الوقت- تستمر معركة تحرير مدينة الزبداني التي بدأها الجيش السوري وقوات المقاومة في الرابع من الشهر الحالي، متبعين تكتيك القضم البطيء المسبوق بالتغطية النارية الكثيفة بمساندة سلاح الجو التابع للجيش السوري اضافة الى صليات الصواريخ التي شلت حركة الارهابيين وأعاقت تحركاتهم منذ بدء الهجوم. وآخر الانجازات كان بالأمس حيث تمت السيطرة على منطقة سهل الزبداني التي تبلغ مساحتها 10 كيلومترات مربعة، ما سمح للجيش السوري والمقاومة بالوصول الى طريق بردى المرتبط بالزبداني، وبذلك فقد المسلحون منافذهم الأخيرة الضيّقة نحو بلودان ومضايا وباتوا محاصرين بمساحة ضيقة تقدر بخمس كلم مربع داخل المدينة.
وأوضح مصدر ميداني في حزب الله أن قوات الجيش السوري والمقاومة لا يستعجلون تقدمهم في مواجهة المسلحين المحاصرين والمضيق عليهم، الا ان السيطرة على سهل الزبداني، يعني أن "العد العكسي للسيطرة الكاملة والأهم، استسلام المسلحين قد بدأ فعلياً، اذ لم يعد هناك مبررات بقاء واستمرارية لهم عسكرياً". وقد جرت محاولة يائسة قام بها المسلحون بهجوم على منطقة الجبل الشرقي رافقها تهليل إعلامي من وسائل اعلام عربية مؤيدة للتنظيمات المسلحة، لكن الهجوم باء بالفشل وتركوا العديد من الجثث خلفهم بعد انسحابهم .
ورغم تحذيرات قيادات المجموعات الارهابية لعناصرها بالتصفية رفضت المصادر العسكرية المتابعة إعتبار خبر السيطرة على سهل الزبداني أنه بدء السقوط الفعلي والسريع للمدينة، «تحسباً لأي مفاجآت جديدة»، فالتكتيك الجديد يولي أهمية قسوى للعناصر المقاتلة والحفاظ على أرواحهم وقد بدا هذا الأمر واضحا من خلال عدد الشهداء الذين سقطوا في المعركة الحالية بالمقارنة مع معارك أخرى كتحرير القصير التي حررها مقاتلو حزب الله بفترة قياسية الا أن عدد الشهداء الذين سقطوا خلالها كان كبيرا نسبيا. وبموازاة ذلك عملت وحدات الهندسة في الجيش والمقاومة على تفكيك العبوات الناسفة التي اكتشف معمل لتصنيعها ضمن المزارع الواقعة غربي بقين ومضايا.
وفي الوقائع التفصيلية، سيطر الجيش والمقاومة على منطقة درب الكلاسة ومزارع سهل الزبداني، وشارع بردى الرئيسي الواصل بين الزبداني والروضة، إضافة إلى المداخل الجنوبية المؤدية إلى المصيف الجبلي. مصادر ما يعرف بـ "تنسيقيات المعارضة" أكدت مقتل 8 مسلحين في معارك خاضوها في الجبل الشرقي، حيث حاول مسلحون من قريتي سرغايا ومضايا المجاورتين التمركز لخرق تحصينات القوات المتقدمة داخل المدينة. كذلك وثّقت أسماء 56 قتيلاً من المسلحين منذ بدء المعارك، بينهم قادة ميدانيون .
وعرضت قناة المنار مشاهد وصلتها من أرض المعركة عبر طائرات الاستطلاع التابعة للاعلام الحربي في حزب الله من سهل الزبداني ظهر فيها عدد من جثث الارهابيين الذين بقوا في أرض المعركة، والضربات الصاروخية على داخل المدينة حيث لا يزال يتحصن الارهابيون فيها.
الى ذلك، ذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان سبعة اشخاص قتلوا امس نتيجة سقوط أكثر من 300 قذيفة محلية الصنع، صاروخية ومدفعية، على بلدتي الفوعة وكفريا في محافظة ادلب في شمال غرب البلاد، والمحاصرتين منذ آذار الماضي، وان اشتباكات اندلعت لاكثر من ثماني ساعات بين القوات المدافعة عن البلدتين والمسلحين المهاجمين من «النصرة» وغيرها .
وكان ما يسمى «جيش الفتح»، المؤلف من «جبهة النصرة» ومجموعة من الفصائل، اعلن في بيان نشره على حسابه على موقع «تويتر» بدء معركة كفريا والفوعة "لنذيقهم في الشمال ما يذيقون أهلنا في الزبداني". كما اصدرت «غرفة عمليات حلب»، التي تضم مجموعة من الفصائل ابرزها «حركة نور الدين الزنكي» و«لواء الحرية» و«لواء صقور الجبل»، بدورها بياناً أعلنت فيه استهداف نبل والزهراء المحاصرتين منذ العام 2013، بأكثر من 160 قذيفة، "نصرة لاهلنا في الزبداني".
علما بأن الزبداني كما هو معلوم فان سكانها كانوا قد أخلوها بالكامل قبل أكثر من أسبوعين على بدء المعركة، مما يعكس خداعا اعلاميا لجلب التعاطف مع المسلحين، وللضغط على الجيش السوري الذي بات قريبا من تحرير الزبداني المعقل الاستراتيجي للارهابيين الذي يشرف على طريق بيروت دمشق.
وثمن رئيس مجلس الوزراء السوري وائل الحلقي، صمود أهالي قريتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب في وجه الحصار الذي تفرضه التنظيمات المسلحة، مشيراً إلى الجهود الحكومية المبذولة لتعزيز صمودهم وفك الحصار عنهم، الذين يعانون من حصار كامل من كل الجهات تفرضه عليهم جبهة النصرة من دون الابقاء على منفذ واحد زاد من معاناة السكان في القريتين في ظل نقص شديد في الماء والكهرباء والمحروقات والغذاء.