الوقت- تتواصل ردود الأفعال المنددة بقرار الكونغرس الأمريكي والذي صنف المقاومة الإسلامية-حركة النجباء على لائحة الإرهاب .حيث أثارت بطولات مقاتلي النجباء ولاسيما في سورية، حفيظة الأمريكان ومن خلفهم الكيان الإسرائيلي، حيث رأت تلك الأطراف في مشروع المقاومة الإسلامية في المنطقة، انه يهدد وجودها ولاسيما وان النجباء صالت وجالت في سورية ضد العصابات الإرهابية وآخرها ما جرى في منطقة البو كمال الحدودية مع العراق حيث كان لها دور بارز في استعادة المدينة .
وتوضيحاً لما ذُكر من اتهامات بحق الامين العام لحركة النجباء، قال مستشار وزارة الخزانة الأمريكية بأمور الإرهاب والتجسس المالي "ستيوارت ليفي"، أن الشيخ الكعبي إضافة إلى تخطيطه للقيام بهجمات على قوات التحالف والجنود الأمريكيين، شارك باعمال عنف وقتل.
هذا وقال موقع حكومي أمريكي، أن الذي صدر بتاريخ ١٨ يوليو ٢٠٠٧ بحق الشيخ الكعبي، تم تعقيبه بأمر من الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، وأضاف: إجراء أي عملية لتحويل الأموال بين الشخص الذي تم تعيينه في قانون رقم ١٣٤٣٨ والمواطنين الأمريكيين ممنوع، وسيقوم مكتب إدارة الأموال الخارجية التابع لوزارة الخزانة بمصادرة أمواله.
وفي أهم ردود الأفعال في هذا الشأن، صرح رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي برفضه قرار الكونغرس الاخير بحق الفصائل الاسلامية المقاومة .
وقال العبادي خلال مؤتمره الصحفي الاسبوعي، "ان بغداد ترفض رفضا قاطعا تجريم أي فصيل قاتل عصابات داعش الارهابية". مشيرا في الوقت نفسه الى ان العراقيون هم من قاتلوا داعش وليس اية قوات اجنبية اخرى.
من جانبه استنكرت منظمة بدر قرار الكونغرس الامريكي بادراج المقاومة الاسلامية – حركة النجباء على لائحة الارهاب. وقال القيادي في منظمة بدر، محمد سالم الغبان، "ان قرار الكونغرس الامريكي جاء نتيجة لتخوفهم من الانتصارات التي حققتها الحركة في سوريا والعراق". لافتا الى مقاتلي الحركة كان لهم دورا فاعلا وكبيرا في دحر العصابات الارهابية في هذين البلدين.
كما طالبت "كتائب حزب الله" في العراق، الحكومة العراقية، بموقف صارم على قرار الكونغرس الأمريكي. وفي بيان لـ"الكتائب" نشرته على موقعها الالكتروني، ذُكر فيه عدم تفاجؤ العراقيين من القرار الامريكي، كون العراقيين لا يتوقعون ممن قتل ابناءهم، ان تكون لهم نوايا صادقة تجاههم.
وتابع بيان حزب الله: "نحن إذ نرفض وندين هذا القرار الأمريكي العدواني ندعو الحكومة العراقية وجميع المتصدين للشأن السياسي إبداء موقف وطني مسؤول وواضح تجاه هذا التدخل السافر، الذي يستهدف الحالة الجهادية لشباب العراق".
واختتمت "الكتائب" بيانها بالقول: "ستكسر تحت أقدام مجاهدينا الغيارى، جميع المؤامرات والمخططات الاستكبارية لأمريكا والصهاينة وأعوانهم وأدواتهم في المنطقة، ونذكر إخوتنا في حركة النجباء الجهادية بقوله تعالى ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين )".
هذا واكد النائب عن التحالف الوطني ”حسن خلاطي” ان حركة النجباء جزء من مؤسسة الحشد الشعبي الرسمية والتابعة لرئاسة الوزراء. وقال خلاطي، ان الحكومة العراقية ترفض وبشكل قاطع أي تدخل بالشأن الداخلي للبلاد. عادا في الوقت نفسه قرار الكونغرس الامريكي ضد النجباء بانه تدخلا سافرا بالشأن العراقي.
واستنكر عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان، علي البياتي، بشدة مشروع القرار المطروح في الكونغرس الأميركي قائلا: "أن اغلب المقاتلين هم من عوائل ضحايا النظام المقبور أو ضحايا الإرهاب الذين لم يتم إنصافهم أغلبهم حتى الآن، وأن هذه الفصائل أثبتت خلال معارك التحرير التزامها بالمعايير الدولية في حماية المدنيين وممتلكاتهم والتعامل الإنساني معهم ومن غير الممكن لبعض الحالات الفردية السلبية والتي لم ترتق إطلاقاً الى مستوى الانتهاكات أن تصنف على أنها منهج لهذه الفصائل.
