الوقت - ناقش الدكتور "سيد كمال خرازي" رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية والدكتور "فيرنر فاسلاباند"، رئيس المعهد النمساوي للدراسات الأوروبية والأمن في اجتماع عقداه يوم السبت الماضي، الأبعاد الاستراتيجية للعلاقات بين إيران والدول الأوروبية، وبحثا قضايا المنطقة وأجابا على جميع أسئلة الصحفيين والإعلاميين الذين حضروا هذا الاجتماع وفيما يلي سوف نسلط الضوء أكثر على مجمل القضايا التي أثيرت في هذا الاجتماع والتي ركّزت على الأبعاد الاستراتيجية للعلاقات بين إيران والاتحاد الأوروبي:
التحركات الأوروبية من أجل الاستقلال عن أمريكا
أعرب الدكتور "خرازي"، بأن سياسات الرئيس الأمريكي "ترامب"، أجبرت الدول الأوروبية على التحرك نحو الاستقلال عن أمريكا، وأضاف بأن الدول الأوروبية تواصل بذل الكثير من الجهود في القطاعات المالية والمصرفية من أجل إنشاء بنية اقتصادية قوية تساعدها على الاستقلال عن واشنطن وخاصة في مجالات الدفاع والأمن ولفت الدكتور "خرازي" إلى أن جمهورية إيران الإسلامية ترحّب بتلك الخطوات التي تقوم بها معظم الدول الأوروبية.
انتصار الصين في حربها التجارية مع أمريكا
قال الدكتور "خراز": "إن الصينيين أناس مفكرون يعرفون طريقهم جيداً ولقد قالوها بصراحة بأن بلداً لا يتجاوز عمره 200 عام لا يمكنه أن يسيطر على العالم"، وأضاف الدكتور "خرازي": "نعتقد أن الصينيين سيفوزون في معركتهم الاقتصادية والتجارية مع أمريكا وأن لديهم العديد من الخطط طويلة الأمد التي ستجعل الصين القوة الأولى في العالم، في الواقع تقوم الصين حالياً بالكثير من الاستثمارات الضخمة في إفريقيا وآسيا، حيث تضع العديد من الخطط والبرامج للعقود القليلة القادمة، لكي تصبح القوة الأولى في العالم.
في الوقت نفسه، ساعدت سياسات الرئيس "ترامب"، الآخرين على التفكير في وضع سياسات مستقلة وفصل طريقهم عن الأمريكيين".
المعايير الأوروبية المزدوجة فيما يخص الحادث الإرهابي الذي وقع في مدينة "الأهواز" الإيرانية
أعرب الدكتور "خرازي" أن بعض الدول الأوروبية، التي تزعم بأنها تعارض الإرهاب، وتقاتل من أجل القضاء على الجماعات الإرهابية، هي الدول نفسها التي تؤوي الإرهابيين، بما في ذلك فرنسا، التي ادّعت بأنها تقود العديد من المعارك ضد الجماعات الإرهابية، ولكنها للأسف الشديد تؤوي على أراضيها منظمة إرهابية كبيرة ووفرت لها الوسائل لتقوم بأعمال إرهابية ضد إيران.
الأوضاع الحالية في أوروبا
أعرب الدكتور "فاسلاباند"، رئيس المعهد النمساوي للدراسات الأوروبية والأمن: "أن الاتحاد الأوروبي يعيش في أيامنا هذه وضعاً خاصاً، حيث أصبح المستشار النمساوي رئيساً للاتحاد الأوروبي خلال هذه الدورة، والشيء المهم الذي يدور في أذهان معظم الدول الأوروبية، هو أن العالم الآن يتغير، وقد وجدنا أنفسنا في وضع جديد تماماً ولهذا فإننا بحاجة إلى التفاعل والتعامل مع هذا الوضع الجديد"، وأضاف: إن أوروبا كانت تتبع أمريكا منذ عقود، والآن يُعدّ الرئيس "ترامب" عنصراً جديداً في العلاقات الدولية الذي قام بإضعاف مواقف الدول الأوروبية في العالم، وبالتالي نحن بحاجة إلى المزيد من العمل في المجال الاقتصادي.
أولويات الاتحاد الأوروبي
قال الدكتور "فاسلاباند": إن تطوير السياسات الأمنية والدفاعية والاستقلال الأوروبي، يعدّ أحد الأهداف التي يجب علينا القيام بها بالتأكيد، مشيراً إلى أن القضية الأخرى هي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ولفت إلى أن معظم الدول الأوروبية حاولت منع أي انسحاب للدول الأعضاء، وخاصة في مجال الدفاع والأمن، مضيفاً بأن الرئيس "ترامب" وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، هما القضيتان ذات الأولوية الكبيرة لدى الاتحاد الأوروبي.
جهود أوروبا لخفض اعتمادها على أمريكا
أكد الدكتور "فاسلاباند"، بأنه يجب على الدول الأوروبية خفض اعتمادها على أمريكا ولفت إلى أن معظم الدول الأوروبية كانت في عام 2008 مرتبطة بالمؤسسات المالية الأمريكية بشكل كبير ولهذا فإنه عندما حدثت الأزمة المالية في ذلك العام، عانت معظم الدول الأوروبية وتضرّرت بشكل كبير من تلك الأزمة ولهذا ومنذ ذلك الحين قررت معظم الدول الأوروبية أن تكون مستقلة عن أمريكا.
سياسة أوروبا الغامضة تجاه الأزمة السورية
قال الدكتور "فاسلاباند": إن الإجابة على هذا السؤال ليست بهذه السهولة ولفت إلى أنه منذ بداية الأزمة، وافقت الدول الأوروبية على دعم حكومة المعارضة في سوريا، لكي تقف ضد الرئيس "بشار الأسد"، وهي حكومة لا تستطيع تمثيل الشعب السوري في المنفى، ولن تستطيع حتى أن تقدّم أحداً ليكون رئيساً للبلاد، مضيفاً بأن تلك الخطوات كانت من البداية خطأ وأشار الدكتور "فاسلاباند"، إلى أن هناك العديد من المنظمات والجماعات في سوريا، بما في ذلك العلويون والمسيحيون والأقليات الأخرى، الذين يعتقدون أن الاستقرار من دون الرئيس "الأسد" لن يكون ممكناً، وبالتالي فإنه من المتوقع أن يتغير هذا الوضع وأن تُحل الأزمة في سوريا.
البرنامج العسكري الإيراني يعدّ برنامجاً دفاعياً
أشار الدكتور "فاسلاباند"، إلى نظرة الدول الأوروبية للبرنامج الصاروخي الإيراني، حيث قال: "لا نزال حتى وقتنا الحالي نحقق في هذا الموضوع، ولدينا انطباع بأن برنامج الصواريخ الإيراني يمكن أن يكون خطيراً، ولكن بالنظر إلى البرامج الصاروخية والدفاعية للدول العربية المجاورة لإيران، يتبين لنا بأن تلك الدول تمتلك برامج صاروخية مدعومة من الدول الغربية وخاصة من أمريكا ولكن إذا قارنا بين توازن القوى في المنطقة، فسنجد أن البرنامج الصاروخي والعسكري الإيراني دفاعي تماماً وقوي جداً وهذه هي نقاط القوة التي تتمتع بها إيران.