الوقت- استضافت تركيا خلال الأيام القليلة الماضية، اجتماعاً إقليمياً للبرلمانات الآسيوية. فبالتزامن مع انعقاد ذلك الاجتماع قام وفد برلماني إيراني برئاسة رئيس البرلمان، بزيارة تركيا أيضاً وخلال تواجده في مدينة أنطاليا بوصفها المدينة المضيفة لاجتماع جمعية البرلمانات الآسيوية شارك الوفد في هذا الاجتماع الإقليمي المهم. ولكن كيف تشكلت جمعية البرلمانات الآسيوية وما هي أهميتها بالنسبة لإيران؟
التحول من "رابطة البرلمانات الآسيوية من أجل السلام" إلى "جمعية البرلمانات الآسيوية"
لأول مرة، وبمبادرة من برلمان بنغلاديش، تم عام 1999 عقد اجتماع باسم "رابطة البرلمانات الآسيوية من أجل السلام (AAPP)" في دكا. وبعد ذلك على التوالي، عقد الاجتماع الثاني في كمبوديا عام 2000 ، والاجتماع الثالث في الصين عام 2002 ، والاجتماع الرابع في الفلبين عام 2003 ، والاجتماع الخامس في باكستان في عام 2004 ، والاجتماع السادس في تايلاند في عام 2005 ، والاجتماع السابع في طهران عام 2006.
وفي اجتماع طهران، تمت الموافقة على اقتراح مجلس الشورى الإسلامي لتغيير النظام الأساسي واسم الرابطة وأصبحت جمعية البرلمانات الآسيوية. ومنذ ذلك الوقت، عقدت جمعية البرلمانات الآسيوية حتى الآن 11 اجتماعاً، كان آخرها في شهر ديسمبر في تركيا. ففي اجتماعات الجمعية بالإضافة إلى خطابات رؤساء وفود الدول وتقرير الأمين العام ، يتم تقديم تقارير اللجان الدائمة وقراراتها المقترحة والموافقة عليها وفي النهاية تتم تلاوة البيان الختامي للجمعية ويتم الموافقة عليه كبيان ختامي.
وفي الوقت الراهن، تعتبر جمعية البرلمانات الآسيوية أكبر جمعية بعد جمعية البرلمانات الدولية، حيث تضم 56 برلماناً، 42 منها عضو دائم و 14 دولة عضو مراقب.
أهمية "جمعية البرلمانات الآسيوية بالنسبة لإيران"
إيران هي إحدى الدول التي لها دور مهم للغاية في تشكيل جمعية البرلمانات الآسيوية ، وكما ذكر سابقاً، تم بناءً على اقتراح إيران تغيير رابطة البرلمانات الآسيوية من أجل السلام (AAPP)" إلى جمعية البرلمانات الآسيوية. وبدأت بلعب دور لها كمؤسسة أكبر في المنطقة.
لذلك من الطبيعي ، بالنظر إلى دور إيران في تطوير وتعزيز هذه الجمعية، أن تكون طهران قد اخذت بعين الاعتبار أهمية مزدوجة لهذه المؤسسة الإقليمية. اذ ان زيارة الوفد البرلماني الإيراني للمشاركة في اجتماع الجمعية في تركيا تؤكد أيضاً على أهمية "جمعية البرلمانات" بالنسبة لإيران.
من جهة أخرى، بالنظر إلى حجم وتطور "جمعية البرلمانات"، تتمتع هذه المؤسسة الإقليمية بقدرات كبيرة على التقارب والتعاون الإقليمي. خاصة وأن هذه المؤسسة الدبلوماسية الإقليمية تعتبر مؤسسة آسيوية ويمكنها بالتالي أن تلعب دوراً مهماً في تعزيز التعاون الإقليمي وحتى السياسي والأمني في الدول الآسيوية.
كما أن المؤسسات الدبلوماسية الآسيوية وبسبب طبيعتها غير الغربية تتمتع دائماً بشكل طبيعي بالقدرة الكبيرة على مواجهة الأحادية للسياسات الغربية والأمريكية، وبالتالي لا يمكن تجاهل قدرة "جمعية البرلمانات" كمؤسسة إقليمية في مواجهة الأحادية الغربية والأمريكية.
وفي الوقت نفسه، ربما تكون إحدى أهم قدرات "جمعية البرلمانات" هي لعب دور هذه المؤسسة الإقليمية في تعزيز العلاقات التجارية للدول الأعضاء. لذلك، في الاجتماع الأخير للجمعية في تركيا، تم التأكيد على التنمية الاقتصادية للدول الأعضاء وعنونت الغرض الرئيس للاجتماع. ففي هذا السياق، يعتبر تقوية الروابط الداخلية والاقتصادية للدول الآسيوية من خلال "جمعية البرلمانات" أداة مناسبة في مواجهة الهيمنة الاقتصادية الأمريكية ، وفي حال تعزيز التعاون الاقتصادي والعلاقات الاقتصادية بين الدول الأعضاء، يمكن أن نشهد تشكيل مؤسسات اقتصادية متخصصة أخرى بين البلدان الآسيوية تعمل تابعة لـ "جمعية البرلمانات الآسيوية".
بناء على ذلك، في ضوء اهتمام وتركيز الاجتماع الأخير لجمعية البرلمانات الآسيوية على التنمية الاقتصادية للدول الأعضاء، يمكن لإيران أن توفر أرضية مواجهة الاحادية الأمريكية من خلال تعزيز هذه الروابط الاقتصادية والتجارية، وفي الواقع وفرت أرضية ابطال تأثير عقوبات واشنطن الاحادية عبر تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدول الآسيوية. العقوبات التي تم تشديدها خلال العام الماضي من قبل أمريكا، فعلى الرغم من أن هذه العقوبات لم تتمكن حتى الآن من تحقيق النتائج المرجوة منها، إلا أن ايران في الوقت الراهن ستكون قادرة أكثر من أي وقت مضى على تخفيف وطأة تلك العقوبات من خلال تعزيز روابطها الاقتصادية مع الدول الآسيوية.