الوقت- وقفت حركة المقاومة اللبنانية "حزب الله" إلى جانب الحكومة والشعب السوري منذ الأيام الأولى لاشتعال فتيل الأزمة في هذا البلد وتدفق مئات الإرهابيين التكفيريين إلى عدد من المدن والقرى والبلدات السورية.
كما قدّمت حركة المقاومة اللبنانية آلاف الشهداء دفاعاً عن المقدسات الدينية ومنعاً للجماعات التكفيرية من الوصول إلى ضريح السيدة "زينب" عليها السلام.
معركة مدينة "القصير"
بدأ الوجود الرسمي والواسع النطاق لمقاتلي المقاومة في الحرب السورية في معركة مدينة "القصير"، وفي معركة كبرى، نجح مقاتلو "حزب الله" في شهري مايو ويونيو عام 2013، من تحرير مدينة "القصير" التي كان يسيطر عليها 2000 إرهابي وذلك بعدما تمكّن مقاتلو المقاومة من تنفيذ هجوم مفاجئ من جبهتين مختلفتين بين الحدود اللبنانية وداخل الأراضي السورية.
وفي هذه المعركة، قُتل أكثر من 600 إرهابيين في تلك المدينة، وبموافقة من قيادة المقاومة، تم نقل إرهابيين آخرين من تلك المدينة إلى مدينة "حمص" مع أفراد عائلاتهم.
يذكر أنه مدينة "القصير" كان يبلغ عدد سكانها حوالي 35 ألف نسمة قبل اندلاع الحرب الأهلية فيها، لكن يقال إن عدد السكان في هذه المدينة في الوقت الحالي يبلغ حوالي ألف شخص فقط، وذلك لأن معظم سكانها أجبروا على الفرار من جحيم الحرب إلى مخيمات اللاجئين في لبنان وتركيا.
ووفقاً لبعض المصادر الإخبارية، فلقد استشهد حوالي 114 من مقاتلي "حزب الله" خلال معركة مدينة "القصير".
أشهر شهداء حزب الله في سوريا
من بين شهداء حزب الله في الحرب السورية، كان هناك عدد من كبار قادة الحركة، وهنا سوف نقدم نبذة بسيطة عن بعضهم:
الشهيد مصطفى بدر الدين
كشفت العديد من المصادر الإخبارية، بأن القيادي العسكري البارز في حركة المقاومة اللبنانية حزب الله، "مصطفى بدر الدين"، استشهد في اعتداء إسرائيلي استهدف مقر إقامته قرب مطار دمشق الدولي في 13 مايو 2016، وفي ذلك الوقت أصدر "حزب الله" اللبناني بياناً قال فيه إنه "وبعد حياة حافلة بالجهاد والأسر والجراح والإنجازات النوعية الكبيرة، يختتم السيد ذو الفقار حياته بالشهادة، ويلتحق بقافلة الشهداء القادة رضوان الله عليهم، ومنهم رفيق دربه وجهاده وحبيب عمره الشهيد القائد الحاج عماد مغنية".
و"مصطفى بدر الدين" قيادي بارز في حزب الله اللبناني، يعتبر من الأسماء المؤسسة للحزب، اتهم بتنفيذ تفجيرات في الكويت ولبنان، وأسس حزب الله بالعراق و"بدر الدين" أيضاً عضو بمجلس شورى حزب الله، ورئيس وحدة العمليات بالخارج، وبعد مقتل مغنية اعتبر رقماً عسكرياً مهماً لحزب الله، ومستشاراً للأمين العام حسن نصر الله.
ويُعد "مصطفى بدر الدين" أيضاً من قيادات حزب الله التي فرضت عليها أمريكا عقوبات.
وفي سياق متصل، ذكرت بعض المصادر الميدانية بأن "بدر الدين" قال قبل شهور من استشهاده: "لن أعود من سوريا إلا شهيداً أو حاملاً راية النصر".
وبالفعل عاد "بدر الدين" شهيداً ملتحفاً راية النصر الذي أسّس له عبر جهاده المرير في مواجهة الجماعات التكفيرية في سوريا والتي تشكّل رأس الحربة في المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة.
وبعد حياة حافلة بالجهاد والأسر والجراح والإنجازات النوعية الكبيرة يختتم السيد "ذو الفقار" حياته بالشهادة، ويلتحق بقافلة الشهداء القادة (رضوان الله عليهم)، ومنهم رفيق دربه وجهاده وحبيب عمره الشهيد القائد الحاج عماد مغنية (رحمه الله).
الشهيد سمير القنطار
أعلن حزب الله استشهاد عميد الأسرى اللبنانيين السابق في الكيان الإسرائيلي "سمير القنطار" بغارة إسرائيلية استهدفت مبنى سكنياً بمدينة "جرمانا" في ضواحي دمشق حيث أدّت إلى وقوع شهداء وجرحى آخرين.
