الوقت- أطفال اليمن في زمن الحرب والكوليرا، تقارير سرية كثيرة أثبتت ما هو جليٌ للعيان منذ بداية الحرب في اليمن وارتكاب السعودية وما يسمى بالـ "التحالف العربي" مجازر بحق الأطفال والنساء والابرياء والتي كان آخرها مجزرة الحديدة التي ذهب ضحيتها أكثر من 70 شهيداً ثلثهم من الأطفال، وتتوالى التقارير الحقوقية عن المأساة التي يعيشها أطفال اليمن وكل الشعب اليمني من دون أن يلقى ذلك آذانا صاغية من السعودية التي تمضي قدماً في خدمة السياسة الأمريكية وحلفائها. وأمام هذه المجازر والقتل والدمار وما يحل بأطفال اليمن لم يعد بالإمكان القبول بالسكوت على الوضع المأساوي والإنساني لما يجري هناك، حيث بات اليمن ضحية مؤامرةٍ تبدو سياسية، لكن لا تخلوها أهداف أخرى، كتجارة السلاح، والتي باتت السعودية سوقها. لنصل الى نتيجة مفادها، بأن مظلومية أطفال اليمن، هي بسبب جرائم الرياض التي تدعمها تجارة السلاح الغربية في حرب مربحة.
وبحسب آخر التقارير الأممية، كشفت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، ليز جراندي، ان خطر الموت لم يعد يقتصر على القنابل والقصف اليومي، بل تجاوزه إلى المجاعة والكوليرا أيضًا. وأشارت الى أن الآباء يشاهدون يومياً أطفالهم يموتون جوعًا أمام أعينهم، ما اضطر بعضهم لبيع أعضاء من أجسادهم لإنقاذهم من الموت المُحتَّم". وأضافت أن "ملايين اليمنيين يعتمدون على وجبة واحدة من الأكل، كل يومين"، وأوضحت في بيان لها أن "8.4 ملايين من اليمنيين، لا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم القادمة، وأن غالبيتهم يأكلون مرة واحدة كل يومين... لا يتوفر أيضًا إلى كثير من الأسر اليمنية سوى وجبتين كل أسبوع".
اذاً هي كارثة بكل ما للكلمة من معنى، حيث يتعرض اليمن اليوم لأكبر كارثة إنسانية تتعرض لها البشرية، فقوى العدوان السعودي الإماراتي المدعومة من الغرب تحاصره من الجو والبحر، حيث قامت طائراته وبوارجه بقصف جميع المرفق الحيوية، حتى المستشفيات وخزانات الماء والوقود والأراضي الزراعية لم تسلم من قذارة إجرامهم الموصوف والموثق. البيوت دُمّرت ليلاً على ساكنيها. ميناء الحديدة، عصب حياة نصف الشعب اليمني، دُمِّر بالكامل، حتى السفن المحملة بالمواد الغذائية والطِّبية أحرقوها. ويقول أطباء يعملون في وكالة الإغاثة العالمية في اليمن أن "الوضع الإنساني يتفاقم وإذا لم تقتلك الضربات الجوية فسوف تموت بسبب المرض والجوع الشديد، وأبشع طرق الموت تلك التي تسببها المجاعة، وهي معروفة بـ "الموت الصامت" والتي قتلت الكثير من الرضع والأطفال أمام أعين أهاليهم الذين نشفت دموعهم من كثرة البكاء على فقدان الأحبة".
وأظهرت تقارير الأمم المتحدة والجمعيات الحقوقية أن التحالف السعودي يركز على استهداف المدنییين والأبرياء للتأثير على معنويات جنود الجيش اليمني واللجان الشعبية من أجل دفعهم الى الاستسلام، وتربط استهدافهم ومنع تدفق المساعدات الإنسانية إلى اليمن، بحجة تهريب الأسلحة عبر البحر والجو.
وكشفت هذه التقارير قيام التحالف العدوان العربي الذي تقوده السعودية بقصف واحراق المساعدات الإنسانية الأممية قبل وصولها الى المرافئ اليمنية، على الرغم من تأكيد الأمم المتحدة خلو هذه السفن من الأسلحة والعتاد. وذكرت التقارير أيضاً أن السعودية منعت وصول سبع سفن تحمل الغذاء والدواء إلى اليمن لمدة ثلاثة أشهر وذلك بهدف افسادها وحرمان اليمنيين منها. أحد التقارير الأخرى تحدث عن منع التحالف السعودي دخول أربع سفن نفط تحمل 71 طنًا من الوقود تعادل 10٪ من احتياجات اليمن الشهرية.
وحول الأوضاع في الحديدة تقول الطبيبة أشواق محرّم من مدينة الحديدة، "أشاهد نفس الوضع الذي كنت أشاهده على التلفاز عندما ضربت المجاعة الصومال... لم أتوقع أبدًا أن أشاهد هذا الوضع في اليمن". واشارت الطبيبة التي تعمل لسنوات مع وكالة الإغاثة العالمية في اليمن الى أن "الحصار السعودي يمنع كافة وسائل الإعلام العالمية ومنظمات حقوق الإنسان والباحثين من دخول البلاد وتعريف العالم بحقيقة ما يجري على الأرض".
إذا أمام إصرار التحالف العدوان السعودي وابن سلمان على استمرار الحرب وقتل الأبرياء والأطفال، لا يبدو أن هناك أمل لنهاية مأساة الشعب اليمني الصامد، هذا البلد الذي كان يعتبر حتى قبل التدخل السعودي فيه من أفقر بلدان المنطقة، حتى جاءت الحرب قبل 4 سنوات لتحوله إلى سجل حافل بأنواع من الانتهاكات تتصدرها صور الجوع الذي تحول الى ما يشبه الغول الذي يلتهم الجائعين من أطفال وأبرياء اليمن.