الوقت- في جريمة اسرائيلية جديدة لا تقل بشاعة عن سابقاتها، اختطف عدد من المتشددون الصهاينة طفلاً فلسطينياً في الثامنة من عمره الاسبوع الماضي وقاموا بعد ذلك بقتله وإلقاء جثته في القمامة، والغريب في الامر أنه بعد مرور عدة أيام على هذه الجريمة البشعة قامت "تل أبيب" باجبار الكثير من وسائل الاعلام على التكتم على هذه الجريمة البشعة وعدم نشر تقارير حولها.
وفي تفاصيل هذه الجريمة البشعة قالت وسائل الاعلام المحلية الفلسطينية إن الطفل "قيس أبو رميلة" البالغ من العمر ثماني سنوات، لقي مصرعه الاسبوع الماضي وتم العثور على جثته صباح يوم السبت الماضي في مجمّع لمياه الأمطار في "بيت حنينا" بالقدس المحتلة وفي اليوم نفسه، شيّعت الجماهير الغفيرة في المسجد الأقصى، جثمان الطفل "أبو رميلة".
لقد أعادت هذه الجريمة التي قام بها عدد من المتشددين الصهاينة بحق الشهيد الطفل "قيس أبو رميلة"، الذي وجد مرمياً في بركة مياه تجمع للأمطار في القدس المحتلة، أعادت الذاكرة الى حادثة جريمة احراق الطفل "محمد أبو خضير" الذي كان يبلغ من العمر 16 سنة والتي وقعت في عام 2014، على يد مستوطنين صهاينة في القدس أيضاً وتقاطعت الحادثتان عند يد اجرامية واحدة اسرائيلية، حيث فُقد أثر الطفل "أبو رميلة" ذي الثماني سنوات ليلة الجمعة الماضي، بعدها كشف عن مكانه، إذ وجد ميتاً تحت لوح خشبي، في تجمع للأمطار في "بيت حنينا" المقدسية. وبعد محاولات مستمرة من الطواقم الطبية لإنقاذه سرعان ما فارق الحياة.
وحول هذا السياق، حمّل "عدنان غيث" محافظ مدينة القدس الشريف، الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية قتل الطفل "أبو رميلة"، وشكر أهالي القدس الذين خرجوا من جميع الأحياء للبحث عن الطفل المفقود، بشكل دفع الاحتلال للجنون والاعتداء عليهم ونصب الحواجز العسكرية في محيط المدينة المقدسة. ولقد خلقت هذه الجريمة البشعة بحق الطفل "أبو رميلة" حالة من الذهول ومن الأسى بعد معرفة مصيره وتجمّد جسده الطري في مياه الأمطار.
ومن جانبها قامت "رشيدة طليب"، وهي نائبة ديمقراطية أمريكية فلسطينية عن ولاية "ميشيغن" الأمريكية وواحدة من بين مشرعتين اثنتين فقط تدعمان حركة المقاطعة المناهضة لإسرائيل، بإعادة نشر تغريدة للمسؤولة الفلسطينية الكبيرة، "حنان عشراوي"، التي نشرت تغريدة اتهمت فيها المستوطنين الإسرائيليين باختطاف الطفل الفلسطيني "قيس أبو رميلة" البالغ من العمر ثماني سنوات والاعتداء عليه والإلقاء به في بئر، وقالت عشراوي "القلب يتحطم". ولكن القنصل العام الإسرائيلي في نيويورك "داني ديان"، هاجم "طليب" لنشرها ما وصفها بأنها "فرية دم" وكتب "ديان" على حسابه في تويتر: "أبدي دائما حذرا شديدا في انتقاد مسؤولين أمريكيين منتخبين. لكن عندما يقوم مسؤول أمريكي منتخب بإعادة نشر فرية دم لا أساس لها من الصحة ضد الإسرائيليين اليهود، لا يمكنني البقاء صامتا، وهذا ما فعلته عضو الكونغرس رشيدة طليب".
