الوقت - خلال عمليات نوعية أحكم الجيش السوري ومقاتلو حزب الله سيطرتهم على احياء مهمة في مدينة الزبداني أحد أهم معاقل المجموعات الإرهابية في المنطقة الحدودية مع لبنان، فيما دمرت وحدات من الجيش آليات وأوكاراً للتنظيمات الإرهابية وخطوط إمدادها مع الكيان الإسرائيلي في ريفي درعا والقنيطرة.
واكد مصدر عسكري سوري ان العملية التي تستهدف تطهير الزبداني بالكامل تمكنت من قطع الطريق الرئيسي الشمالي للمدينة وعزلها عن بلدتي سرغايا وعين حور، مضيفاً ان سلاح الجو في الجيش السوري شارك في هذه العملية وأوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوف التنظيمات الإرهابية.
وأفاد المصدر ان الهجوم على الزبداني حصل من أكثر من مئة نقطة محيطة بالمدينة، مشيراً إلى ان قوات الجيش السوري ومقاتلي المقاومة يتابعون عملياتهم بنجاح لتحقيق الأهداف المحددة للعملية.
ويعتقد المراقبون ان التكتيكات العسكرية التي يعتمدها الجيش السوري ومقاتلو حزب الله قادرة على تحرير الزبداني خلال 48 ساعة، مؤكدين ان هذه التكتيكات تعتمد الدقة والسرعة ويتم تنفيذها وفق معلومات مفصلة وموثقة.
وتأتي هذه التطورات بعد إحكام الجيش السوري السيطرة بشكل كامل على قلعة التل غرب الزبداني، وكذلك على سلسلة الجبال الغربية وعلى النقاط الهامة والمداخل الرئيسية بعد اشتباكات عنيفة مع الإرهابيين.
الأهمية الاستراتيجية لمعركة الزبداني
تبلغ مساحة الزبداني حوالي ثلاثمئة وخمسة وتسعين كيلومتراً مربعا، وهي لطالما شكلت مدخلاً للسلاح والمسلحين من لبنان إلى مناطق القلمون. وتكمن أهميتها في عدة أمور:
أولاً: قربها من لبنان حيث لا تبعد سوى ثمانية كيلومترات عن الحدود اللبنانية ـ السورية.
ثانياً: قربها من العاصمة السورية دمشق، حيث تبعد عنها خمسة واربعين كيلومتراً فقط.
كما أن المدينة تقع في الوسط بين دمشق وحمص ومنطقة الساحل في الشمال، وهي تشكل واحدة من المدن التي تعشعش فيها الجماعات التكفيرية. حيث تحدثت معلومات عن وجود ما يزيد عن الف وخمسمئة إرهابي وتكفيري فيها ولطالما اتخذوا منها منطلقا لتحركاتهم.
وتأتي انتصارات الزبداني الاستراتيجية عقب تمكن الجيش السوري من صد هجوم على مدينة درعا جنوبي البلاد وإيقاع المهاجمين خسائر كبيرة في صفوفهم.
ولا تنحصر تداعيات استعادة الزبداني على تأمين الحدود السورية مع لبنان وإغلاق معابر تسلل الإرهابيين إلى العمق السوري؛ بل تتعداها إلى تحرير المناطق الأخرى المحيطة بدمشق خصوصاً الغوطة الشرقية.
وكان تنظيم "داعش" الإرهابي قد هدد بقطع المياه عن دمشق في حال استمر الجيش السوري ومقاتلو حزب الله بعملياتهم في الزبداني.
ويعتقد المراقبون ان معركة الزبداني ستكسر نهائياً حلم الكيان الاسرائيلي باقامة منطقة عازلة ممتدة من جبال الحرمون حتى منطقة القلمون الكبرى التي دخلت ايضاً مرحلة الحسم، ما سيشكل مزيداً من الفرص لوقف تمدد الإرهابيين في المنطقة الممتدة بين الحدود السورية - اللبنانية.
وعلى الرغم من أهمية ما تم إنجازه في القلمون على يد الجيش السوري وحزب الله لكنه يبقى ناقصاً ما لم يتم تطهير الزبداني بالكامل لأن بقاءها من دون تطهير يمكن أن يعطي العصابات الإرهابية إمكانية المناورة بالقوات والسلاح والتحرك من نقطة إلى أخرى، وبالتالي إبقاء الأخطار والتهديدات في الداخل اللبناني والداخل السوري.
على صعيد آخر اعلن الجيش السوري عن أسر عدد من المسلحين الذين تسللوا إلى بعض الابنية في حي جمعية الزهراء شمال غرب حلب خلال الهجوم الذي نفذته الجماعات الإرهابية على الحي واحبطه الجيش. ولا تزال الاشتباكات مستمرة في هذه المدينة خصوصاً في محيط مركز البحوث العلمي وحي الراشدية والخالدية.
وذكر مصدر عسكري أيضاً أن وحدات الجيش والقوات المسلحة السورية دمرت أوكاراً وآليات للتنظيمات الإرهابية في حي قاضي عسكر وقريتي المنصورة وحريتان في حلب.
وفي وقت سابق أوقعت وحدات من الجيش السوري عشرات الإرهابيين بين قتيل وجريح في بلدة النعيمة بريف درعا ودمرت لهم عربات مصفحة بمن فيها شرق نقطة السنتر بمحيط البلدة.
وفي مدينة الحسكة شمال شرق سوريا أحكم الجيش بالتعاون مع قوات الدفاع الوطني سيطرته الكاملة على حي "النشوة الشرقي" بعد القضاء على آخر معاقل إرهابيي تنظيم "داعش" الذين دمروا منازل المدنيين والبنى التحتية بالحي.
وترافقت هذه التطورات مع تفجير عناصر "داعش" لشاحنة مفخخة قرب محطة الكهرباء الرئيسية في مدينة الحسكة، وتسبب الهجوم بسقوط ضحايا والحاق أضرار مادية، فيما أشار التلفزيون السوري إلى أنه جرى إبطال هجوم ثان على محطة كهرباء تخدم أحياء جنوبية في المدينة.