وكانت وسائل إعلام سورية قد أعلنت في ساعة مبكرة من فجر يوم الأحد الموافق 20 ديسمبر/كانون الأول عام 2015 أن عدداً من الصواريخ أصابت مبنى في منطقة "جرمانا" بالعاصمة السورية دمشق ما أدّى إلى سقوط عدد من الضحايا.
هذا ونعى "بسام القنطار" شقيق الأسير المحرر "سمير القنطار" عبر تغريدة في صفحته الخاصة على موقع "تويتر"، وقال: "بعزة وإباء ننعي استشهاد القائد المجاهد سمير القنطار ولنا فخر انضمامنا إلى قافلة عوائل الشهداء بعد 30 عاماً من الصبر في قافلة عوائل الأسرى".
الشهيد علي فياض
كان الشهيد "علي فياض"، المعروف باسم "أبو العلا"، أحد قادة "حزب الله" البارزين وفي فبراير 2016 استشهد هذا البطل بعد دخوله في اشتباكات عسكرية مع إرهابيين من تنظيم "داعش" على طريق "خناصر".
وفي ذلك الوقت، كان طريق "خناصر-عطرية – حماة" هو الطريق الوحيد الذي يربط مدينة حلب بوسط سوريا وكان ذا أهمية كبيرة.
يذكر أن الشهيد "فياض"، المعروف أيضاً باسم "الحاج علاء"، قاتل لسنوات طويلة للدفاع عن الإسلام والمسلمين في البوسنة ضد الجيش الصربي العنصري.
الشهيد حسن حسين الحاج
ذكرت حركة المقاومة اللبنانية "حزب الله"، أن القيادي في الحزب "حسن حسين الحاج" الملقب "بأبو محمد الإقليم" قد استشهد في إدلب شمالي سوريا في اكتوبر 2015، ويعتبر الحاج من القياديين الميدانيين لحزب الله في سوريا وعمل على مقاتلة المجاميع المسلحة والإرهابية هناك.
ولقد جاء هذا الإعلان عن استشهاد "الحاج" فيما تشارك المقاومة الإسلامية في عمليات واسعة النطاق ضد المجاميع المسلحة والإرهابية في سوريا بالتزامن مع شنّ جيش هذا البلد عملية برية بغطاء جوي روسي ضد هذه المجموعات.
الشهيد حسن علي جفال
ذكرت العديد من المصادر الإخبارية بأن الشهيد "حسن علي جفال"، قائد قوات النخبة بحزب الله اللبناني، استشهد على أيدي قوات الجماعات الإرهابية في سبتمبر/أيلول 2015 بمدينة الزبداني المحاذية للحدود السورية مع لبنان، وذلك في هجوم مسلّح أدّى لاستشهاد خمسة عناصر آخرين لـ"حزب الله".
وكانت قوات النخبة ذات التدريب القتالي العالي قد استدعيت إلى الزبداني بعد عجز القوات العسكرية السورية عن السيطرة عليها.
ويعتبر الشهيد "حسن جفال" سابع شهيد في سوريا من بلدة عبا، وهو مدرس مادة الكيمياء في ثانوية المصطفى في النبطية.
الشهيدان الإخوة
ذكرت العديد من المصادر الإخبارية بأن القيادي في حزب الله اللبناني "غسان فقيه"، استشهد في منطقة القلمون في ريف دمشق قرب الحدود مع لبنان في يونيو/حزيران 2015، ولفتت تلك المصادر بأن أخوه القيادي "جميل فقيه" نال الشهادة بعده في ريف إدلب.
حادثة منطقة مزرعة الأمل الواقعة في مدنية القنيطرة
في عام 2014 شنّت "إسرائيل" غارة على سيارتين في ريف القنيطرة واغتالت قائدين في حزب الله وعدداً من جنود المقاومة وكان "جهاد معنية" ابن القائد العسكري العام السابق لحزب الله "عماد مغنية" الذي اغتالته "إسرائيل" في دمشق قبل أعوام، من بين أولئك الشهداء، وفي هذا السياق أعلن حزب الله اللبناني أنه أثناء قيام مجموعة من مجاهدي حزب الله في تفقّد ميداني لبلدة مزرعة الأمل في القنيطرة السورية تعرّضت لقصف صاروخي من مروحيات العدو الصهيوني ما أدّى إلى استشهاد عدد من الإخوة المجاهدين. وأوضح الحزب أن ستة من عناصر حزب الله، بينهم القائد العسكري البارز "محمد عيسى"، أحد مسؤولي ملفي العراق وسوريا، ونجل الحاج "عماد مغنية"، استشهدوا في تلك الغارة الإسرائيلية.
الشهيد محمد أبو عيسى إلى جانب أسرته