الوقت- لا تزال قضية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول ترخي بظلالها الثقيلة على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وطموحاته السياسية والاقتصادية، ليجد الأخير نفسه محاصراً ووحيداً في مؤتمر الاستثمار الذي خطط له طويلاً "مؤتمر دافوس - الصحراء" بعد أن تخلى عنه الغرب على كل الصعد.
مقاطعة رسمية للمؤتمر
وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوتشين، انضم إلى قائمة الوفود الرسمية المقاطعة للسعودية، وأعلن منوتشين بعد اجتماعه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو أنه لن يشارك في المؤتمر، كذلك ألغى كل من وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير، ووزير المالية الهولندي فوبكه هوكسترا، مشاركتهما في المؤتمر.
كما ألغت كل من كريستين لاغارد، مديرة صندوق النقد الدولي ووزير التجارة البريطاني ليام فوكس مشاركتهما في مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار".
مقاطعة سياسية واسعة للسعودية
المقاطعة الغربية للسعودية امتدت لتشمل جميع الصعد والسياسية منها على وجه الخصوص، إذ أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده علّقت الزيارات السياسية إلى السعودية بالتنسيق مع ألمانيا وبريطانيا وهولندا مشيراً إلى اَنه ينتظر توضيحات حول اختفاء خاشقجي.
وقال الرئيس الفرنسي: إن الحقائق فيما يخص الإعلامي السعودي جمال خاشقجي خطيرة للغاية ومقلقة، وأضاف: نحن ننتظر التحقيقات وتبادلنا وجهات النظر مع السعودية على أمل الوصول إلى بعض الحقائق، وعلّق ماكرون: في ظل الظروف الحالية قررنا تأجيل بعض الزيارات السياسية كالزيارة التي كان ينوي القيام بها وزير المالية الفرنسي لحضور المؤتمر الاقتصادي الأسبوع المقبل في السعودية.
مقاطعة تجارية غير مسبوقة
وعلى الصعيد التجاري والاقتصادي أعلن عدد كبير من رجال الأعمال الأمريكيين وبعض من كبريات الشركات العالمية عدم حضور مؤتمر استثماري ضخم مقرر عقده في السعودية هذا الشهر، وفي هذا السياق أعلن كل من جيمي دايمون الرئيس التنفيذي لشركة"جي. بي مورغان تشيس"، ولاري فينك الرئيس التنفيذي لشركة "بلاك روك"، وستيفن شوارزمان الرئيس التنفيذي لشركة "بلاك ستون"، وجون فلينت، المدير العام لبنك "اتش أس بي سي"، وتيجاني ثيام، المدير العام لـ"كريدي سويس"، وأجاي بانغا، المدير العام لـ"ماستر كارد"، وستيفن شوارتزمان، المدير العام لـ"بلاكستون"، بيل وينترز، المدير العام لـ"ستاندرد تشارترد"، وجان لوميار، رئيس مصرف "بي أن بي"، والرئيس التنفيذي لمصرف سوسييته جنرال، فريدريك أوديا، وديفيد شويمر، الرئيس التنفيذي لبورصة لندن، ودارا خوسروشاهي، المدير العام لـ"أوبر"، وريتشارد برانسون، ملياردير بريطاني مؤسس مجموعة "فيرجين"، وأريانا هافينغتون، مديرة "ثرايف غلوبال"، وديان غرين، مديرة فرع "كلاود" في شركة "غوغل"، والرئيس التنفيذي لـ"تاليس" الفرنسية للإلكترونيات العسكرية عدم حضورهم لمؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار"، كمان أعلن بيل فورد رئيس شركة فورد موتور بدوره إلغاء جولته في الشرق الأوسط والتي كان مؤتمر الاستثمار الذي سمّي "دافوس في الصحراء".
وفي غضون ذلك، أفادت تقارير أن شركات تصنيع الأسلحة الأمريكية تشكو إلى إدارة الرئيس دونالد ترامب بشأن احتمال أن تؤدي أي عقوبات إلى إلحاق الضرر بأسلحة مربحة مع السعودية، التي تعدّ أكبر مستورداً لأدوات الحرب في العالم بعد الهند.
وبذلك تنضمّ هذه الشخصيات الكبيرة في مجال المال والأعمال إلى لائحة متزايدة تضم رجال أعمال ومؤسسات قرروا مقاطعة مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" للعام 2018 المزمع عقده من 23 ولغاية 25 الحالّي في الرياض والذي أطلق عليه اسم "دافوس - الصحراء" تيمّناً بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
كبريات المجموعات الإعلامية العالمية تترك ابن سلمان وحيداً
إعلامياً، أعلنت مجموعات إعلامية كبيرة مثل "سي إن إن" وكالة بلومبرغ وصحف "ذي إيكونومست " و "فايننشال تايمز" و "نيويورك تايمز" و " فايننشال تايمز" والمدير العام لـ"فياكوم"، بوب باكيش رفع الدعم عن هذا المؤتمر.
وأدى اختفاء السيد خاشقجي إلى توتر العلاقات بين السعودية والعديد من وسائل الإعلام وقادة الشركات الذين أغواهم في السنوات الأخيرة ولي العهد محمد بن سلمان، البالغ من العمر 33 عاماً، وهو الحاكم الفعلي للسعودية والذي تعّهد بتحديث بلاده، لكن يبدو أن التحديث اقتصر على تحديث وسائل القمع والإخفاء والترهيب.