الوقت- تنتهج العائلة الحاكمة في السعودية منهجا يوصف بأنه معادٍ لحركات المقاومة والشعوب، فهي تقف في الصف المواجه لمشروع المقاومة في لبنان، وتوصف على انها تعمل لإستمالة حركات المقاومة في فلسطين إلى صفها، وهي دعمت ثورات قامت بوجه الحكام فيما سمي بالربيع العربي ووقفت بوجه ثورات أخرى إلى جانب الأنظمة الحاكمة، وتتحدث في اعلامها ومن خلال ادواتها عما تسميه بالخطر الإيراني الذي يهدد المنطقة وأمنها، وتشن حربا على الشعب اليمني تحت عنوان إعادة العملية السياسية إلى مسلكها الديمقراطي، كل هذا المنهج في السياسة المتبعة من قبل العائلة الحاكمة في السعودية مرده إلى عنوان واحد ليس إلا وهو إرادة الشعوب تهدد الكيانات العائلية التي تتحكم بإرادتها وتقطع الدعم الغربي الإستعماري عن هذه الكيانات، وهنا يكمن الخطر الذي يهدد حكم العائلة في السعودية.
الأنظمة الديمقراطية عدوتهم
لم تكن العائلة الحاكمة في السعودية على موقف عدائي من نظام الشاه في إيران، فنظام الشاه الوراثي الذي كان يرث فيه الابن الملك عن أبيه ولا حرية للشعب والنخب بإبداء الرأي لا حيال الشخص المنتخب ولا القرارات المتخذة ولا المشاركة في مصير البلاد، فنظامه الديكتاتوري هو النظام الأقرب الذي كان يمثل رؤية الحكم لدى آل سعود، نظام الحكم هذا والذي سقط بفضل إرادة الشعب الإيراني ليتحول إلى نظام ديمقراطي، حيث التصميم والإرادة وانتخاب المصير كله يخضع لإرادة شعبية، فأصبح العدو اللدود لنظام العائلة الحاكمة في السعودية، فهي تتخوف من انتشار هذا الفكر الديمقراطي، لأنه إذاما وصل إليها فلا شك سيهددها ويزيلها كما ازال سابقتها.
الإعلام السعودي وعند الحديث عن الخطر الإيراني يلجأ إلى استخدام اساليب التجييش الطائفي والمذهبي والذي فشل في تحقيق الغاية المطلوبة بفضل القيم والمبادئ النيرة التي قامت عليها الجمهورية الإسلامية والمعتمدة على نظرة إنسانية شاملة لكل ابناء البشرية بعين واحدة، فدعمها للمقاومة في لبنان والمقاومة في فلسطين مع اختلاف الإنتماء المذهبي والسياسي دليل حي وحاضر حتى يومنا هذا، فكان الملف النووي الخيار البديل، فعملت على تخويف شعوب المنطقة من خطر النووي الإيراني علما أن ايران لم تكن تمتلك ولا تعمل لامتلاك السلاح النووي بناء على عقيدة اسلامية واضحة وراسخة في هذا الخصوص مقابل امتلاك الكيان الإسرائيلي لمئات القنابل النووية، فكانت الدبلوماسية الإيرانية في هذا الملف الحل والخيار الذي نجح وأثمر مؤخرا.
المقاومة تسقط مشروع الإستعمار وبالتالي تهدد حكمهم العائلي
ترى العائلة الحاكمة في السعودية ان حركات الشعوب هي مصدر التهديد الأول والاخير لها، ولذلك تشن اليوم عدوانا على الشعب اليمني الذي يطالب بالخروج من دائرة هيمنة الخارج عليه، إلى موقف العداء من المقاومة في لبنان والتي تحارب أعداء الأمة الكيان الإسرائيلي والتكفيريين، إلى العراق فسوريا وغيرها من الدول التي تقاوم ضد مشروع الهيمنة والتسلط الغربي الإستعماري عليها، ويعود السبب في عداوة العائلة الحاكمة لمشروع المقاومة إلى اسباب عدة، فحركات المقاومة في المنطقة هي العنصر الأساس المحرك الذي أيقظ ضمائر الأمة وأشار إلى عدو المنطقة الحقيقي، وحركات المقاومة هي التي تفضح مخططات الأعداء وتبين الأهداف الحقيقية من وراء تصرفاتهم، وحركات المقاومة هي التي تقطع يد المستعمر عن منطقتنا، هذه اليد التي تعتبر مصدر القوة للحكومات الديكتاتورية. فحركات الشعوب هي التي تحمل مبادئ الديمقراطية والحرية والعدالة، وهي التي تأتي بحكومات منتخبة منها بشكل مباشر، اما آل سعود فهم يدركون جيدا ان الإنتخاب الحر يلغي مشروعهم السلطوي وهو ما يترجم عدائهم للشعب السوري والعراقي واللبناني واليمني والبحريني الذي بدأ شعبه ومنذ سنوات بحركة تغيريّة نحو الديمقراطية.
الحكم السعودي العائلي صديق الحكومات المثيلة له
عائلة آل سعود الحاكمة في السعودية تتمتع بعلاقات جيدة ووطيدة مع الحكومات المشابهة لها في حكمها كالعائلة الحاكمة في الكويت وقطر، وإن ظهرت بعض الخلافات بين الحين والآخر فهو نتيجة التسابق بينهم على من يستطيع أن يكسب رضا الغرب أكثر وبالتالي يمكّنه ذلك الرضا من لعب دور أكبر في المنطقة وتدعيم حكمه العائلي الديكتاتوري بشكل أكثر، وهذه الحكومات المشابهة لا تشكل أي تهديد وخطر عليها. العائلة الحاكمة في السعودية أيضا لا مشكلة لها مع الأنظمة المنتخبة من الشعب إذاما كان النظام الحاكم يعمل وفق أجندة موافقة لاجندتها في المنطقة. كما تتمتع أيضا بأفضل العلاقات مع الدول المثيلة لها والتي تتمتع بدعم حكومات الغرب الإستعماري المثبت لحكمهم، وهي لا ترى تعارضاً بينها وبين تلك الحكومات، فالداعم واحد والمخطط واحد أيضاً.
التكفير والتحريض والمال والقتل سلاحهم
إضافة إلى السلاح الأقوى الذي تملكه العائلة الحاكمة في السعودية للحفاظ على حكمها الديكتاتوري في وجه الشعوب والمتمثل بدعم الحكومات الغربية، فهي تلجأ ايضا إلى سلاح آخر لحفظ حكمها من جهة ودفع الضريبة للغرب مقابل الحماية التي يؤمنها لها من جهة اخرى. فهي تستخدم جماعات التكفير في سوريا والعراق وتمدهم بالسلاح والمال والأعتدة والتدريب لمحاربة إرادة الشعوب في البلدين من جهة وتأمين مصالح الغرب من جهة ثانية، وهي تشن عدوانا على الشعب اليمني وتتدخل في البحرين للغاية والهدف نفسه وتحرض مذهبيا واعلاميا ضد ايران لذلك، وتلجأ إلى استخدام مالها النفطي لإغراء حكومات أخرى.