الوقت - تستمر حرب الفكر التكفيري الإرهابي المغذى غربيا على كل من البلدين الشقيقين سوريا والعراق، وفي المقابل تستمر الجهود المبذولة في كلا البلدين على مستوى الجيش والتشكيلات الشعبية وحركات المقاومة والممانعة بالتصدي لهذا الفكر ومواجهته. فيما الجهود المبذولة لتنسيق العمل والإرتباط في مواجهة هذا الفكر تعمل ايضا بجدية لتأتي زيارة مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض مبعوثا من قبل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي للقاء الرئيس السوري بشار الأسد تأكيدا على جهود التعاون والتشارك والمواقف فيما بينهما اتجاه الجماعات الإرهابية التكفيرية وضرورة العمل ضمن خطط تنسيقية أكثر لمواجهة هذا الخطر الذي تعدى العراق وسوريا بل والمنطقة أيضا.
تعاون استخباراتي مشترك بين حدود البلدين
هذه الزيارة التي قام بها مستشار الأمن القومي العراقي لسوريا تحمل في طياتها ضرورة العمل المشترك للتبادل الإستخباراتي بين الحدود العراقية السورية، في عملية لدعم كل منهما الاخر وحزم أكبر في السيطرة على الحدود التي من شأنها أن تحد من دخول وخروج الإرهابين، وبالتالي قطع إمدادات الإرهابين التكفيريين اللوجستية والبشرية والتسليحية. هذا ويسهم ضبط الحدود بين البلدين في ضرب أي فرصة للتكفيريين لمخطط قد يعملون عليه ويسهم في التقسيم المناطقي الذي تهدف إليه بعض الدول الغربية التي تغذي هذه الجماعات.
تنسيق العمليات وتوحيد جهود التعاون الدولي وتبادل التجارب
من أهم الخطوات التي يمكن أن يستفاد منها في ضرب المشروع التكفيري الإرهابي في المنطقة وبالتحديد في سوريا والعراق هو العمل على تنسيق العمليات بين البلدين وبالتالي توحيد الخطط التي من شأنها أن تسرع في عملية استعادة المناطق التي سيطر عليها التكفيريون من جهة وإرباكهم من جهة ثانية، من هنا تكمن الحاجة إلى إنشاء مجلس عسكري تشاوري مشترك لتنسيق هذه العمليات وتبادل المعطيات التي تسهل إتخاذ القرارات الأنسب وتبادل التجارب التي راكمها كلا البلدين على مدى الأعوام المنصرمة في محاربة الجماعات التكفيرية الإرهابية، هذا إلى ضرورة العمل المشترك على توحيد الجهود للعمل على طرح التعاون الدولي ودعوة الأطراف التي يمكنها المساهمة في هذا السبيل. كل ذلك له نتائج إيجابية في وضع حد للإزدواجية الأمريكية وحلفها الغربي في ضرب الجماعات التكفيرية في مناطق دون غيرها وبالتالي القضاء على مخطط التقسيم وعزل المناطق.
علاقات تطال كافة الجوانب
لا شك أن إنشاء علاقات شاملة لكل الجوانب الإقتصادية والتجارية والسياسية والثقافية وغيرها من اشكال العلاقات من شأنه ان يسهم في دعم البلدين في مواجهة الجماعات التكفيرية، باعتبار أن هذه الجماعات تعمل في حقيقة الأمر على ضرب المقومات الأساسية لهذين البلدين، وبالتالي فإن أي تطور ينشأ من هذه العلاقات في أي جانب لا شك أن له تأثير بشكل من الأشكال على البلد الآخر، كما أن للإعلام المشترك والموحد في وجه التكفيريين التأثير أيضاً على ضرب الأفكار والعقائد التي تعمل الجماعات على نشرها، هذا الإعلام الذي يهدف إلى التقريب ودعم مبادئ الوحدة والإلفة والذي من شأنه أن يترك تأثيرا على المدى البعيد في استئصال الفكر الإلغائي الإرهابي.
إذن العمل على تنشيط الجهود في سبيل مزيد من التنسيق والعمل على محاربة الفكر الإلغائي هو أمر مطلوب بل وضروري، وهو ما يضرب أصل الهدف من انشاء هذه الجماعات التي ما وجدت إلا لأجل بث روح الشقاق والفرقة وضرب روح العمل المشترك والجماعي، وهو نفس الهدف من وراء إنشاء الكيان الإسرائيلي.