الوقت- نشرت مؤسسة الأبحاث الأمريكية "بروكينغز"، يوم امس الجمعة، تقريراً أفادت فيه بأن العلاقات السعودية المغربية تمر بمستوى برود غير مسبوق؛ وذلك بسبب "السياسة العدوانية" التي ينتهجها ولي العهد محمد بن سلمان في المنطقة العربية.
وبحسب التقرير الأمريكي فإن المخاوف من السياسات العدوانية لبن سلمان في عموم المنطقة أظهرت رغبة الرباط في استقلالية قرارها، والحفاظ على علاقات قوية مع أكبر عدد ممكن من الدول الفاعلة في المنطقة، كما تسعى إلى كسب التأييد لموقفها في نزاع الصحراء الغربية، ووضع نفسها فوق الانقسامات الخليجية.
وأكد التقرير أن الخلاف المغربي -السعودي يعكس قلق الرباط المتنامي حول سياسات الرياض العدوانية التي أدت إلى عواقب إنسانية كارثية منها حرب اليمن والجريمة الوحشية ضد الصحفي جمال خاشقجي وقتله داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في أكتوبر الماضي، فضلاً عن زيادة الضغوط الدولية على السلطات السعودية.
وفي هذا السياق، يشدد التقرير على أن المغرب يريد أن يتمتع بمزيد من الثقة، وتأكيد استقلاليته والحفاظ على علاقات جيدة مع أطراف النزاع الخليجي، فضلاً عن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وتعكس هذه الاستراتيجية تركيز الرباط المستمر على ضمان استمرارية الدعم الدولي لسيطرتها على الصحراء الغربية.
وبحسب التقرير، فانه وبالرغم من عدم انحياز الرباط إلى أي من أطراف الصراع في المنطقة، فإن الرياض بالإضافة إلى أبو ظبي والمنامة قد صوتت في يونيو 2018 ضد مساعي المغرب لاستضافة كأس العالم 2026، لتحتفظ الرباط بحق الرد على هذه الدول برفضها استقبال محمد بن سلمان أثناء جولته العربية قبل نحو شهرين، في وقت كانت الرياض بأمس الحاجة لحلفاء يخففون الضغوط الدولية عليها.
وحول موضوع حرب اليمن، أشار التقرير إلى إعادة الرباط تقييم مشاركتها في التحالف السعودي الإماراتي وحرب اليمن والإعلان لاحقاً عن إنهاء مشاركتها، الأمر الذي أحبط السعودية، لأن الرباط من أولى الدول التي دعمت هذا التحالف عام 2015.
وفي خاتة التقرير أشار الباحثون الأمريكيون إلى أن هذه التوترات بين المملكتين قد لا تؤثر على تاريخ طويل من العلاقات القوية بين المغرب والسعودية، وحتى مع التوترات الحالية لا يبدو أن ثمة انقطاعاً محتملاً في العلاقات، فالتوترات الحالية استثنائية.