الوقت-أثناء انعقاد مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي في روسيا هاجم رئيس مجلس الأمة الكويتي "مرزوق الغانم" رئيس وفد الكيان الصهيوني ونعته بممثل الاحتلال وقتلة الأطفال ومرتكبي جرائم الغصب وإرهاب الدولة، حيث لقي الموقف الشجاع ترحيبا كبيرا في الدول العربية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي واكتسب أهمية كبيرة انطوت على دلالات كثيرة.
وفي التفاصيل، أثناء مداخلة لم تتعدى الدقيقة لرئيس مجلس الامة الكويتي في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي المنعقد في روسيا وجه الاخير خطابا حادا لممثل الكيان الصهيوني حيث قال:" إن ممثل إسرائيل في المؤتمر المنعقد بمدينة سانت بطرسبورغ عديمُ الحياء، وإنه لو كانت لديه ذرة من الكرامة لخرج من المؤتمر بعدما اكتشف الحضور زيف مداخلته".
وخاطب الغانم ممثل الوفد الإسرائيلي قائلا: "عليك أن تحمل حقائبك وتخرج من القاعة بعد أن رأيت ردة الفعل من كل البرلمانات الشريفة".
وتابع قائلا: "اخرج الآن من القاعة إن كانت لديك ذرة من الكرامة.. يا محتل، يا قتلة الأطفال". وتفاعل الحضور بشكل جلي حيث صفقوا له معلنين تضامنهم مع موقفه الشجاع ضد الكيان الصهيوني وأعماله الاجرامية ضد الشعب الفلسطيني، بينما ظهر استياء وفد الكيان الصهيوني من موقف الغانم وخروجهم من المؤتمر.
الموقف الكويتي والعربي
وفي هذا السياق نوه أمير الكويت الشيخ "صباح الأحمد الجابر الصباح" بموقف الغانم قائلا:" تابعنا بكل الاهتمام والتقدير ردكم الحازم على رئيس وفد الكنيست الإسرائيلي وتصديكم له في الجلسة الختامية لمؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي في مدينة سانت بطرسبرغ في روسيا الاتحادية على خلفية موضوع النواب الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ومطالبتكم للوفد الإسرائيلي بمغادرة القاعة".
وأضاف أمير الكويت: "نشيد بهذا الموقف المشرف الذي كان محل تقدير ممثلي الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة المحبة للسلام في هذا البرلمان الدولي والذي يجسد جليا موقف دولة الكويت الداعم للأشقاء الفلسطينيين لاستعادة حقوقهم المشروعة ونصرة قضيتهم العادلة".
كما غرد المستخدمون دعما للمداخلة وعدوها "لحظة تاريخية" وعبروا عن شكرهم و مدحهم له.
وقد اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي تضامنا مع الغانم حيث انتشر بكثرة على تويتر هاشتاغ #مرزوق_الغانم وتم تداول مقطع مداخلته حوالي مئتي ألف مرة خلال 24 ساعة الماضية. تجدر الاشارة هنا الى أن هاشتاغ #مرزوق_الغانم احتل المرتبة الثانية على مستوى العالم حيث اشاد المغردون بكلمته القوية ضد ممثل الاحتلال الإسرائيلي في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي.
وقال رئيس الوفد الفلسطيني "عزام الأحمد" إن كلمة رئيس مجلس الأمة الكويتي تسلط الضوء على جروح الشعب الفلسطيني أمام برلمانات العالم قاطبة، من أجل الإقرار بحقه في تقرير مصيره وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولته المستقلة.
واعتبر رئيس الوفد التونسي "لطفي النابلي" أن كلمة الغانم غنية المضمون وواضحة، "وعكست قضايا تمس مشاعر المواطن العربي ومواقفه من القضية الفلسطينية وإدانة ممارسات الكيان الصهيوني".
ومن جهتها اعتبرت حركة المقاومة الاسلامية حماس أن رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم يمثل ضمير الأمة في نظرتها للاحتلال. وجاء في رسالة بعثت بها للغانم "كل التحية والتقدير لشخصكم الكريم ومواقفكم الشجاعة في التصدي للإرهاب الصهيوني ودعم شعبنا الفلسطيني وحقوقه المشروعة".
ردود فعل اسرائيلية
ومن جهة أخرى أبدت وسائل الإعلام الصهيونية اهتماما كبيرا بما حدث وتوقف كبار المعلقين في تل أبيب مليا أمام صورة أعضاء الوفد الإسرائيلي الذي رأسه الجنرال "نحمان شاي" وهم يغادرون قاعة المؤتمر بعدما أمطر الغانم مسامعهم بما لم يتوقعوا أن يسمعوه.
ونظرا لقوة الموقف الذي عبر عنه الغانم الرافض للتسامح مع صور النفاق الإسرائيلي، كما عبر عنها شاي، الذي حاول تقديم إسرائيل كـ "دولة تنشد السلام وتعرض خدماتها للدول الأخرى في مجال مكافحة الإرهاب"، فقد ثارت الكثير من الأسئلة في تل أبيب في أعقاب هذه الحادثة.
ومما استرعى اهتمام الصهاينة بشكل خاص حقيقة أن ما أقدم عليه الغانم قوبل بتأييد واسع من قبل الرأي العام العربي، حيث عمل بعض المعلقين الصهاينة إلى قراءة أنماط الردود على الحادثة كما عكست ذلك تعليقات العرب على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولم يكن من المفارقة، أن الكثير من المعلقين الصهاينة الذين تناولوا ما تعرض له الوفد النيابي الصهيوني، وأشكال التأييد الواسع الذي حظي به موقف الغانم في العالم العربي قد أجمعوا على أن ما حدث يدل على التضليل الذي تنطوي عليه مزاعم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بأن عهدا جديدا قد تم تدشينه بين الکیان الإسرائيلي والعالم العربي، لاسيما مع دول الخليجیة.
فقد خلص هؤلاء المعلقين إلى الاستنتاج بأن حديث نتنياهو عن مرحلة جديدة في تاريخ العلاقة العربية الصهيونية مجرد وهم، حيث لم يفت هؤلاء الإشارة إلى أن ما حدث في سانت بطرسبرغ يدل على أن هناك فرقا شاسعا بين ما يسمعه القادة الصهاينة في الغرف المغلقة من الحكام العرب وبين توجهات الرأي العام العربي، التي عبر عنها الغانم.
إن ما حدث للنيابيين الصهاينة يدل على مدى أهمية استعادة الشعوب العربية لحريتها وحق الفلسطينيين بحريتهم وحرية شعبهم والدفاع عن قضية الشعوب العربية التي تضمن وجود حكومات تعبر عن إرادة الشعوب والأمة. وعندها لن يواصل الكيان الصهيوني جني ثمار التقاء المصالح بينه وبين نظم الاستبداد في العالم العربي.