الوقت- "سيرة نتنياهو" كتابٌ جديد يكشف أسرار الحياة الشخصية والمهنية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الكتاب الذي خُطَّ على يدِ صحافي إسرائيلي يدعى "بن كسبيت" كشف خلاله عن مجموعة من التفاصيل المثيرة للجدل وأسرار عدّة عن حياة نتنياهو الشخصية، حيث أفردت صحيفة "يديعوت احرونوت" في ملحقها الخاص بنهاية الأسبوع، عدّة مقاطع مختارة من الكتاب الجديد الذي سيصدر قريباً في دولة الاحتلال.
البداية
مؤلف الكتاب بن كسبيت يُعدُّ من أقدم الصحفيين الإسرائيليين وكاتب عمود في صحيفة "معاريف"، يقول في كتابه الجديد: "ولد نتنياهو في تل أبيب في عام 1949 -بعد سنة واحدة من إعلان قيام دولة الاحتلال- كما تدرج في الرتب العسكرية ليصل إلى رتبة نقيب في الجيش الإسرائيلي، ليذهب بعدها إلى جامعة إيت الأمريكية في 1970 لدراسة اللغة الإنجليزية وفهم جيد للمجتمع الأمريكي، ثم عاد إلى إسرائيل في العام 1988 ودخل إلى عالم السياسة".
لكن ما يمكن أن يلفت النظر في الكتاب الجديد هو الحديث وللمرة الأولى عن ابنة مختفية لنتنياهو لا أحد يعلم عنها شيء، وهي حصيلة زواج نتنياهو الأول.
الابنة المخفية
إعلامياً وعند الحديث عن أسرة نتنياهو يتم ذكر نجلي نتنياهو من زوجته سارة وهما "يائير وأفنير" لكن لرئيس الوزراء الإسرائيلي ابنة من زوجة سابقة تدعى "نوعا" وتبلغ 39 عاما، حيث تخلى نتنياهو عن زوجته والدة "نوعا" بعد زواجه من سارة وذلك بسبب بسبب المضايقات التي حدثت لحياته الجديدة، ليقوم بعدها بتطليقها.
بن كسبيت في كتابه يؤكد أن نتنياهو كان يزور ابنته "سراً" لفترة طويلة في أماكن هادئة كمقاهي تل أبيب، لكنها كانت دائماً قلقاً من أن أحداً سيجتمع بهما ويخبر زوجته سارة.
ويكشف بن كسبيت أن نتنياهو غير ملامحه "تنكر" لحضور مراسم "ختنة" أحفاده أبناء نوعا، ويضيف بن كسبيت إن علاقة نتنياهو مع أحفاده اليوم تضاءلت بشكل كبير، لدرجة أن أحفاده لا يعرفون أن جدهم هو رئيس وزرائهم.
اغتيال إسحاق رابين
وأكد الكتاب أن نتنياهو كان وراء الاحتجاجات والمظاهرات ضد رئيس الوزراء "المُغتال" إسحاق رابين، وذلك بعد توقيع رابين اتفاق اوسلو مع الفلسطينيين، ووفقا للكتاب؛ فإن الشعارات التحريضية مثل "رابين الخائن"، كان خلفها نتنياهو، كما لم يلتفت نتنياهو إلى تحذيرات أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بأنّ هذه الشعارات من شأنها أن تُهدد حياة إسحاق رابين، هذه المظاهرات وفقا لما ذكره بن كاسبيت لم تنتهي إلّا باغتيال اسحاق رابين.
الوهم بأنّ أمريكا تتنصت عليه
ومن النقاط الأخرى التي يكشفها الكتاب عن الحياة الشخصية والمهنية لنتنياهو هي خوفه المستمر من التنصت، وطبقا لما جاء في الكتاب فإن نتنياهو يعتقد وبشكل مجنون أن الجميع -وخاصة الأمريكيين- يتنصتون عليه، ولذلك فهو حريص على عقد معظم اجتماعاته الهامة في مقر الموساد في تل أبيب.
وينقل الكاتب سبباً آخر جعل نتنياهو ينقل أغلب اجتماعاته إلى مقر الموساد، وهو الخمر الفاخرة وباهظة الثمن التي تُقدم هناك!.
استئجار طائرة لالتقاط صورة
وفي جزء آخر من الكتاب يؤكد بن كسبيت على أن نتنياهو كان مُصرِّاً على استئجار طائرة خاصة بإطفاء الحراق والتي تدعي "سوبر تانكر" وذلك لالتقاط صورة خلال حريق كبير وقع في 2010 في جبل الكريم!.
ووفقا لمؤلف الكتاب فإنّ مسؤولي مكافحة الحرائق في دولة الاحتلال كانوا يعتبرون أن استئجار هذه الطائرة من شأنه أن يُكلف خزينة الدولة مصاريف غير ضرورية، غير أنّ إصرار نتنياهو على التقاط صور "الانتصار على الحريق" تغلّب على كافة الاعتبارات الأخرى التي تحدث عنها مسؤولي مكافحة الحرائق.
صفقة شاليط
رئيس الوزراء الإسرائيلي وكما يقول الكتاب يعيش في تناقض دائم، فعلى الرغم من أنه "نتنياهو" يصرح دوماً أنه لا يمكن أن يتفاوض مع الإرهابيين؛ إلا أنه وفي العام 2011 وقع اتفاقاً مع حركة المقاومة الإسلامية حماس من أجل إتمام صفقة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، الذي وقع في الأسر عام 2006.
وكشف بن كسبيت أن نتنياهو وايهود باراك الذي كان وزير الدفاع وقت الصفقة، تنازعا على الصورة التي سيلتقطانها مع الجندي المحرر بعد هبوطه في دولة الاحتلال، وأضاف بن كسبيت إن الطائرة التي أقلت شاليط من مصر إلى إسرائيل أطالت مشوارها في الجو لأن شاليط فقد وعيه، كما أنّ المفاوض دافيد ميدان والذي كان على متن الطائرة أدرك أن نتنياهو وباراك لن يتنازلا عن الصورة التاريخية، فأصدر أمراً بإطالة الرحلة الجوية إلى أن يستيقظ شاليط بدل نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.
تجدر الإشارة إلى أنّ بن كسبيت الذي يُعدُّ من كبار الصحافيين في دولة الاحتلال اعتمد لإنجاز كتابه على لقاءات مع أصدقاء مقربين من نتنياهو وأشخاص عملوا معه على مر السنين منذ كان ضابطاً في الجيش إلى أنّ أصبح رئيساً للوزراء.