الوقت- كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية في تقرير لها إنه إذا ابتعد المرء عن الضجيج فإنه سيكتشف أن الرئيس الكوري الشمالي "كيم جونغ أون" قد تغلب على خصمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عند كل منعطف، وأنه لقنه درسا في الدبلوماسية.
وفي تقرير للكاتب "فيليب ستيفنز" نشرته الصحيفة البريطانية، وصف الكاتب كيم بأنه مجنون، وإنه لا يمكن السماح له بوضع إصبعه على الزر النووي، والحديث عن إمكانية احتوائه وردعه يعتبر حديثا لا معنى له.
ويرى الكاتب أن هذه الاستراتيجيات بالأصل لا تعمل إلا إذا كان الخصم خصما عقلانيا، ويتساءل: من يستطيع أن يقول هذه الأشياء بشأن كيم؟ ويجيب بأن هذه هي القصة بهذا السياق التي تروى في واشنطن.
ويضيف أن قلة في العالم من لا يعتقدون أن كيم يرأس واحدا من أكثر النظم القمعية وغير الإنسانية على وجه الأرض، وأنه تسبب في ترك الملايين من شعبه يتضورون جوعا من أجل السعي وراء السلاح النووي، وسط القمع الوحشي لأدنى تلميح بالمعارضة.
لكن الولايات المتحدة ارتكبت خطأ، فهي خلطت بين القساوة وعدم الاستقرار العقلي في هذا السياق، بيد أن كيم يعرف ما يفعله، وكذلك هو الحال بالنسبة لمن حوله.
بل إن وفدا من المسؤولين الكوريين الشماليين التقى الخريف الماضي مع خبراء السياسة الخارجية والدفاع الغربيين، وذلك في اجتماع مغلق بسويسرا.
ويعتبر هذا اللقاء الأحدث من بين محاولات سرية جرت عبر سنوات، وذلك من أجل استكشاف آفاق إنهاء المواجهة النووية بين بيونغ يانغ والمجتمع الدولي.
ويمضي بالقول إنه كلما صرخ ترامب أعلى أصبح الكوريون الشماليون أكثر عنادا إزاء برنامجهم النووي، فكيم كان سيحمّل رأسا حربيا نوويا على صاروخ بالستي عابر للقارات، حيث لم تكن هنالك طريقة أخرى لتحييد "العدوان" الأمريكي.
ويمضي الكاتب بالقول: إن بيونغ يانغ لن تخضع للعقوبات الدولية، وإن دبلوماسييها كانت لديهم بعض الكلمات المختارة لتوجيهها إلى روسيا والصين والولايات المتحدة.
هذا الاجتماع الأخير أفضى إلى طريق مسدود قاتم، ولكن ليس قبل أن يلاحظ الغربيون كيف تمكن المحاورون الكوريون الشماليون من تحدي القوالب النمطية المألوفة.
وتطرق الكاتب بإسهاب لمشاعر الغضب والتهديدات والأوصاف التي تبادلها الزعيمان، وقال: إن كيم كان ينجو من ضربات ترامب عند كل منعطف.
بل إن الكاتب أشار إلى أن كيم أرسل شقيقته الصغرى التي ترأست وفد بلادها إلى كوريا الجنوبية في فبراير/شباط 2018 في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لدى الجارة الجنوبية، ولتكون الوحيدة من عائلتها التي تزور سيئول منذ الحرب الكورية (1950-1953).
وقد كانت هذه الخطوة بمثابة الدرس الكبير في الدبلوماسية الدولية من جانب كوريا الشمالية، الدرس الذي جعل أمريكا تبدو ضعيفة، بل إن الكاتب يشير إلى أن المطاف سينتهي بأن كيم ليس مجنونا.