الوقت- تأخر الزواج أو العنوسة كما يصطلح عليها البعض هي وصول الفتيات والشباب لسن معينة دون أن يتزوجوا، وتختلف هذه السن بحسب العرف بين دولة وأخرى، إلا أن الشائع أن هذا المصطلح خاص بالنساء وواقع الأمر أنه يصح على كلا الجنسين، أما أسباب هذه الظاهرة فسنعرضها لكم توالياً:
أسباب العنوسة
التعليم
عادة الشباب وخاصة الإناث عندما يخوضون في التعليم يؤجلون فكرة الزواج لكي يتاح لهم إكمال دراستهم إن كانت الجامعية أو العليا من ماجستير ودكتوراه، وبعد أن تنتهي الدراسة ترفض الفتيات عادة الزواج ممن هو أقل منها مستوى إن في درجة التعلم أو المكانة العلمية، لمخاوف عندها كعدم الانسجام أو ظلمه لها أو خوفاً من غيرته وقمعه لتفوقها ونجاحها، وفي الطرف الآخر يتجنب كثير من الشبان الفتيات المتعلمات خوفاً من تعاليهن عليهم، وطبعاً هذا أمر غير مبرر ولا محبب أخلاقياً ودينياً.
الأسباب الاقتصادية
أسباب إقتصادية كالبطالة وغلاء الأسعار وتكاليف الزواج المرتفعة والمهر العالي وغيرها من عوائق تعتبر مشاكل إقتصادية تؤدي بشكل مباشر إلى تأخير الزواج لسن متأخرة، وهذه الأسباب باتت شائعة بشكل كبير في مجتمعاتنا، وتقف عائقاً وعبئاً كبير على كل ساع للزواج وخاصة الشبان الذين عادة ما يتكفلون بمصاريف كهذه.
الهجرة
يترك الكثير من شبابنا بلدانهم سعياً للعمل أو التعلم أو هرباً من الحروب والأوضاع الاقتصادية والأمنية المتردية، وغالبية هذه الفئة تستقر في الخارج ولا تعود فيتزوجون بأجانب لقلة الترتيبات والتكاليف في تلك البلدان، أو بهدف الحصول على جنسية تلك البلدان.
الإنحراف
العلاقات غير الشرعية والإنحراف المستشري يعد سبباً رئيسياُ في في تأخير الزواج عند الشباب، فبات بإمكان الشباب إقامة علاقات غير شرعية خارج إطار الزواج. بالإضافة إلى هذه الأمور هناك أمر آخر مؤثر وهو الغزو الثقافي الذي بات يؤثر بشكل مباشر في أسلوب حياة شبابنا إن في اللباس أو الكلام أو الإختلاط والصداقة بين الشاب والفتاة وغيرها من أمور، وطبعاً كشرقيين عندما يصل الأمر للزواج فالشاب سيبتعد كل البعد عن فتاة بهذه المواصفات والعكس صحيح، ما يجعل الإحتمالات أمامهم قليلة نوعاً ما.
سوء سمعة الأسرة
إن أداء الأسرة إجتماعياً والسمعة التي تتسم بها في المحيط والبيئة التي تعيش فيه يشكل عاملاً أساسياً ومؤثراً في إقدام أي شاب على الزواج من فتاة ما، فالعرف في معظم بلداننا يربط الفتاة وتربيتها بجو وسمعة العائلة التي تربت فيهاـ وطبعاً لا أسس أخلاقية أو دينية لهذه المسألة فالدين مثلاً يقول: لا تزر وازرة وزر أخرى.
المبالغة في الصفات المطلوبة
يرسم الكثير من شبابنا إناثاً وذكوراً طموحات وتوقعات للشريك المستقبلي مما يجعلهم يستبعدون الكثير من الخيارات المتاحة لهم، أو ترفض الفتيات الكثير من المتقدمين لخطبتها فهي تريد الوسامة بمعدل خيالي والغنى كذلك و..، في المقابل الشاب قد يضع مواصفات خيالية للشريك المستقبلي، علماً أن لا أسس دينية لذلك فمعظم الأديان تدعو إلى أخذ الأخلاق كمعيار أساسي في قبول الشريك وهو ما ورد في حديث الرسول (ص) حين قال: (إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فزوجوه إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ".
الأهل
يستغل الكثير من الأهل بناتهم وشبابهم فيدفعونهم نحو تأخير زواجهم رغم وجود الزوج او الزوجة المناسبين، وذلك لأسباب كثيرة كإرتباطهم العاطفي الكبير بأولادهم، أو كي يستطيعوا أن يحصوا على مهر اعلى من تزويج ابنتهم، أو الاستفادة من مدخول أبنائهم المالي في حال كان يعمل، وطبعاً هذه المسألة تعتبر مخالفة للقيم المجتمعية والأخلاق والتعاليم الدينية كذلك.
الأعراف والمواصفات المثالية
تحول بعض الاعراف الإجتماعية دون تزوّج بعض الفتيات أو الشبان، فمثلاً الزواج من غير الأقارب أو من شخص دون المستوى المادي أو المتسوى المعنوي وغيره من مقايس موضوعة كعرف في منطقة ما قد يشكل عائق أمام تزوج الشباب، فضلاً عن أن مواصفات مثالية باتت منتشرة بين شبابنا فالفتيات عليهن ان يكون بالمقاس الفلاني والشكل الفلاني والفتيان عليهم الوصول لمواصفات إجتماعية وجسدية معينة لكي يكونوا مناسبين للزواج، هذه الإعتقادات الخاطئة التي باتت منتشرة بكثرة تضع حواجز امام الشباب وتقلل من ثقتهم بأنفسهم وتخلق نوعاً من الخوف في نفوسهم يردعهم عن الإقدام نحو الزواج.