ان حق المقاومة ضد العدو الذي يقتل ويسبي ويغتصب ويفجر المدن مكفول شرعاً وقانوناً ولا يمكن بأي حال من الأحوال تسمية المقاوم مجرماً بل من الغريب مقابل ذلك أن لا يشرع قانون لتجريم المجاميع التكفيرية التي تقتل وتذبح في العلن وتدمر الانسان والعمران."
كما ادانت كتلة الفضيلة النيابية تصنيف الكونغرس حيث قال النائب عن الكتلة ”حسن الشمري” ان هذا القرار ظالم ومجحف ويجافي حقيقة المواقف البطولية لحركة النجباء”. واضاف، ان ”حركة النجباء كانت ومازالت تتصدر المحاربين للارهاب في العراق وبالتالي هذا القرار لا يتوافق والحقائق”.
داعيا في الوقت نفسه التحالف الوطني الى تبني موقفا موحدا رافضا لقرار الكونغرس الامريكي بادراج ”النجباء” على لائحة الارهاب. وطالب الشمري، الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى عدم تنفيذ قرار فرض عقوبات على الحركة لما يشكله ذلك من اخلال بامن واستقرار العراق.
من جانبه، اعربت حركة الابدال (احدى فصائل الحشد الشعبي) عن تضامنها مع المقاومة الاسلامية – حركة النجباء امام الهجمة الامريكية ضدها. وقال بيان لحركة الابدال، ان ”الحركة تستنكر وتدين العمل الامريكي المشمين المتمثل بوضع حركة النجباء على لائحة الارهاب“. واضافت، ان ”الحركة كانت ومازالت معادية للهيمنة الامريكية والاستعمار وهذا ما عاهدناه منهم بمواقفهم المتكررة ضد الغطرسة والتعجرف الامريكي"
وباعتبار إن حركة النجباء هي جزء من المنظومة الأمنية التي تحارب الإرهاب في المنطقة، لم يرق للسوريين ما تعرضت له من قبل الولايات المتحدة. إذ أشاد عضو مجلس الشعب السوري حسين راغب الحسين بدور المقاومة الإسلامية – حركة النجباء في محاربة الإرهاب.
وقال النائب السوري، إن ”بلاده تعتبر حركة النجباء شريكا أساسيا في عمليات مكافحة الإرهاب في المنطقة .مستنكرا في الوقت نفسه، تصنيف الكونغرس الأمريكي الحركة على لائحة الإرهاب. مشدد على إن الشعب العربي لن يقبل مطلقا إن تعامل حركات المقاومة الاسلامية بمثل هذه الطريقة.
بدوره، استنكر التيار العربي المقاوم، إدراج الكونغرس الأمريكي حركة النجباء على لائحة الإرهاب. وقال رئيس لجنة التيار العربي المقاوم الشيخ عبد السلام الحراش، إن ”الولايات المتحدة تخوض حربا معلنة على حركات المقاومة الإسلامية في العراق وسورية “.
وأضاف، إن ”واشنطن ومن خلالها حربها تلك تسعى إلى كسر هيبة المقاومة ومحورها والذي يفضي بالنهاية إلى دعم جبهة الإرهاب. وختم الشيخ الحراش حديثه بالتأكيد على إن حركة النجباء لها الدور الكبير في جعل سورية خالية من الإرهاب والطائفية.
من جهته، رأى النائب في البرلمان السوري المطران متي الخوري، إن ادراج واشنطن للحركة على لائحة الإرهاب بأنها حماية للمشاريع الصهيو امريكية في المنطقة لافتا إلى إن خشيتهم تتمثل بقرب حركات المقاومة في المنطقة من القدس وامكانية تهديدها للكيان الاسرائيلي.
كما ان الجالية العراقية في سوريا لم تكن بعيدة عن هذه القضية، حيث استنكرت القرار الامريكي القاضي بادراج حركة النجباء على لائحة الإرهاب، مؤكدين في الوقت نفسه وقوفهم إلى جانب المقاومة الإسلامية امام المشاريع الامريكية المشبوهة في المنطقة.
يشار الى ان مقاتلي النجباء كان لهم دور فاعل في استعادة مدينة البو كمال السورية من سيطرة عصابات داعش الارهابية. ومن الجدير بالذكر ان الكونغرس الامريكي كان قد صوت على ادراج حركة النجباء على لائحة الارهاب، فيما امهل السلطات هناك 90 يوما لتطبيق العقوبات على الحركة.