السيد محمد باقر بن السيد عباس الموسوي المهري عالم دين كويتي، ولد في جمادي الأولى عام 1367 هـ.ق - 1948م في مدينة النجف الأشرف في العراق، عمل وكيلاً لعدد كبير من المرجعيات الشيعية في الكويت ولذلك لقب بـ "وكيل المرجعيات الإسلامية في الكويت"، يعتبر والده السيد عباس المهري واحداً من كبار علماء وأساتذة الحوزة العلمية في النجف.
تحصيله العلمي:
درس السيد المهري في الحوزة العلمية في مدينة النجف الأشرف في العراق، حيث تتلمذ على يدي العلامة السيد الشهيد محمد باقر الصدر، بدأ تحصيله العلمي في النجف وهو صبي، درس السطح العالي عند الشيخ مجتبى اللنكراني ودرس كتب الرسائل والمكاسب والكفاية على يدي الشيخ صدرا البادكوبي وآية الله الشيخ حسین راستي كاشاني، وبعد قطعه شوطاً في المراحل الحوزوية درس علمي الفقه والأصول على يد المرجع السيد أبي القاسم الخوئي والمرجع السيد الشهيد محمد باقر الصدر. بعد اتمام دراسته في الحوزة العلمية في النجف توجه إلى مدينة قم المقدسة في إيران وأقام ودرس فيها عدة سنوات ثم عاد منها إلى الكويت ليعرف هناك باسم السيد المهري وليتحول إلى ملاذ ومرجع لشيعة الكويت.
مواقفه السياسية:
اشتهر السيد المهري بمحبته للإمام الخميني (ره) مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران، وتأييده للثورة الإسلامية في إيران قبل وبعد انتصارها، كما عُرف السيد بمعارضته لنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، الأمر الذي تسبب باعتقاله وتعرضه للتعذيب مرات عديدة على أيدي رجالات النظام في الكويت، كما حكم عليه بالإعدام في العراق عام 1989م لمعارضته نظام البعث العراقي ورفضه وقوف الحكومة الكويتية إلى جانب النظام العراقي السابق.
لعب السيد محمد باقر المهري دوراً كبيراً في الانتخابات النيابية الكويتية، حيث كان لرأيه تأثير كبير في الرأي العام الكويتي، حيث تسببت معارضته أو تأييده لمرشح ما بخسارة أو نجاح هذا المرشح في معركته الانتخابية، ويؤكد الكثير من النواب الكويتيين أن خسارتهم في الانتخابات كانت بسبب معارضة السيد المهري لهم.
نشاطه الديني والاجتماعي:
عمل السيد محمد باقر المهري إماماً لمسجد الإمام علي (ع) في منطقة العمرية في الكويت، وكذلك شغل منصب رئيس لجنة العلاقات الإسلامية المسيحية وأمين عام تجمع علماء المسلمين الشيعة في الكويت.
يُعتبر السيد المهري واحداً من أهم العلماء والسياسيين الناشطين والمدافعين عن حقوق المسلمين الشيعة في الكويت وكانت آراؤه ومواقفه محط أنظار الكثير من المسؤولين وعامة الشعب الكويتي، كان السيد المهري على تواصل مستمر مع العلماء والمراجع في النجف الأشرف وقم المقدسة وكانت تجمعه علاقة طيبة بالإمام السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية في إيران.
عمل السيد محمد باقر المهري طوال عمره الشريف بكل جهد على ترسيخ التعايش والمودة بين المذاهب الإسلامية كافة ، وكان من أكثر الأصوات الكويتية دعوة للوحدة والتقريب بين المذاهب الإسلامية، وألّف العديد من الكتب الفقهية والإسلامية ككتاب فلسفة الحج وأسراره وكتاب عاشوراء يوم الإسلام العظيم وكتاب يوم الدم.
آخر ظهور للسيد المهري كان عقب حادثة تفجير مسجد الإمام الصادق (ع) في الكويت، حيث أصدر رحمه الله بياناً طالب من خلاله الحكومة الكويتية بمعاقبة الفاعلين والممولين لهذا العمل الإرهابي.
يذكر أنه بعد تشييع السيد الفقيه في الكويت سيتم نقل جثمانه إلى مدينة النجف الأشرف ليوارى الثرى هناك.