موقع الوقت التحليلي الإخباري | Alwaght Website

الوقت- عند الحديث عن المشكلات السياسية والإقتصادية والأمنية التي يعاني منها اليمن، لا بد من الأخذ بعين الإعتبار السبب الرئيسي لذلك ألا وهو التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي اليمني، حيث وعلى مدى عقود تقوم السعودية ومن خلال تدخلها بتفاقم المشكلات الداخلية وتغذيتها، هذه المشكلات المتراكمة مضافا إليها العدوان السعودي الذي بدء منذ أكثر من 3 أشهر ولا زال مستمرا، فاقم الوضع الإنساني وأصبح الأمر يتطلب صياغة حل جدية لإنقاذ اليمن وحل مشاكله ووضع حد لهذه التدخلات الخارجية بالشؤون الداخلية اليمنية، فصحيح أن هناك الكثير من الدعوات للحوار ومعالجة الأزمة إلا أن هذه الدعوات لا زالت غير جدية، لأن العنصر الأساس المتدخل في شؤون اليمن لا زال يفرض إرادته على اليمنيين، فالحوار لا بد أن يكون يمنيا اولا وأخيرا.

كل التجارب الدولية السابقة تشير إلا أن مخارج الحل وإن طالت الأزمات تتجه في نهاية المطاف إلى ثلاثة ركائز أساسية وهي الجيش الوطني ومنع التدخلات الخارجية والإنتخابات الدیمقراطية، حيث لا مجال فيها لفرض الإرادة الخارجية على إرادة الشعب، وفي عرض مفصل لسياق هذا المخرج يمكن تناوله ضمن النقاط التالية:

1. توقف العدوان السعودي: من لوازم الحل للمشكلة اليمنية أن تقوم السعودية بإتخاذ موقف جريء ومصيري بإيقاف عدوانها على الشعب اليمني، وبذلك يحل جزء أساسي من المشكلة، فمعانات الشعب اليمني اليوم جراء القصف السعودي ومشاهد الدمار والشهداء والجرحي والنقص في المواد الغذائية والطبية والمواد الأولية هو مشكلة بحق يعاني منها اليمنيين.

2. تشكيل الجيش الوطني: يكون ذلك من خلال إجماع كافة العناصر والقوى الداخلية المؤثرة على الساحة اليمنية من أنصارالله و حراك الجنوب وحزب المؤتمر وباقي التیارات السیاسیة وغيرهم وبالتوافق والتعاون مع الجيش اليمني، على تشكيل قوى وطنية عسكرية ينتخب لها قائد بصورة توافقية وشخصية صاحبة تأثير على الساحة اليمنية. بما أن أحد أهم العناصر الخطرة على اليمن هي جماعات التكفير والمسمات بال "القاعدة"، فعليه تكون مهمة الجيش الوطني وكأولوية بمحاربة هذه الجماعات التكفيرية وتطهير المدن والمناطق اليمنية منهم، ووضع حد للمتعاونين معهم والمتآمرين على الشعب اليمني. یذکر بأن التشكيلات الشعبية والتي تشكلت بهدف حماية المدن من خطر جماعات التكفير وإعتداءات الخارج تقوم وبشكل تدريجي وبالتزامن مع تشكيل قوى الجيش الوطني بالتراجع من المناطق والمدن اليمنية، وبشكل تنسيقي في أفساح المجال لقوى الجيش الوطني بإستلام مهامها.

3. بالتزامن مع وقف العدوان السعودي وتشكيل الجيش الوطني، تقوم الأطياف اليمنية المؤثرة والفاعلة مجتمعة على تشكيل حكومة مؤقته لإدارة الملفات العالقة وتيسير أمور المواطنيين والبلاد، وبعد استتباب الأمن تقوم هذه الحكومة وبالتعاون مع الجيش الوطني المشكل بتنظيم إنتخابات رئاسية وبرلمانية حرة يكون الشعب اليمني هو صاحب القرار والفصل.

4. تنظم الأمم المتحدة لجنة مختصة باليمن هدفها جمع التبرعات لإعادة إعماره بعد الدمار الحاصل، ويكون للسعودية فيه الدور الأساس من خلال الدعم المادي الذي تقدمه في سبيل هذه المهمة.

5. التوافق والتعهد على أن لا تقوم السعودية ولا غيرها من الدول والأطراف الخارجية بالتدخل في الشؤون الداخلية اليمنية، وترك الأمر للشعب اليمني الحكيم والمتحد إتخاذ قراراته ومصيره، هذه الحكمة والإتحاد الذي أثبته وبينه العدوان عليها.
   
   الحرب على اليمن حتى ولو استمرت سنوات فهي لن تحصد أي هدف سوى مزید من الدمار والقتل والعبث بسيادة اليمن، فلا الجماعات التكفيرية تمكنت وبعد مضي أشهر من تحصيل أي مكسب ولا طائرات العدوان استطاعت من فرض إرادتها وشروطها على الشعب اليمني، وحدهم اليمنيون ومخارج الحل بإرادة يمنية بدون تدخلات خارجية هي المخرج من الأزمة.