وفي صعيد متصل، حمّل بيان صادر عن الحراك الوطني الاجتماعي في القدس البلدية وسلطات الاحتلال المسؤولية عن وفاة الطفل "أبو رميلة". وقال الحراك في بيانه إن "بلدية الاحتلال و سلطاته في القدس تتحمل كامل المسؤولية عن وفاة الطفل قيس أبو رميلة بسبب تركهم مجمع مياه عميق وخطير من دون تغطيته، أو ضمان أي احتياطات للسلامة العامة، وخاصة أنه يقع في منطقه حيوية مزدحمة بها مجمعات تجارية وملاعب ومدارس للأطفال وعمارات تجارية قريبة". وتساءل الحراك: "كيف تترك مجمع بهذه الخطورة بدون تغطية أو سياج حديدي يضمن عدم وقوع أي طفل فيه، خاصة أن جميع الأطفال يمرون من هناك؟ هذا إهمال لأن المنطقة عربية، ولو كان سكانها يهودا لما أهملت البلدية إجراءات السلامة".
في السياق نفسه أكدت لجان المقاومة في فلسطين أن هذه الجريمة التي قام بها عدد من المتشددين اليهود في حق الطفل "أبو رميلة" تعتبر عملية إرهاب منظم يكشف عن همجية وإجرام المستوطنين الصهاينة. وقالت لجان المقاومة في تصريح مقتضب أن هذه الجريمة النكراء صفعة في وجه دعاة التهدئة في القدس المحتلة فالعدو الصهيوني يمارس التهويد والإقتحام والتدنيس للمسجد الأقصى والقتل بدم بارد وما يتم من جرائم صهيونية في القدس تتم برعاية رسمية من حكومة الإرهابي "نتانياهو" . ودعت لجان المقاومة إلى استمرار الإنتفاضة الشعبية في القدس المحتلة ومحاصرة المستوطنين في مستوطناتهم ومنعهم من التحرك في شوارع القدس رداً على استمرار عمليات تدنيس المقدسات والتنكيل بالمواطنين وصولاً لجريمة قتل الطفل "أبو رميلة".
وبدوره أدان "نبيل أبو ردينة" الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية هذه الجريمة، معتبراً أن مثل هذه الحوادث البشعة ما كانت لتحدث لولا إصرار الحكومة الإسرائيلية على الاستمرار في قتل أبناء الشعب الفلسطيني الاعزل، معتبراً ان صمت المجتمع الدولي على مثل هذه الجرائم وإفلات الإرهابيين من العقاب أدى إلى حدوث مثل هذه الجريمة وجريمة حرق الطفل "محمد أبو خضير". وهنا تجدر الاشارة إلى سلطات الاحتلال الاسرائيلية عمدت خلال الايام الماضية الى اتباع إجراءات مشددة في القدس تحسباً لأي احتجاجات على مقتل الطفل "أبو رميلة"، حيث أغلقت شرطة الكيان الصهيوني معظم أبواب المسجد الأقصى، ومنعت الرجال الذي تقل أعمارهم عن 50 عاماً من دخول المسجد، ونصبت الشرطة الحواجز الحديدية على أبواب الأقصى التي مازالت مفتوحة وهي باب الأسباط وحطة والمجلس والسلسلة.
الجدير بالذكر أن صور الطفل "أبو رميله" ذا الثماني سنوات ملأت مواقع التواصل الاجتماعي وتوقف كثيرون عند صورة له تعود الى شهر فبراير الماضي، عندما ارتدى زي الصحافة وحمل مكرفوناً وآلة تصوير وكان وقتها مبتسماً ينتظر المستقبل والمهنة التي يحب ممارستها عندما يكبر، لكن سرعان ما تحوّل الطفل الصغير الذي ينضح حيوية الى خبر جريمة يرتكبها الإحتلال، وتنشره الصحافة ووكالات الأنباء العالمية وهذا الأمر أثر في كثير من الناشطين الذي بكوا بحسرة مقتل الطفل المقدسي الذي كان يريد أن يصبح صحفياً ينشر جميع الجرائم الوحشية التي يقوم بها الجنود الصهاينة في حق أبناء جلدته وفي وقتنا الحالي يبدو أن الوضع في مدينة القدس الشريف أصبح على فوهة بركان وينذر بانتفاضة جديدة، فالحادثة الجديدة جاءت بعد ساعات من نشر مواقع يهودية متطرفة تهديدات بقتل العرب في القدس، تقول "الموت سيصل أطفالكم"، وهذه الجريمة ليست هي الجريمة الاولى بحق الاطفال المقدسيين.