الوقت- في اطار مساعيها لحل الأزمة السورية قررت روسيا مؤخراً ارسال قوات ومعدات عسكرية الى هذا البلد حسبما ذكرت بعض وسائل الاعلام الاقليمية والدولية.
فعلى الرغم من امتناع موسكو منذ بداية الأزمة عن المشاركة في العمليات العسكرية، إلا أنها قررت مؤخراً إنشاء لجنة عسكرية روسية - سورية مشتركة، وأرسلت العديد من المستشارين العسكريين لهذا الغرض خلال الاسابيع الماضية. ويعكف الخبراء العسكريون الروس حالياً على جمع العديد من المعلومات التي تسمح بدراسة امكانية نشر قوات دولية تحت رعاية الأمم المتحدة.
وكانت دمشق قد تسلمت في الأيام الأخيرة ست مقاتلات روسية من طراز (ميكويان - غوريفيتش ميغ 31). وتسليم هذا الصنف من الطائرات الاعتراضية، وهو الأفضل عالمياً، لا يقع في نطاق قرار حظر الأسلحة على سوريا.
ووفقا لتقارير سابقة جرت محادثات روسية سورية لبيع دمشق مجموعة من الطائرات المقاتلة من طراز ميغ 29، وطائرات تدريب من طراز ياك 130، والتي يمكن أيضا أن تكون بمثابة طائرات هجومية.
من جانبه أعلن مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأمريكية أن روسيا قامت بتسليم وحدات إسكان مؤقت ومركز متنقل للمراقبة الجوية لمطار قرب مدينة اللاذقية الساحلية. وأضاف هذا المسؤول أن الروس قدموا أيضا طلبات لدول مجاورة للسماح بتحليق رحلات جوية عسكرية روسية.
من جهتها ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) نقلاً عن مسؤولين أمريكيين أنه على الرغم من عدم وجود ما يشير إلى اعتزام روسيا إرسال قوات برية ضخمة، فإن وحدات الإسكان يمكن أن تؤوي نحو ألف مستشار عسكري وأفرادا آخرين، وأن يصبح المطار القريب من اللاذقية مركز إمداد أو نقطة انطلاق لغارات جوية روسية.
وكشف تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت "الاسرائيلية عن استعدادات روسية لارسال قوة كبيرة الى سوريا لمساعدة القوات السورية في التصدي لتنظيم "داعش" الارهابي وما يسمى "جبهة النصرة"، واكتسب هذا التقرير أهمية لكونه تزامن مع تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن الرئيس السوري بشار الاسد رئيس شرعي، والجيش السوري هو القوة الفاعلة على الأرض لمحاربة "داعش".
وقالت الصحيفة إن طيارين روساً سيصلون الى سوريا في الأيام القليلة المقبلة، وسوف تنطلق مقاتلات القوات الجوية الروسية وطائرات الهليكوبتر الهجومية ضد تنظيم "داعش" وباقي الجماعات الارهابية في سوريا.
ونسبت الصحيفة الى دبلوماسيين غربيين أن قوة التدخل السريع الروسية وصلت فعلاً الى سوريا وأقامت معسكراً في قاعدة جوية تسيطر عليها القوات السورية، مرجحة استخدام القاعدة التي تقع في منطقة محيطة بدمشق مقراً روسياً، على أن يصل في الاسابيع المقبلة آلاف العسكريين الروس، بينهم مستشارون ومدربون وعاملون في الخدمات اللوجيستية والكوادر الفنية وأعضاء في قسم الحماية الجوية وطيارون.
من جانبه ذكر موقع "فولتيرنت" الاخباري أن روسيا سترسل اسطولاً من الهليكوبترات الهجومية اضافة الى مقاتلات وآلاف المستشارين والمدربين العسكريين لمساعدة سوريا في القضاء على الجماعات الارهابية.
وقبل بضعة أيام أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده تقدم دعما عسكريا ملحوظا لسوريا، ولكن من السابق لأوانه الحديث عن استعداد روسيا للمشاركة في عمليات عسكرية ضد تنظيم "داعش" الارهابي.
في هذه الاثناء أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو لا تقبل مطالبة رئيس النظام السوري بشار الأسد بالرحيل كشرط مسبق لتسوية الأزمة، مؤكداً أن الموقف الروسي من تسوية الأزمة السورية لم يتغير وهو يكمن في ضرورة أن يقرر الشعب السوري مستقبل بلاده على أساس بيان جنيف دون أية تدخلات خارجية.
في غضون ذلك أبلغ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف أن واشنطن تشعر بقلق عميق بسبب التقارير التي تتحدث عن أن موسكو تتجه نحو تعزيز عسكري كبير في سوريا يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه يهدف إلى تعزيز حكم الرئيس بشار الأسد، فيما استبعد "جيفري وايت" المحلل العسكري في "معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى" تدخلاً عسكرياً روسياً مباشراً في سوريا، وإن رجح زيادة التدخل الروسي غير المباشر في النزاع.