في حوار أجراه موقع "الوقت" التحليلي -الإخباري مع القيادي البارز والكاتب وأمين السر المساعد في حركة "فتح – الانتفاضة"، السيد أبو فاخر عدلي الخطيب.
تمّ التطرّق إلى أسباب ودوافع وخفايا نيّة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس زيارة سوريا ورغبته بلقاء الرئيس السوري بشار الأسد. فكان لنا الحوار التالي..
الوقت : لماذا ينوي محمود عباس زيارة الرئيس السوري بعد كل تلك المدة من الغياب أو ما سماه البعض بالقطيعة؟
أبو فاخر الخطيب :- أعتقد أن الإجابة على هذا السؤال هي عند السيد عباس، وفي كل الأحوال أن تأتي الزيارة متأخرة أفضل من ألّا تأتي أبداً .
منذ فترة طويلة والحديث يدور حول زيارة رئيس السلطة الفلسطينية إلى دمشق وبالتأكيد كان التوقيت بالنسبة للسيد عباس خاضعاً لاعتبارات عديدة ربما لم تنضج حين ذاك، ولو لم يكن هناك عوائق ومؤثرات خارجية لجاءت الزيارة أبكر بكثير من هذا التوقيت.
الأمر الثاني: لا أعتقد أنه كان هناك قطيعة، فهناك مبعوثون للسيد عباس طالما زاروا سوريا في السنوات السابقة والتقوا مسؤولين سوريين على مختلف المستويات، وأبواب دمشق كانت ومازالت دوماً مفتوحة لمن يطرقها .
الوقت :- هل هناك مصلحة مرجوّة لمحمود عباس من زيارته لسوريا ولماذا اتخذ القرار في هذا التوقيت بالذات؟
أبو فاخر : بلا شك أن السيد محمود عباس يعيش في أزمة كبيرة وهي متعددة الجوانب وإن كان أخطرها عليه محاولات التدخل الخارجي للنيل من شرعيته وإيجاد البدائل عنه، ومن هنا لقد كان يسعى السيد محمود عباس باستمرار في كل نشاط له وكل زيارة لأن يكرس نفسه أنه الرئيس الشرعي .
أما بالنسبة لسوريا فلم تدخل في هذا البازار، ولم تلجأ لمثل هذه الألاعيب، وموقف سوريا من قضية فلسطين كان على الدوام موقفاً مبدئياً يقوم على أن قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة، وتدعو باستمرار لتوحيد الصف الفلسطيني وبناء الوحدة الوطنية الفلسطينية، ولم تذهب يوماً لخلخلة الصف الفلسطيني أو إضعافه أو شراء الذمم والضمائر، أو فرض الحلول على الشعب الفلسطيني فكانت دوماً سنداً وداعماً للشعب الفلسطيني ونضاله المجيد .
الوقت :- هل هذه الزيارة تنطوي وراء خلافات بين محمود عباس والسعودية والإمارات، أو إنه حصل على الضوء الأخضر منهما؟
الخطيب :- نحن حركة يهمها بالأساس أن تكون العلاقات الفلسطينية السورية، علاقات ذات طبيعة مبدئية وليست قائمة على المناورات، وليست رد فعل على موقف سلبي أو معادٍ من هذا الجانب أو ذاك، وإذا كان هناك خلافات بين السيد عباس ودولتي السعودية والإمارات وهي في كل الأحوال موجودة ومعلوم أن هذين البلدين هم جزء من صفقة القرن، ويقومون بالتطبيع مع العدو الصهيوني وصولاً لبناء تحالفات عسكرية وأمنية مع الكيان الصهيوني في مواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
كما أنّ تحصين الساحة الفلسطينية يكون من خلال بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية وحل أزمة العمل الوطني الفلسطيني، والعمل الجاد على إزالة كل عوامل الانقسام وبالتالي العمل على إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، هذا هو الرد الطبيعي على كل من يستهدف الساحة الفلسطينية أو أي مؤسسة فلسطينية.
الوقت : هل تعزي سبب زيارة رئيس فلسطين لسوريا، إلى انتصار سوريا في حربها ضد الإرهاب أم إنها بسبب صفقة القرن وتبعاتها على وحدة الصف الفلسطيني والقضية الفلسطينية ككل؟
أبو فاخر : - بلا شك إن سوريا المنتصرة في حربها على الإرهاب، ومحور المقاومة المنتصر في هذه الحرب الضارية يشكلان قلعة راسخة عصيّة على الإخضاع والتطويع، وسوريا بانتصارها في هذه الحرب التي تعرّضت لها تشكّل عامل دعم ومساندة للشعب الفلسطيني بل لكل قوى المقاومة والتحرر في أمتنا العربية، إن انتصار هذا المحور يفتح الباب واسعاً لكل قوى المقاومة والتحرر في أمتنا بأن تواصل نضالها مستندة إلى محور مقاومة منتصر تشكّل سوريا ركيزته الأساسية ورافعة نهوض أمتنا، ولقد بات واضحاً أن محور المقاومة منتصر، ويشكّل كتلة قوية متراصّة تردع العدو، بل تشكل معول هدم لمخططاته ومشاريعه الاستعمارية بما في ذلك مشروع صفقة القرن.
الوقت : ماهي رؤيتكم حول تطور العلاقات السورية الفلسطينية، وهل لهذه الزيارة تبعات عملية على تطور هذه العلاقة ؟
أمين السر المساعد للحركة: من جانبنا نرى أنّ العلاقات الفلسطينية السورية علاقات قائمة وقوية ومعمّدة بالدم ولم تنقطع يوماً، وهي علاقات راسخة وصلبة، أما إذا كان المقصود علاقة سوريا برئيس السلطة وبقيادة "منظمة التحرير الفلسطينية" راهناً، فنحن من جانبنا نرى أن هذه العلاقات ينبغي أن تبتعد كل البعد عن الطابع البروتوكولي، وفي حال تمّت هذه الزيارة فإننا نتطلع أن تحمل مضامين زيارة لبلد مقاوم ولقيادة مقاومة ولبلد منتصر في مقاومته، وأن تجد الساحة الفلسطينية كلها أنها أمام تطوّر نوعي من موقف قيادة المنظمة ورئيسها باتجاه سوريا، وأن تؤسس لمراجعة عميقة ومتعددة الجوانب لكل ما حملته المرحلة السابقة من تباينات واختلافات وخلافات وتؤسس لصفحة جديدة لهذه العلاقات تعطي الشعب الفلسطيني بارقة أمل أنه ليس لوحده في معركة المصير التي يخوضها.