الوقت- اكد الرئيس اللبناني، ميشال عون، في جلسة لمجلس الوزراء يوم أمس الخميس، ان دولاً عربية كثيرة تسعى لإعادة علاقاتها المقطوعة مع سوريا، لافتا الى ان بعض هذه الدول تريد وساطة من دول ثالثة التوسط لها لإعادة المياه إلى مجاريها مع دمشق.
واضاف عون في معرض رده على وزراء في حكومته انتقدوا زيارة زملاء لهم للعاصمة السورية: "هناك اتصالات من دول عربية عدة لإعادة علاقاتها مع سوريا، وثمة من يجري وساطات من أجل ذلك، فيما نحن مختلفون على مصلحة لبنان العليا. بعد الحرب العالمية الثانية، ركب الرئيس شارل ديغول الطائرة وذهب إلى ألمانيا واتفق مع اديناور على التعاون".
وتابع: "على حدودنا الجنوبية يقوم وطن قومي يهودي، وفي سوريا ثمة محاولة لإعطاء الأكراد وطناً شرق الفرات، وهذا مثير للقلق فما الذي يمنع إيجاد ثغرات واستغلال النازحين (السوريين) لخلق مشكلات لنا في الداخل لاستكمال هكذا مشروع تقسيمي، خصوصاً أن مجتمعنا التعددي نقيض لإسرائيل، فهل سيتحملوننا ونحن النقيض؟ هذا الموضوع خطير وأقولها للتاريخ. أنا وقفت مع وحدة وطني لبنان وأنا أقول للتاريخ هذا الكلام لي ولكم".
وأضاف: "أتذكر قولاً لنابوليون يقول فيه: السياسة ابنة التاريخ، والتاريخ ابن الجغرافيا، والجغرافيا ثابتة لا تتغير". وبالتالي فإن أي بلد مجاور مثل سوريا، لا بد أن نقيم معه علاقة خاصة. من هنا، فإن علاقتنا بسوريا غير علاقتنا بتركيا أو إيران مثلاً. أقول بصراحة إن الدول الخارجية لا تريد أن تستضيف نازحين ولا تسمح لنا بأن نعيدهم إلى وطنهم. كيف يكون ذلك وبأي حق؟.
وختم الرئيس عون مداخلته قائلاً: "من المستغرب أن منظمات الأمم المتحدة تساعد النازحين الموجودين في لبنان، ولماذا لا تساعدهم في سوريا؟ طالما أنهم يتلقون المساعدات في لبنان ويعملون فيه فإنهم لن يغادروه. "قضية النازحين ما فيي أحملها على ضميري". وقال: "أنا عشت تحت الخطر وواجهت الموت، وهذا القصر(القصر الرئاسي في بعبدا) بالذات تعرض للقصف وأنا في داخله... قاتلت السوري وتحملت النفي 15 عاماً من أجل وطني ومن أجل كل اللبنانيين. واليوم ما زلت ملتزما بالنضال دفاعاً عن وطني وعن شعبي".