الوقت- "هل النساء العازبات أكثر سعادة؟" كان هذا عنواناً لبيان صحفي نشره قسم اللغة الفارسية التابع لقناة "بي بي سي" البريطانية منذ بضعة أيام، ولقد نشر هذا البيان أيضاً في صفحات الانستغرام الخاصة بالقناة، وذلك لكي ينتشر على نطاق واسع ويصل إلى الملايين من الناس داخل المملكة البريطانية وخارجها، وفي بداية الأمر كان يعتقد الكثيرون بأن هذا البيان جاء كخلاصة لمقالة بحثية ولكنه عند التركيز على محتوى هذا البيان، يتبيّن لنا بأن هذا البيان ليس مجرد بحث استقصائي، وإنما هو عبارة عن نقطة البداية لتحقيق هدف طويل الأجل يأتي تحت مسمى "الحدّ من زواج السكان الناطقين باللغة الفارسية والعربية".
ولقد كشف هذا السيناريو الإخباري الذي جاء تحت عنوان "هل النساء العازبات أسعد من المتزوجات؟"، أن النساء غير المتزوجات والنساء بلا أطفال هن الأسعد، ولربما قبل كنّا نشك في الأمر لكن العلم اليوم يدعم هذا الرأي.
إذ أكد خبير السعادة البارز وأستاذ العلوم السلوكية في كلية لندن للاقتصاد "بول دولان"، أن النساء غير المتزوجات، هن أكثر سعادة وصحة، بينما الرجال يستفيدون من الزواج لأنهم يصبحون أكثر استقراراً وهدوءاً.
وأوضح "دولان"، أن السبب الرئيس وراء تعاسة النساء بعد الزواج، يكمن في المسؤوليات المنوطة بهنّ والضغوط النفسية التي تتعرّضن لها جراء هذه المسؤوليات والأعباء التي تثقل كاهلهن.
ويرجّح خبير السعادة البارز أن تعيش هذه الفئة أكثر من أقرانهن المتزوجات واللائي ينشغلن بتربية الأطفال، وفقاً لخبير بريطاني بارز في السعادة.
وأشار وفق ما ذكرت صحيفة "ذو غارديان" البريطانية إلى أن مستويات السعادة ترتفع لدى الرجال المتزوجين مقارنةً مع النساء المتزوجات اللواتي ترتفع لديهن نسبة الإصابة بالأمراض النفسية والجسدية، بعد سنوات من الزواج؛ فيما هناك بعض الفوائد المالية والصحية للزواج بالنسبة للرجال والتي قد تنجم عن ارتفاع الدعم العاطفي والنفسي.
وكشف هذا البيان الإخباري بأن تجربة العديد من السيدات الآسيويات والمسلمات من أفغانستان وباكستان أكّدت فوائد عدم الزواج، وهذه هي الطريقة التي يسعى من خلالها الغرب للتشجيع ضد الزواج. وبطريقة ما، تحدّث هذا البيان الإخباري بأن الفتيات الافغانيات كشفن عن فوائد الطلاق.
وفي جزء آخر من هذا المقال، تم تشجيع النساء والفتيات على عدم القبول بالزواج، والتركيز على إهانة الشخصية الوجودية للإناث والمطالبة بالتوقف عن إنجاب الأطفال.
وحول هذا السياق، تطرق كاتب هذا المقال بالقول، "علينا جميعاً أن نقف معاً لدعم الفتيات اللائي يجدن أنفسهن مجبورات على إنجاب الأطفال وإرضاء الآخرين، ونؤكّد لهنّ بأنه يجب عليهن الإيمان بقوتهن وإرادتهن".
لكن النقطة الجديرة بالملاحظة هي أن شبكة "بي بي سي" بذلت الكثير من الجهود لثني الشباب الناطقين بالفارسية، بمن في ذلك الأفغانيين والطاجيك والإيرانيين عن الزواج، وتأتي هذه المحاولات البريطانية من أجل خفض معدلات الزواج، والحد من الإنجاب، وفي النهاية تقليل عدد السكان في الدول الآسيوية، وخاصة في إيران، في حين أن الحكومة البريطانية ودول أوروبية أخرى تقدّم الكثير من التسهيلات المتنوعة لتشجيع الشباب الأوروبيين على الزواج وإنجاب المزيد من الأطفال.
تشجيع الحكومة البريطانية لزيادة إنجاب الأطفال في بريطانيا
منذ عام 1990، تم إطلاق خطط حوافز الزواج في أوروبا، خاصة عقب انخفاض عدد الزيجات في تلك الدول، وزيادة معدلات الطلاق وبموجب هذا المخطط، تم توفير العديد من التسهيلات المالية، وتم خفض الضرائب، وتم تخصيص أموال خاصة للأزواج الشباب من أجل تشجيعهم على الزواج.
إن السبب الرئيس لمنح هذه الخدمات جاء من أجل رفع القيم العائلية وتقليل عدد الأطفال الذين تم إنجابهم خارج إطار الزواج.
وبالإضافة إلى ذلك، كان انخفاض معدلات الزواج في بريطانيا في السنوات الأخيرة مصدر قلق لسلطات البلاد، وقبل ثلاث سنوات، قال "ديفيد كاميرون"، رئيس وزراء بريطانيا: "إن الأسرة تعتبر أساس المجتمع، ومن أجل تشجيع الناس على الزواج، سوف نقوم بإعفاء الزوجين من الضرائب".
ومن ناحية أخرى، تعدّ قضية الإنجاب واحدة من أهم القضايا لدى الحكومة البريطانية، ولهذا فلقد وفّرت الحكومة البريطانية الكثير من الحوافز التي تشجعهم على الزواج وإنجاب الكثير من الأطفال، وقدّمت لهم العديد من الامتيازات والمبالغ المالية وفرص العمل والرعاية الاجتماعية ووفقاً لخطط تشجيع الإنجاب، يمكن للأمهات العاملات الحصول على إجازة أمومة لمدة 52 أسبوعاً لولادة طفلهن، ويمكنهن أيضاً الاستفادة من جميع المزايا الوظيفية والترقيات أثناء الإجازة.
من ناحية أخرى، تقدّم الحكومة البريطانية للوالدين مجموعة متنوعة من الخدمات، بما في ذلك توفير الكثير من الإمكانات الترفيهية للوالدين أثناء فترة دراسة أطفالهم، وتوفير تكاليف تربية الطفل وتكاليف الدراسة.
على الرغم من اعتماد الحكومة البريطانية للكثير من الخطط لتشجيع المواطنين البريطانيين على الزواج، وإنجاب الاطفال، نرى بأن هذه الحكومة الأوروبية تبذل الكثير من الجهود لخفض معدل الزواج بين الشباب في البلدان الأخرى، بما في ذلك الدول الإسلامية وإيران.