الوقت- دفعت زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لفنزويلا لحضور حركة عدم الانحياز مسؤولين أمريكيين للغضب، ولن تكون كاراكاس هي الوجهة الوحيدة لرئيس الدبلوماسية الإيرانية إلى أمريكا اللاتينية، حيث إن ظريف سيسافر إلى نيكاراغوا وبوليفيا وأماكن أخرى بعد حضور حركة عدم الانحياز في فنزويلا التي رحّب رئيسها الشرعي "نيكولاس مادورو" به ترحيباً حارّاً.
الجهود التي بذلتها الدول المتنافسة مثل روسيا والصين وإيران لتوسيع العلاقات مع دول المنطقة، قد جعلت مسؤولي البيت الأبيض يعارضون التعاون بين طهران وكاراكاس بسبب احتياطاتهم النفطية الكبيرة، وتعارض مصالحهم مع مخططات واشنطن في المنطقة.
وقد قام وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بإخبار المراسلين في نيويورك عن أهدافه من رحلته إلى فنزويلا ودول أمريكا اللاتينية الأخرى، وقد تباحث ظريف مع مسؤولين من كراكاس حول إمكانية تقديم إيران للمساعدة على استعادة الهدوء في المنطقة.
هذا وصرّح وزير الخارجية الإيراني أن الغرض الرئيس من زيارته لكاراكاس هو حضور اجتماع لوزراء خارجية حركة عدم الانحياز، والذي سيعقد في مقر الرئاسة الفنزويلية خلال الزيارة التي سيقوم بها، وخلال الاجتماع سيتم مناقشة التعاون بين البلدين مع السلطات الفنزويلية وكيف يمكن لإيران مساعدة البلاد على استعادة الهدوء.
وأوضح أيضاً أن لإيران تعاوناً سياسياً واقتصادياً جيداً مع نيكاراغوا وبوليفيا قائلاً: "لدينا أصدقاء حميمون في أمريكا الجنوبية وأمريكا اللاتينية، وقد كانوا شركاء سياسيين واقتصاديين في الأعوام الماضية، والآن ما زالت هذه العلاقات نفسها قائمة".
وقال ظريف في جزء آخر من لقائه مع المراسلين الإيرانيين المقيمين في نيويورك: "تحاول أمريكا إعادة ترسيخ سياسة مونرو في القارة الأمريكية إضافة إلى تدخلاتها في أمريكا اللاتينية، وفي مثل هذا الموقف من الضروري أن تقاوم مجموعة متماسكة من الدول المستقلة هذه السياسات الأمريكية".
من جهة أخرى قام مايك بومبيو وزير الخارجية الايراني بتقييد تحرّك الوفد الإيراني في أمريكا، وقام بتقييد حركة الدبلوماسيين الإيرانيين خارج مقر الأمم المتحدة ومقر السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، وأجبر الصحفيين على الذهاب إلى مقر إقامة السفير الإيراني لمقابلة وزارة الخارجية الإيرانية.
وفي ردّ آخر على هذه الزيارة، ادّعى نائب الرئيس مايك بينس، على موقع تويتر، أن زيارة وزير الخارجية الإيراني ظريف لفنزويلا ذكّرتنا بأن الأنشطة المزعزعة للاستقرار في إيران قد انتشرت إلى خارج الشرق الأوسط.
ووفقاً له ما زال حزب الله نشطاً في نصف الكرة الغربي، ونفوذ إيران يمثل تهديداً للأمن والديمقراطية.
وقال نائب رئيس أمريكا أيضاً إن الجهود الخفيّة لوزير الخارجية الإيراني لتعزيز الدور العالمي للرئيس مادورو ستفشل.
من ناحية أخرى، صُدم مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون من زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، مدّعياً أن هناك شيئاً يخبرني أن ظريف كان في كاراكاس كضيف على النظام غير الشرعي.
إيران وفنزويلا على الرغم من التباعد الجغرافي الواسع، إلا أنهما متقاربتان جداً في مجال العلاقات السياسية والاقتصادية.
وإن الانتفاضات الأخيرة في فنزويلا والثورات على النمط الغربي، انعكست على الحكومة المركزية في كراكاس، وإيران إلى جانب روسيا والصين وتركيا، هي واحدة من أبرز الحكومات التي تدعم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ضد أعمال الشغب من الغربيين وضغوط الدول الغربية.
وبصرف النظر عن الجوانب الاقتصادية للعلاقات بين إيران ودول أمريكا اللاتينية، لا سيما في مجال الغذاء والسكر، وكذلك المواءمة في مجال النفط والطاقة، فإن جزءاً كبيراً من هذه العلاقات يتأثر بالتوجهات السياسية على كلا الجانبين.
في الواقع، إن السياسة الخارجية المشتركة لإيران وبعض دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، بما في ذلك فنزويلا وكوبا وبوليفيا، تتصدى للتدخلات الأمريكية في النظام الدولي وتتجاهل سياسات واشنطن.
إن التوافق بين إيران وفنزويلا ينعكس من خلال العضوية المشتركة في حركة عدم الانحياز، ما يشير إلى أن كلا الجانبين يسعى لتحقيق أهداف ومصالح مشتركة في النظام الدولي.