الوقت- أطلقت منظمة الصحة العالمية قمّة موسعة في مدينة ساو باولو البرازيلية، والتي تمحورت حول مرض التهاب الكبد الفيروسي "سي"، وتمخضت بتقديرات تفيد بمضي تسع دول قدماً نحو القضاء على هذا المرض بشكل نهائي في مدة لا تتجاوز الـ13 عاماً. وهذه القمة العالمية الثانية من نوعها.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد وضعت أهداف عدة لتتبعها الدول خلال القمة السابقة في 2016، وتصدرت عدة دول قائمة الدول التي عملت بهذه التوصيات والتي تبشر بنتائج واعدة بالقضاء على هذا المرض ومنها البرازيل ومصر وجورجيا وألمانيا وأيسلندا واليابان وهولندا واستراليا وقطر.
وفي هذا الإطار علّق "همي روضي" مدير مركز تحاليل الأمراض ومقره في أمريكا قائلاً: "بلوغ هذه الأهداف سيكون مستحيلاً على أرض الواقع في أكثرية البلدان الأخرى من دون تطبيق سياسات لتحسين النفاذ إلى التشخيص والعلاجات".
وينقسم مرض التهاب الكبد إلى خمس أنواع أو أقسام وتسبب مجتمعة ما يقارب الـ 1,3 مليون وفاة حول العالم سنوياً، إلّا أن النوعين الأكثر خطورة هما "بي" و "سي" لأنهما وبحسب دراسات حديثة مسببان رئيسيان في 50 بالمئة من حالات جديدة من سرطانات الكبد.
ويعتبر الجهل والإهمال السببان الأساسيان في تفشي هذا المرض بشكل كبير، لأن معظم المرضى المصابين به لا يعرفون بذلك إلا بعد مضي فترة نتيجة عدم القيام بفحوصات دورية. إذ وفقاً لبعض الإحصائيات العالمية التي قدمتها منظمة الصحة فإن 9% من المصابين بالنوع "بي" من هذا المرض يعلمون بإصابتهم بالمرض، فيما ترتفع هذه النسبة إلى 20% بالنسبة لأولئك المصابين بالنوع "سي" من هذا المرض.
وعلى صعيد البلد المضيف أعلن وزير الصحة في البرازيل أثناء كلمته في إفتتاح القمة أن بلاده ستقوم بتوزيع ما يقارب 12 مليون فحص عام 2018، فيما سيصل العدد إلى 200 مليون في عام 2030 وهو عدد سكان البلاد، بهدف الحد من إنتشار المرض.
وأوضح "تشارلز غور" رئيس التحالف العالمي لمرض التهاب الكبد الوبائي بأن أغلبية المرضى المصابين بهذا المرض لم يقوموا بفحوصات مسبقة، وأن 1% من المصابين يمكنهم الحصول على علاج مناسب وذلك بسبب صعوبة الوصول للعلاج فضلاً عن تكلفته العالية.
يذكر أن التحالف العالمي لمرض التهاب الكبد الوبائي تعاون مع منظمة الصحة العالمية والحكومة البرازيلية لتنظيم هذه القمة التي شارك فيها أكثر من مئتي اختصاصي من مختلف دول العالم، وكان هدفها الأساسي هو "القضاء على التهاب الكبد" الذي بات يشكل عبئاً كبيراً على العالم وتهديداً جدياً على الصحة العامة إذ يعاني منه أكثر من 325 مليون شخص يتوزعون حول العالم.
ومن أكثر الحالات الشائعة لإنتقال هذا المرض هو إنتقاله من الأم لطفلها كما أنه ينتقل بالدم وسوائل الجسم بشكل عام، وفيما يخص مناطق إنتشاره، يتوزع بشكل كبير في مناطق مثل شرق آسيا وجنوب شرق آسيا وأستراليا وهي مناطق لوحظ فيها 115 مليون حالة، فيما تعتبر إفريقيا ثاني أكثر المناطق تضرراً من هذا المرض حيث ينتشر فيها 60 مليون حالة إصابة به.
أما فيما يخص مرض التهاب الكبد من نوع "سي"، فينتشر في البلدان الشرقية بأعداد تقارب الـ15 مليون حالة، و 14 مليون حالة في أوروبا، و 11 مليون حالة في إفريقيا، و 10 مليون حالة في شرق أسيا.