسكرية جديدة مع الامريكيين، ويوجد حاليا 1300 جندي امريكي في الامارات وهناك ايضا قاعدة الظفرة الجوية الاماراتية التي اصبحت قاعدة للطائرات الامريكية والطائرات الامريكية من دون طيار.
وتعتبر الامارات حلقة من حلقات الدرع الصاروخي الامريكي في المنطقة وقد اشترت ابوظبي الكثير من الانظمة والمعدات الامريكية لهذا الغرض فيما يعلم الجميع ان هدف امريكا من نشر شبكات الدفاع الجوي والدرع الصاروخي في المنطقة هو حماية الكيان الاسرائيلي امام ايران، وقد اتخذ الامريكيون قطر مركزا لقيادة المنظومات المضادة للصواريخ المنتشرة في المنطقة ولذلك اشترت الامارات منظومة ثاد الامريكية المضادة للصواريخ الى جانب منظومة باتريوت 3.
ويدخل موضوع المواجهة مع ايران في صلب العقيدة العسكرية للامارات في حين تصرف دول مجلس التعاون اموالا طائلة على التسليح بمعدل 9 اضعاف ما تصرفه ايران كما ان الميزانية العسكرية للامارات هي ضعف الميزانية العسكرية لايران.
ان الطموحات العسكرية الاماراتية قد دفعت هذا البلد نحو التدخل العسكري في ازمات المنطقة وقد رأينا كيف كانت الامارات هي السباقة لفتح جبهة حرب في مدينة عدن اليمنية كما ارسلت الامارات 16 طائرة حربية الى ليبيا لفرض منطقة لحظر الطيران ودعم قوات خليفة حفتر، وفي البحرين ايضا تتدخل القوات الاماراتية الى جانب القوات السعودية لمنع انتصار الحراك الجماهيري وذلك في اطار قوات درع الجزيرة.
وصرفت الامارات 23 مليار دولار في العام الماضي لشراء الاسلحة من الخارج وهي الرابعة في العالم في هذا المجال بعد السعودية والهند والصين، ويبلغ عدد القوات العسكرية الاماراتية 51 الف شخص ثلثهم من الاجانب كما تسعى الامارات الى بناء وشراء سفن حربية جديدة لضمها الى اسطولها البحري من اجل مواجهة الخطر الايراني المزعوم، اما القوات الجوية الاماراتية فهي تعتبر قوية نظرا لوجود عدد لا بأس بها من طائرات اف 16 وميراج في هذه القوات كما تصرف الامارات اموالا طائلة لشراء انظمة الدفاع الجوي وزوارق الدوريات البحرية وطائرات من دون طيار والاقمار الاصطناعية التجسسية كما تجري الامارات مناورات حربية مشتركة مع الامريكيين والفرنسيين بشكل مستمر لكن تبقى مشكلة الامارات الاساسية هي قلة عدد الكوادر الوطنية المتخصصة في المجال العسكري.
ان السياسات الاماراتية الخاطئة تجاه ايران وتجاه الأزمات المندلعة في المنطقة قد دفعت الامارات نحو الارتماء في احضان الامريكيين والغربيين وتبديد الثروات الوطنية للشعب الاماراتي الذي اصبحت بلاده من البلدان التي تشن حروبا بالنيابة عن امريكا في المنطقة ولذلك ينتظر المراقبون حدوث أزمات كبيرة في الامارات في المستقبل بسبب اتباع هذه السياسات.