الوقت- دخل الأسير الفلسطيني كريم يونس ذو 59 عاماً من قرية عارة الفلسطينية مطلع هذا الشهر عامه السادس والثلاثين على التوالي في سجون الاحتلال، وبذلك اصبح يونس ايقونة للصبر والصمود في صراعه مع الكيان الاسرائيلي، ليصبح بذلك عميداً للاسرى في العالم اذ لم يقبع احد في سجون العالم من قبل اطول من هذه المدة الزمنية.
واعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية اليوم ان الأسير كريم يونس قد دخل رسميا عامه الـ 36 في السجون الإسرائيلية. وبحسب المنظمة الفلسطينية دخل يونس السجن في كانون الثاني/يناير من عام 1983 بتهمة قتل جندي إسرائيلي وحكم عليه بالسجن المؤبّد ليصبح اليوم أقدم أسير فلسطينيي في السجون الإسرائيلية وفي العالم.
من هو كريم يونس؟
يوم 24 ديسمبر/كانون الأول 1956 ولد كريم يونس في قرية عارة الواقعة في المثلث الشمالي بفلسطين المحتلة، حيث نشأ وترعرع ودرس المرحلة الابتدائية هناك، لينتقل الى قرية الناصرة لمتابعة دراسة الثانوية في مدرسة الساليزيان لينتقل بعدها الى مدينة النقب ويتخصص في قسم الهندسة الميكانيكية بجامعة بنغوريون.
وبينما كان يونس يحضر إحدى المحاضرات التعليمية في الجامعة تم اعتقاله، ليبدأ في 6 يناير/كانون الثاني رحلة اعتقال لم يتوقعها احد ان تستمر عقودا من الزمن.
بعد الاهل وقساوة السجن والسجان لم يثني يونس عن متابعة دراسته، فواصل رحلته التعليمية داخل السجون الإسرائيلية، بل أصبح يشرف على عملية التعليم الجامعي للأسرى الذين سمح لهم الاحتلال بذلك.
قصة الام والاسر
لكريم يونس والدة تبلغ من العمر 84 عاماً تروي قصة اختفاء ابنها وانقطاع اخباره دون معرفة الاسباب. هذه الام شاركت في فيلم "مؤبد مفتوح" الذي أنتجته مفوضية شؤون الأسرى والمحررين في قطاع غزة بالتعاون مع تلفزيون فلسطين والذي يروي في 50 دقيقة قصة اعتقاله، حيث تقول والدته إن العائلة بحثت عن ابنها كريم لشهور بعد اعتقاله حتى عثرت عليه في سجن عسقلان، ومن يومها عانت الام الامرين وتنقلت مع ابنها من سجن الى اخر حيث كانت تزوره في بداية اعتقاله وتراه وهو مقيد اليدين والقدمين.
ومن المقرر أن يفرج عن كريم مطلع العام 2023، ووقتها سيكون عمر كريم (65 عاما) ويكون حينها قد أتم أربعين عاما في الأسر، وتخشى الام عدم لقاء ابنها بسبب كبر سنها حيث تقول: لقد طرقت كل الأبواب لتحريره، وجهزت له بيتا وحلمت بعرسه منذ ثلاثة عقود وخوفي ان اموت ولا اراه عما قريب. وتضيف الوالدة في فيلم "مؤبد مفتوح" إنها لا تخاف عليه "فكلما تقدمت السنوات، يصير كريم حرا أكثر"، لكنها تخاف أن لا تلقاه في لحظة حريته الأولى خارج السجن، كما عاشها ابنها مع والده الذي توفي في عام 2007 ولم يسمح الاحتلال له بالمشاركة في تشييع جنازته.
وكشف صديق الاسر السابق جبر وشاح من غزة عن الخوف الذي كان ينتاب صديقه في السجن ويقول إن ما يؤلم كريم ليس ثلاثين عاما في الأسر وليست السنوات التي قد تأتي، ولكن خوفه أن تموت أمه وهو لا يزال أسيرا.
ويضيف وشاح أن يونس متعلق كثير بوالديه بل انه يستمد قوته من والديه، ورغم 34 عاما قضاها في الأسر فإن السجن لم يسكن قلبه، "وهو مناضل استلهم الكثيرُ من الأسرى القوة والعزيمة منه".
وللاسير كريم يونس مؤلفات كثيرة باسمه كتبها خلف القضبان ومنها كتاب جاء تحت عنوان "الواقع السياسي في إسرائيل" كتبه عام 1990 تحدث خلاله عن جميع الأحزاب السياسية الإسرائيلية، وكتاب اخر جاء بعنوان "الصراع الأيدولوجي والتسوية" كتبه عام 1993.
يذكر انه كان من المفترض أن يفرج عن يونس ضمن ثلاثين أسيرا، بينهم 14 من الأراضي المحتلة عام 1948، وهم ممن اعتقلوا قبل توقيع منظمة التحرير الفلسطينية اتفاق أوسلو للسلام مع إسرائيل عام 1993، غير أن الاحتلال رفض الإفراج عنهم.
و مرة ثانية كاد يونس أن يتحرر ضمن صفقة الإفراج التي شملت آلاف الأسرى الفلسطينيين عام 1985، لكن الاحتلال تراجع وأنزله من حافلة الأسرى المفرج عنهم في آخر لحظة.